Al Jazirah NewsPaper Friday  09/02/2007 G Issue 12552
الاقتصادية
الجمعة 21 محرم 1428   العدد  12552
ساما ترفع سعر الفائدة على الريال إلى 5.50 % رغم ثباتها على الدولار
العمري لـ ( الجزيرة) رفع الفائدة سيحد من ارتفاع الأسعار ولا تأثير على سوق الأسهم

* الرياض - فيصل الحميد:

رفعت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) سعر الفائدة القياسي على اتفاقية إعادة الشراء 30نقطة أساس إلى 5.50 في المائة أمس الخميس. وذكرت (رويترز) أمس الخميس أن متعاملين في أسواق الصرف قالوا: إن مؤسسة النقد العربي السعودي رفعت سعر الفائدة إلى 5.50%.

لماذا رفع سعر الفائدة

يعتبر رفع أو خفض سعر الفائدة على العملة أداة من أدوات ضبط الاقتصاد وتهدئة السوق والمحافظة على قيمة العملة وتخفيف المضاربات عليها في الأسواق العالمية ، وهي مسؤولية البنوك المركزية.

ويرجع قرار مؤسسة النقد برفع الفائدة لتصبح 5.50% لعدة أسباب من أهمها وجود سيولة نقدية قوية في الاقتصاد المحلي ربما تؤدي إلى تضخم إضافة إلى تنامي الائتمان المصرفي وعوامل اقتصادية أخرى.

وبين الأستاذ عبد الحميد العمري عضو جمعية الاقتصاد السعودية (للجزيرة) أن رفع سعر الفائدة تلجأ إليه البنوك المركزية لأهداف متعددة، مثل كبح جماح الأسعار كما هو حاصل في المملكة نتيجة ارتفاع السيولة وانخفاظ المعروض، أو الحد من الإقراض (الائتمان المصرفي).

وعادة ما يرتبط سعر الفائدة بالخطط والسياسات الاقتصادية الرامية إلى تحريك رؤوس الأموال ودفعها نحو الدخول في عمليات الاقتصاد الأساسية أو الهادفة إلى تجميع الرساميل وتحويلها في اتجاه الخدمات المصرفية وتركيزها في أعمال البنوك والصيرفة والإقلال من تداول العملات بين أيدي الأفراد والحد من حركتها إلى أدنى الحدود, ومن هذا المنطلق يقول العمري: إنه ومن المتوقع عودة الأموال إلى الاقتصاد المحلي، إضافة إلى انخفاض الأسعار التي تشهدها المملكة حاليا، مضيفا أن رفع سعر الفائدة سيكون إيجابيا وربما من دون سلبيات تذكر خاصة على الأسعار ولكن على المدى الطويل وربما لا يلمس ذلك الا بعد 3 أشهر من الآن.

تأثير رفع سعر الفائدة على سوقي الأسهم والعقارات

ارتفاع أسعار الفائدة تعتبر أخبارا سيئة على أسواق الأسهم المالية والعقارية،حيث يقوم بعض المستثمرين بتحويل أموالهم خارج سوق الأسهم أو العقار إلى ودائع لأجل.

وقد استبعد الأستاذ العمري تأثير رفع سعر الفائدة على سوق الأسهم رغم التأثير المتوقع على الائتمان المصرفي والتحول إلى الودائع.

كذلك استبعد تقرير صادر أوائل الشهر الحالي عن شركة المزايا القابضة أي تأثير سلبي كبير على قطاع العقارات في دول مجلس التعاون الخليجي عامة في حال رفعت السلطات النقدية الخليجية أسعار الفائدة.

وأرجأت ذلك إلى أن الطلب على العقارات في المنطقة يحركه بشكل أساسي الطلب المحلي من المواطنين والمقيمين الذين يبحثون عن منزل العائلة الذي له منزلة ثقافية مهمة في الموروث والعادات، وبالتالي فإن الطلب على العقارات سيبقى مستمرا ما دام هناك تزايد في أعداد السكان والوافدين، على الرغم من الضغوط التضخمية التي تضعها أسعار الفائدة على الميزانية العائلية.

سعر الريال

أسعار العملات يعكسها ميزان العرض والطلب على العملات. ويوجد عاملان رئيسيان يؤثران على العرض والطلب هما أسعار الفائدة و قوة الاقتصاد الكلية ومن المتوقع استقرار إن لم يكن ارتفاع للريال بعد رفع سعر الفائدة، وفي هذا الصدد توقع العمري أن تقل عملية المضاربات على الريال في أسواق العملات إضافة إلى ارتفاع قيمته مقابل العملات الأخرى, و أضاف أنه يجب أن تكون الفائدة على الريال دائما أعلى من الفائدة على العملة المربوطة بها وهي الدولار وبين أنه ومنذ مارس 2006 بدا التصحيح في هذا الشأن حيث كانت الفائدة على الريال أقل من الدولار، والآن وبعد القرار الأخير أصبحت الفائدة على الريال تساوي 5.50 %مقابل 5.25 % على الدولار. وقال محللون ومتعاملون لرويترز: إن مؤسسة النقد التي تربط سعر صرف الريال بالدولار تعوض ما فقدته العام الماضي عندما رفضت محاكاة الارتفاعات في معدلات الفائدة الأمريكية خلال تصحيح نزولي حاد في سوق الأسهم السعودية بدأ في فبراير - شباط. وقال شاهين والي الخبير الإستراتيجي بأسعار الصرف ببنك بي.إن.بي باريبا في لندن (الخطوة إلى حد كبير تهدف للحاق بمعدلات الفائدة الأمريكية).

ويبلغ سعر الفائدة الأمريكية 5.25 في المئة بعد زيادات متتالية لسبع عشرة مرة بنحو ربع نقطة حتى يونيو - حزيران. وقال والي إن مؤسسة النقد ربما كانت تنتظر خفض المجلس الاحتياطي الاتحادي لمعدلات الفائدة لاستعادة التوازن وهو ما كانت الأسواق تتوقع في البداية حدوثه في مارس - آذار. وأضاف (لكن تلك التكهنات تتراجع الآن وهذا يضغط على مؤسسة النقد العربي السعودي لرفع معدلات الفائدة). ودفع التفاوت في معدل الفائدة بين الريال والدولار المستثمرين إلى تحويل أصولهم من الريال إلى الدولار. وقال جون سفاكياناكيس كبير خبراء الاقتصاد ببنك إس.ايه.بي.بي (ساب) ومقره الرياض (يجعلون الأمر أكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين للعودة إلى الريال). وقال روهيت كيديا أحد المتعاملين ببنك الإمارات في دبي إن أحد العوامل الأخرى قد يكون مشروع الوحدة النقدية الذي شابته شكوك العام الماضي عندما قالت سلطنة عمان إنها لن تنضم بحلول مهلة تنتهي في عام 2010م.

وقال كيديا (إذا كانت بلدان الخليج العربية تتجه نحو وحدة نقدية فيجب عليها أن تتفق على معدلات الفائدة). ورغم أن معدل التضخم بالسعودية هو الأقل بين بلدان الخليج العربية إلا أن ضغوط الأسعار آخذة في التنامي. وارتفع التضخم السنوي وفقا لمؤشر تكاليف المعيشة إلى 2.8 في المئة في نوفمبر - تشرين الثاني.

وقال ريتشارد فوكس مدير التصنيفات السيادية للشرق الأوسط وإفريقيا لدى فيتش ريتنجز في لندن (دول الخليج العربية قلقة بسبب ارتباطها بدولار ضعيف... إنهم يستوردون التضخم).

***

تاريخ أسعار الفائدة

أكبر فائدة على الريال بلغت 10 في المائة عام 1990، وهي الفترة التي صادفت حرب الخليج الثانية واحتلال العراق الكويت، وانخفضت عامي 1992 و1993 إلى 3.25 في المائة، لكنها عاودت الارتفاع وراوحت بين 5.25 في المائة و7.5 في المائة وفي العام 2001 كانت الفائدة تحت مستوى 2% ثم ما لبث أن بلغت معدل 2.5 % في العام 2003 ليصل إلى معدل 3.5 بنهاية العام 2004 انتهاء بـ 4.150 بدءاً من مطلع يوليو2005 ثم ارتفعت تباعا حتى تم تثبيتها من قبل ساما إلى 5.50% أمس الخميس.

يشار إلى أن مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكيقد أبقي على أسعار الفائدة دون تغيير عند 5.25 %، في اجتماعه الأخير في 31/1/2007 في حين واصل التحذير من خطر التضخم.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد