يعتقد الكثيرون من المتابعين.. أن الإماراتيين قد بالغوا كثيراً في الاحتفالية بالبطولة الخليجية الأخيرة التي اختتمت منافساتها في أبو ظبي (مؤخراً).
ويبدو أن فرصة الإنجاز الذي تحقق، وما واكبه من احتفالات استمرت وما زالت.. أعطت انطباعاً عكسياً أثارت الكثير من علامات الاستفهام؟؟
فالإمارات سبق وتأهلت لكأس العالم فيما مضى.. ولم نشهد احتفالات مرعبة كما حدث خليجياً في هذه البطولة التي يفترض أنها بطولة ودية واجتماعية تزيد من روابط أبناء الخليج كأسرة واحدة. وليس بطولة انتقام وثأر وتجريح تجاه الآخرين (كما صورها الإعلام الرياضي الإماراتي).
إن المشاهد لقناة دبي الرياضية على مدار أيام البطولة الخليجية وحتى ليلة أمس.. وما قدمته من تغطيات وتصريحات، أساءت للمنتخب الإماراتي ولاعبيه أكثر مما خدمته، فالعقلاء وحدهم يدركون أن المنتخب الإماراتي لم يكن في مستوى فني يؤهله للظفر بالبطولة.
كما أنهم على قناعة تامة بضعف مستوى لاعبيهم وتخبطات مدربهم الفرنسي (ميتسو) الذي لفظه نادي العين الإماراتي ورفضه نادي الاتحاد السعودي.
إذاً.. محاولة فرض اللامنطق واللاواقع على المتابعين والمحللين بأنماط إعلامية لا ترتقي للمهنية.. هو جدل عبثي يجعلنا نقف مبتسمين!!
تساؤلات إعلامية؟!
** كيف يتم طرح وبث أغانٍ عن الفوز بالبطولة الخليجية، قبل أن يسدل الستار عليها؟!
** من اتهم الجانب العماني بأنه يستضيف مشعوذاً وساحراً عمانياً في مقر إقامته؟! مما اضطر مدير المنتخب العماني إلى الاستشهاد بكاميرا صدى الملاعب وجلبها لمقر البعثة للتأكد من ذلك؟!
** من أطلق لقب بائع (الأعلاف) على الحكم الدولي خليل جلال؟!
** إصرار المذيعين الإماراتيين على تصوير أفراد المنتخب الإماراتي بأنهم جنود ذهبوا لمهمة وجلبوا الكأس (أين الود والإخاء الخليجي).
ليست هذه بطولة خليجية!!
ما عرفناه منذ أن كنا صغاراً أن بطولة الخليج.. هي بطولة حب وتواصل وترابط بين الأسرة الخليجية، شعارها الذكريات والإبداع.
ولكن في البطولة الأخيرة.. رأينا مشاهدات تحدث لأول مرة على المستوى العربي.. فالكروت الحمراء والطرد سمة لكل مباراة... والعنف والشحن شعار كل مباراة.. وانعدام الابتسامة وتبادل الفنلات بين اللاعبين، كما يحدث في الدول الأوروبية، أصبح ملموساً في هذه البطولة.
وفي الجانب الآخر.. لمسنا تشنجاً وانفعالاً جماهيرياً لا سابق له.
ليست هذه هي البطولة الخليجية (يا سادة يا كرام).
وعشمي من الإعلام الإماراتي (المتعاقد) أنه لا ينجرف أو يحاول تقليد دولة مجاورة في الإساءة للآخرين وترسيخ المشاحنات والبغضاء بينهم.
لا أمل سوى إحدى البطولتين
ليست أمام الإدارة النصراوية سوى بطولتين فقط لحفظ ماء الوجه وإصلاح ما يمكنه إصلاحه.. الأولى هي البطولة العربية والأخرى بطولة كأس ولي العهد. ويمكن للنصراويين الظفر بإحدى البطولتين لو قدر أو الواقع بعقلانية وترو وليس بالصراخ والصفقات الوهمية.
وعلى الإدارة.. أن تحث لاعبيها على غض النظر عن كأس الدوري وتهيئتهم (نفسياً) لإحدى تلك البطولات. وإفهامهم أن ضياع إحدى البطولتين يعني تسرب ما تبقى من جماهيرهم نحو الشباب والحزم والفيصلي.
وإقناعهم أن موقع النصر حالياً هو بين الوحدة والقادسية والاتفاق، بعد أن حل الشباب مكانهم ودخل مع الأربعة الكبار.