أكَّد الدكتور صالح بن ناصر عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس لجنة الاحتراف أن التشاور والتعاون أمران في غاية الأهمية في المرحلة الحالية الثالثة من تطبيق الاحتراف في ميدان كرة القدم السعودية، مطالباً رؤساء الأندية والإداريين وأعضاء الشرف ورجال الإعلام الرياضي بالتعاون في إبداء مرئياتهم وآرائهم الإيجابية له من خلال النقد البناء والمفيد مرحباً بها.
وأشار الدكتور صالح إلى أنه لن يحيد في نهجه الإداري في إدارة شؤون الاحتراف عن السياسة التي ارتكز عليها الفقيد عبد الله الدبل - رحمه الله - رئيس اللجنة السابق.
* د. صالح مبروك عودتك مجدداً للجنة الاحتراف ومبروك ثقة سمو الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل بتعيينك رئيساً للجنة الاحتراف.. ما هي الكلمات التي تعبِّر بها عن هذه الثقة الغالية؟
- الله يبارك فيك.. وأشكر سمو الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل على ثقتهما.
أما بالنسبة للعودة لهذا العمل فإنني أتطلع إلى تعاون جميع الأندية ومسؤوليها في هذا الأمر لتحقيق الأهداف التي أعاد تصحيحها فقيدنا الغالي الأخ عبد الله الدبل في الفترة القصيرة الأخيرة عندما ترأس لجنة الاحتراف قبل انتقاله إلى جوار ربه.
ويعني أن تطبّق المفاهيم الجديدة التصحيحية في عملية الاحتراف وهذا هو الذي يأمل فيه سمو الرئيس العام رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وسمو نائبه، وأنا أعتقد أن هذا من مصلحة الاحتراف في المملكة الذي يدخل المرحلة الثالثة.
* هل تحدثنا دكتور عن هذه المراحل الثلاث التي تقصدها بشكل موجز؟
- نعم.. المرحلة الثالثة من الاحتراف هي التي بدأت قبل عدة شهور عندما تولى الحبيب الغالي الأخ عبد الله الدبل - رحمه الله -، وهو الأخ والصديق مسؤولية اللجنة باعتبارها هذه هي المرحلة الثالثة في التطوير وفي عملية الاحتراف في المملكة.
أما المرحلة الأولى فقد كانت هي المرحلة التأسيسية التي شاركت فيها أنا والأخ الدكتور عبد الفتاح ناظر - رحمه الله - والأخ عبد الله الدبل رحمه الله.
ثم المرحلة الثانية عندما أعيد تشكيل الاتحاد السعودي لكرة القدم. والآن نعيش المرحلة الثالثة كما أسلفت، التي تعتبر في الحقيقة مرحلة تصحيحية لتحديد المسار، لأنه من المهم جداً أن يكون مفهوم الاحتراف وفلسفته معروفة لدى جميع المسؤولين في الأندية ولدى اللاعبين.
فلا بد أن يرتفع مستوى الوعي عند اللاعبين حتى نرى لنا لاعبين محترفين في أندية خارجية يكتسبون منها الخبرة وتطوير مستوى الأداء.
وهذه هي الأهداف الرئيسية التي نتمنى إن شاء الله ومعي الزملاء في اللجنة الذين لم أتعرَّف عليهم بعد ولكن من بداية يوم السبت القادم سيكون البدء في ممارسة مهامنا ونسأل الله التوفيق.
* د. صالح بن ناصر ما هي رسالتك لمسؤولي الأندية وللإعلاميين قبيل مباشرة مهام منصبك كرئيس للجنة الاحتراف اعتباراً من يوم السبت المقبل؟
- في الواقع أتمنى من كل الأصدقاء العاملين في الوسط الإعلامي وهم الذين اعتبرهم بمثابة زملاء المهنة، وكل المسؤولين في الأندية وهم رجال نشكرهم على جهودهم وخصوصاً أنهم أناس متطوّعون للعمل في الأندية ومسيرة الرياضة السعودية بالذات في مجال كرة القدم في الأندية التي يعملون بها سواء أكانوا رؤساء أو أعضاء مجالس إدارات أو أعضاء الشرف الداعمين لهذه الأندية وأقول لهم إن المركب واحد والسفينة واحدة.
السفينة يقودها سمو الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل، والهدف من رحلة هذه السفينة هو الوصول إلى مستوى أكثر رقياً وتطوراً بالنسبة للعبة كرة القدم في المملكة. وخصوصاً أن المستوى الذي وصلت إليه كرة القدم في المملكة يعد جيداً بعد وصولها إلى العالمية ولا بد أن تبقى في مستوى جيد وإيجابي، فالتعاون مهم جداً (كرَّرها مرتين)، وتفهم أهداف الاحتراف وفلسفة الاحتراف والرغبة في أن يكون الاحتراف وسيلة لتطور لعبة كرة القدم في المملكة العربية السعودية يجب أن يكون أمراً وهدفاً مهماً وإستراتيجياً لدى الجميع في الوسط الرياضي.
والتشاور شيء طيِّب، يعني نحن يهمنا يا أخ سامي الآراء حتى النقد، وأنا طول عمري أرحب بأي نقد ولكن أرجو أن يكون النقد بناءً من خلال ارتباطه بمقترحات وآراء إيجابية مفيدة.
يعني لا يكفي أن نقول بأن هذا الأمر خطأ، بل نقدِّم البديل أيضاً، وهنا يكون النقد البناء.
والبديل سيناقش فإما أن يقتنع صاحب الفكرة بأن فكرته تحتاج إلى نوع من التعديل أو أن يقتنع المتلقي بأن الفكرة هذه جيدة ويمكن الاستفادة منها.
* د. صالح اتفق أعضاء لجنة الاحتراف إبان رئاسة الفقيد عبد الله الدبل - رحمه الله - على أن يتولَّى الرئيس مهمة المتحدث الرسمي للإعلام باسم اللجنة فهل سيبقى الأمر على ما هو عليه مع توليكم لزمام الأمور في اللجنة أم سيختلف؟
- والله زي ما قلت لك يا أخ سامي، أنا في إجازة اضطرارية في هذا الأسبوع، بنصيحة من الأطباء بعد رحلة أبوظبي وبعد التأثر بفقدان أخي عبد الله الدبل - رحمه الله -، لأنه تعرف منذ (30 سنة) أو أكثر ونحن مع بعضنا، يعني تعرضت لبعض الضغوط شوي والطبيب نصحني بالراحة من (4 - 5) أيام.
وسمو الأمير سلطان وسمو الأمير نواف أمراني حقيقة أن أبقى في البيت لأرتاح، فأعطني فرصة إلى أن اجتمع مع الزملاء أعضاء اللجنة وسنقرّر منذ يوم السبت المقبل كيفية عمل وتسيير اللجنة لكن لن نخرج كثيراً عمّا رسمه الأخ عبد الله الدبل.
* د. صالح هل ثمة تعديلات جديدة تنوي اعتمادها في بعض مواد أو بنود الاحتراف؟
- والله خليني أقولك، أنا مؤمن بالتعديلات التي عملها الأخ عبد الله وزملاؤه وهي تعديلات جذرية.
ولقد كنا نتشاور كثيراً أنا وإياه في كثير من الأمور، حتى عندما يكون خارج المملكة يتصل بي هاتفياً، وكل شيء يريد عمله في لجنة الاحتراف كان يتشاور معي فيه فأنا أخوه وزميله ورفيق دربه في هذا العمل.
كنت وإياه - رحمه الله - نتناقش في أمور التعديلات كثيراً، فأنا على اطّلاع على الأشياء التي أدخلها الأخ عبد الله - رحمه الله - وزملاؤه والتي صححت المسار في الحقيقة في بعض النقاط الرئيسية. وبالتالي بعد أن اطلع على الملفات سيتحدد أشياء كثيرة وكما تعرف أنا بعدت عن لجنة الاحتراف حوالي خمس أو ست سنين لكن عندما ترأس الأخ عبد الله اللجنة صار بيننا تواصل في هذا الموضوع بحكم العلاقة التي تربطنا ببعضنا وبحكم الفترة التأسيسية التي عشناها مع بعضنا. يعني من هنا للأسبوع القادم إن شاء الله سوف يتضح لنا الخط الذي سننتهجه لكنني أكرِّر بأنه لن يحيد كثيراً عمّا وضع قواعده الأخ عبد الله الدبل - رحمه الله - في هذه الفترة التصحيحية وهذه الفترة القصيرة التي ترأس فيها اللجنة.
* د. صالح بن ناصر نشكرك على هذه الدقائق وما هي كلمتك التي تختم بها حوارنا القصير معك؟
- شكراً لكم على إتاحة هذه الفرصة لي، وأنا أتمنى من الإعلام الرياضي أن يواكب كعادته التي لا يحيد عنها عملية البناء التي أعلن عن برامجها سمو الأمير نواف بن فيصل في اللقاء الإعلامي قبل عدة شهور وهي المؤيّدة تماماً من قبل سمو الأمير سلطان بن فهد، وأن نسعى دائماً معاً لتحقيق الهدف المنشود من الرياضة كمسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفي الاتحادات وفي اللجنة الأولمبية وفي الأندية والإعلام الرياضي.
وأنا دائماً مؤمن بأنه لا يمكن أن تتطور الرياضة بدون إعلام وإعلامنا واع ولله الحمد، يعني كل الذي أرجوه من إخواننا الإعلاميين أننا بحاجة إلى مرئياتكم وفي حاجة إلى آرائكم ونحن بحاجة إلى مقترحاتكم ونرحب بأي نقد بناء مصحوب بالبدائل، وشكراً لك ول(الجزيرة).