Al Jazirah NewsPaper Tuesday  06/02/2007 G Issue 12549
الريـاضيـة
الثلاثاء 18 محرم 1428   العدد  12549
روح القانون
إبراهيم العمر

لم يكن يربطني بفقيد الرياضة الدولية عبد الله الدبل رابط عملي مباشر أو مصلحة مشتركة يتطلبان الاتصال والتواصل المستمر.. وإنما كان (رجلاً) يملك قدراً كبيراً من (كاريزما) شديدة.. وعجيبة تجذب إليه الأنظار يقابلها ب(تواضع) جم.. وصفات حميدة.. وأخلاق عظيمة.. وما أن وصلني خبر وفاته - غفر الله له ولجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات - حتى تبادر إلى ذاكرتي الضعيفة موقفان قديمان يحملان من الشمائل والمعاني الكريمة التي يتمتع بها - رحمه الله -: الموقف الأول قبل عقدين من الزمن عندما أقيمت دورة مكثفة للحكام بمحافظة الأحساء في فصل صيف 1404ه وكان - رحمه الله - في إجازة مع عائلته خارج المملكة وقام بالاتصال بالأستاذ عبد الرحمن الدهام وأصر على أن (يولم) للحكام المشاركين، وطلب من الدهام أن يوجه الدعوة بالنيابة عنه لجميع الحكام وأن في الأحساء من يقوم مقامه في ترتيب الغداء إلا أن المفاجأة كانت في عودته من السفر وزيارته لنا في مقر بيوت الشباب وتوجيهه الدعوة للحكام وإصراره على حضور الجميع وكان - رحمه الله - على رأس المستقبلين ومن المباشرين للحضور بمزرعته بقرية (الجفر) مسقط رأسه وسافر لتكملة إجازته!!

أما الموقف الثاني عام 1993م قبل التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 1994م عندما تم تكليفي لقيادة مباراة منتخبنا الوطني أمام منتخب روسيا بمشاركة كل من الزميلين خلف البقعاوي وسليمان العميرة بمدينة الدمام وكان محدداً للمباراة أن يقام شوطها الأول قبل صلاة المغرب.. والشوط الثاني بعد صلاة المغرب ولاحظ - رحمه الله - أننا لم نأكل سوى وجبة الغداء بسبب قرب موعد المباراة رغم تظاهرنا بالأكل!! بيد أن المفاجأة وبعد نهاية المباراة مباشرة وداخل غرفة الحكام وجه (أبو خالد) بتجهيز وجبة العشاء وكان موجوداً.. وحاولت أن أعتذر بسبب ضيق الوقت لموعد مغادرتي للرياض فطلب مني أن آكل وأخذ هو يأكل مجاملة وأكد لي أن الدكتور صالح بن ناصر والأستاذ عبد الرحمن الدهام سيغادران على نفس الرحلة وأنه سيقوم بتوصيلي معهما في سيارته للمطار وهذا ما تحقق منه - رحمه الله رحمة واسعة - وما كان لهذه المواقف أن ترى النور لو لم يأخذ الله أمانته تحقيقاً للحديث الشريف (اذكروا محاسن موتاكم).

بعد هذين الموقفين لم يكن لي ما يُذكر معه سوى بعض المناسبات القليلة العابرة، لكن بعد أن تشرفت بالعمل في لجنة الحكام كان لي شرف الاتصال به عدة مرات لا سيما إذا تأزمت الأمور للاستئناس بخبراته والاستفادة من علاقاته على مستوى الاتحاد الدولي لكرة القدم وكنت أجد منه كل تشجيع على الاتصال، وتجاوباً لا حدود له في سبيل سمعة المملكة العربية السعودية وكان له مواقف مشرفة في دعم الزميل خليل جلال بعد أن لعبت العنصرية لعبتها ضده في كأس العالم وكادت أن تبعده تماماً عن المشاركة في النهائيات، كما أن له مساهمة طيبة في اعتماد أول حكام سعوديين لكرة الصالات هذا العام 2007م.. وهذه من المواقف الوطنية الحقة ف(حب الوطن من الإيمان!!) اللهم اغفر له وارحمه ووسع مدخله ونقه من الذنوب والخطايا.. وجازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً.. وألهم أهله الصبر والأجر والحمد لله رب العالمين.

الخطأ الفني وإعادة المباراة

** المرحلة الأخيرة من المراحل التمهيدية لبطولة كأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - شهدت المباراة التي جمعت بين فريقي القادسية والخليج خطأ جسيماً!! أي من الأخطاء المخالفة ل(نص القانون)!! وهو ما يطلق عليه المشرعون القانونيون خطأ (فنياً)!! وليس خطأ (تقديرياً) من الحكم يخضع لحسن أو سوء التقدير الإنساني البشري.. وكان حكم المباراة ارتكب مخالفة صريحة لنص القانون وبالتحديد المادة رقم (14) ركلة الجزاء بند (المخالفات والعقوبات)، التي نصها: (إذا أعطى الحكم الإشارة لتنفيذ ركلة جزاء وحدثت إحدى الحالات التالية قبل أن تصبح الكرة في الملعب).. الحالة التي حدثت في المباراة دخول زميل المنفذ لاعب القادسية (أ) يسمح الحكم باستمرار تنفيذ الركلة (ب) يعاد تنفيذ الركلة إذا دخلت الكرة المرمى، المخالفة التي ارتكبت من حكم المباراة أنه لم يعد تنفيذ ركلة الجزاء والتنبيه على اللاعب بعدم التكرار والمخالفة إلا أن الحكم استأنف اللعب بركلة (مرمى)!! وهذه مخالفة صريحة للقانون يلحق بها ضرر للفريق المُخطأ عليه القادسية ولكون فريق القادسية فاز بالمباراة فكانت المخالفة غير مؤثرة في تحديد الفريق الفائز ولهذا لم تعد المباراة بغض النظر عن احتجاج الفريق الآخر فيما لو تقدم، لكن لو احتج فريق القادسية وهو الفريق الفائز لكسر فارق الأهداف مثلاً.. في هذه الحالة تعاد المباراة ولا بد من معاقبة الحكم في كلا الحالات لعدم إلمامه بالقانون.

تناتيف

** ولجنة المنتخبات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعقد اجتماعها غداً للاطلاع على تقارير الأجهزة الفنية والإدارية المصاحبة لمشاركة منتخبنا في خليجي (18) يترقب كثير من المتابعين أن يكون (رأس) المدرب باكيتا معلقاً على نتائج هذا الاجتماع.. وهذا تصور خاطئ ولا يمكن أن يُعالج إخفاق في بطولة حتى لو كان هذا الإخفاق على مستوى منتخب دولة كمنتخب المملكة العربية السعودية بهذا الشكل من القرارات غير المنطقية.. المطلوب من اللجنة التحدث بشفافية عن المعوقات التي تحول دون ظهور المنتخب بالشكل المأمول وأن يكون للجنة المنتخبات بيان واضح شافٍ وصريح!! يروي ظمأ عشاق الأخضر ومحبيه.

** التعاطف الإعلامي السعودي مع الحكم الدولي خليل جلال وما تعرض له من إساءات في بطولة الخليج يجعلني أتفاءل في قادم الأيام بتعاطف رجال الإعلام المقروء والمرئي مع الحكام المحللين وما يتعرضون له من إساءات من بعض منسوبي الأندية.. والعمل على إيقافها ووضع خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.

** موافقة الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية على تسجيل الأندية للاعبين المميزين غير السعوديين في كشوفات ألعاب القوى واختراق الضاحية خطوة هامة ورائعة للاستفادة من الشباب المقيمين بالبلاد وسيكون لها مردود على النتائج الدولية في المشاركات الخارجية.. وهذه خطوة قابلة للتقويم والدراسة ليتبعها خطوات أخرى تعم كافة الألعاب.

** يقول الخبر إن أكاديمية أرسنال الإنجليزي تضم لاعباً سعودياً موهوباً من مواليد 1991م شبيه بالنجم هنري وهو اللاعب أحمد محمد عبد الله درس المرحلة الابتدائية بمدينة جدة.. السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يعمل له متابعة من الأجهزة الفنية للمنتخب الأولمبي لا سيما وأنه يلعب مهاجماً؟.

* نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد يوم الجمعة القادم.. هل يوطد علاقة الأندية مع الحكام الأجانب أم تتغير النظرة بعض الشيء؟

إهداء

(لا يجتمعان في قلب مؤمن، الإيمان والحسد).. حديث شريف


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد