لغة الأرقام دائماً صوتها مسموع، كالحق يعلو ولا يعلى عليه.

والهزائم المتلاحقة والبطولات الضائعة في نادي الاتحاد تعني أمراً واحداً لا خلاف عليه، وهو أن ثمة خللاً إدارياً يجب أن تتم معالجته، وهذا الخلل أسبابه واضحة للمتابع الحصيف، فالصرف إلى حد البذخ على البهرجة الإعلامية واللاعبين الأجانب والبحث عن التدخل في شؤون الآخرين وتطفيش أعضاء الشرف بمقولة: (أنا أصرف على النادي ولا أحتاج دعمهم)، وإهمال حقوق الناس التي تعمل بالنادي والمحترفين المحليين والأجانب، وحتى من هم خارج أسوار النادي، كل ذلك مدعاة لحالة (الفلتان) الإداري والمالي، وتشتيت الجهود بدلاً من تركيزها في محيط الاتحاد الذي إن أراد محبوه أن يعود لوهجه السابق عليهم مصارحة ومناصحة رئيسهم بالعمل على تسوية الخلاقات الداخلية والخارجية بحسن النية والصدق في التعامل وإعطاء الناس حقوقها، وضخ المحفزات المعنوية للمحترفين المحليين قبل الأجانب، وفتح صفحة جديدة وصادقة مع أعضاء الشرف الفاعلين والمساندين ملؤها الحب والاحترام والتقدير.

والأهم من ذاك، الاهتمام بالاتحاد ولا غيره، وترك المنافسين دون الإضرار بهم أو رفع شعار (تدميرهم) في السر والعلن؛ لأن الدوائر تدور على أصحابها في نهاية الأمر.. بصريح العبارة قولوا له: (دع عنك الهلال وانشغل بالاتحاد)..!

يرضيك يا معالي الوزير

لم يكن مشهداً حضارياً البتة، يعكس وعياً حضارياً وتقديراً مهماً للرسالة التي يقدمها الإعلام، وبخاصة المرئي، وأعني ذلك المنظر المقزز لي كإعلامي حينما رأيت الزملاء في القناة الرياضية، والقناة ذات الحق الحصري تلتقي اللاعبين والمسؤولين خلف القضبان والأسلاك الشائكة.. حتى في ساحات المعارك الحديثة منها والقديمة للإعلاميين الحق في الوجود، ومتابعة تفاصيل الأحداث عن قرب، ومن داخل ميادين القتال، فما بالكم في مباراة كرة قدم، ومنقولة لكل أصقاع الأرض ويشاهدها الملايين من البحر إلى البحر؟!

الغريب أن المسؤولين في رعاية الشباب يؤكدون على الدوام وعلى رأسهم أمير الشباب أن الإعلام شريك أساسي في النجاح، إذاً مَنْ يضع العراقيل في وجه رجال الإعلام؟ (وهذا السؤال الأهم) إلى حد محاصرته بين الجمهور وفي حدود ضيقة، مخجلة.. ونحن نعيش عصر الانفتاح الفضائي والبث المباشر، والمناداة بحرية التعبير وانسيايبة نقل المعلومة والشفافية.

حتى تصلنا الإجابة، فإني أرفع سؤالي إلى معالي وزير الثقافة والإعلام: هل يرضيك ما شهدناه يا معالي الوزير؟؟

لجنة الانضباط وجمهور العميد

حتى وإن لم يدون الحكم الإسباني جونزاليس ما اقترفه جمهور الاتحاد في الدرجة الثانية من استاد الأمير عبدالله الفيصل عقب إحراز خالد بدرة للهدف الثالث وما بعده حتى نهاية المباراة، فإن على لجنة الانضباط الانعقاد على وجه السرعة لبحث تلك التصرفات الخاطئة والفاقدة للوعي والفقيرة للروح الرياضية والأسلوب الحضاري من ثلة الجماهير المحسوبة على العميد والرياضة السعودية.

فقذف الأحذية - أعزكم الله - والفوارغ والحجارة يجب أن يقابل بقرارات حازمة ورادعة تعيد للروح الرياضية والوعي وقواعد المنافسة الحقة كرامتها التي انتهكت بمثل هكذا حماقات من مراهقين ومشجعين لا يعترفون بأن الكرة فوز وخسارة، وأن الرياضة ذات أهداف أسمى وأرقى من حسابات الفوز والخسارة، وأن المباراة كانت منقولة فضائياً للوطن العربي والعالم أجمع، ومثل تلك التصرفات الرعناء تشوه جمالية التنافس والصورة الزاهية للمشجع السعودي ورياضته.

إذن لجنة الانضباط أمام امتحان جديد يلزمه قرار من حديد..!