(يا سبحان الله..!).. لقد تكرر سيناريو تفاصيل رحلة الموت بين الأب وابنه في لحظات عصيبة وكأنها موروثة.
فقد فقد الراحل عبدالله الدبل والده خالد - رحمهما الله - وفي بداية مشوار دراسته للماجستير في الولايات المتحدة الأمريكية ليضطر إلى قطع دراسته وتتوقف ليعود ويتقبل واجب العزاء في والده ويقف موقف العضيد ويحتل مكانة الوالد لأشقائه وشقيقاته.
وها هو السيناريو يتكرر بعد سنوات عدة مع الفقيد وابنه البكر خالد (24 عاما) حينما انتقل إلى جوار ربه وابنه يقضي شهر العسل في الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا في هيوستن حيث قطع رحلته إلى أمريكا وعاد لتقبل العزاء في والده.. فعلا ما أشبه الليلة بالبارحة.
لحظات أم خالد العصيبة
علمت (الجزيرة) أن زوجة الفقيد أم خالد التي قضت أحلى أيام عمرها زوجة ورفيقة درب للمرحوم بإذن الله عبدالله الدبل قد تم إبلاغها بالنبأ الحزين على مراحل كي تتحمل وطأته وتتقبل الفاجعة دونما صدمة نفسية ومع ذلك تعرضت للانهيار فور تأكدها من وفاة رفيق العمر على الحلوة والمرة.
فور سماعها بالخبر لم تصدق، وهذا طبيعي ومتوقع، طلبت تأكيد الخبر أولا من فيصل العبدالهادي ثم من شخصية أخرى إلى أن سمعت صدق الخبر المفجع لها من رفيق الدرب الفقيد وكيل سمو الرئيس العام عبدالله العذل حيث طلبته بالاسم ليؤكد لها الخبر لتستسلم بعدها لحكم الله وقضائه وقدره.
الطبيبة ندى الدبل وقفت إلى جوار أمها في لحظات العزاء وكانت على قدر من المسؤولية.
النظرة الأخيرة وعلامات القبول
ظهر يوم الاثنين في يوم تشييع الفقيد طلب محمد الدبل الشقيق الأكبر للراحل من أبناء أبو خالد -رحمه الله- وأشقائه والمقربين منه الحضور إلى جامع الدبل بعد تغسيله وتكفينه لإلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد وتوديعه.
ويؤكد الابن فيصل ل(الجزيرة) ومعه محمد مفلح العتيبي صديق العائلة المقرب أن وجه الراحل وجسده مسجى على النعش كان منورا وتعلو محياه ابتسامة خفيفة وعند حمله لم يشعر حاملوه بوزنه الثقيل رحمه الله بل كان خفيفا مما يؤكد علامات القبول من رب العالمين حيث قبل جبينه الجميع ودعوا له بالرحمة والمغفرة وجنة الرضوان.
أكثر من ألفي مصل ومعز
تحدث البعض خاصة من أشقاء الفقيد أن إجمالي الحضور لصلاة العصر والجنازة وفي المقبرة من المعزين تجاوز الألفي مصل ومعزِّ؛ حيث امتلأ الجامع وباحاته ودوره الثاني عن بكرة أبيه وغص بالمصلين وتقاطر وفود المعزين في المقبرة بأعداد كبيرة وحشود غفيرة.
زواج خالد ودعوة مودع
وزع الفقيد رقاع الدعوة على كل من يعرفه لحضور زواج ابنه البكر خالد مع نهاية السنتين الهجرية والميلادية الماضيتين، حتى أنه اتصل بأقربائه وأصدقاء الطفولة في قريته (الجفر) في منطقة الأحساء ليعزم أهلها بيتاً.. بيتاً، وكان في قمة سعادته رحمه الله في ليلة العرس وكأنه يودع أبناءه ومحبيه ومن يعرفه الوداع الأخير في نهاية العام.