أسدل الستار (الحريري) على مهرجان مسابقات نوفا الرابع ( تاج المهرجانات ) في االخميس الماضي، وهكذا وجدنا أنفسنا فخورين متباهين بما تحقق وكأننا من أشرف على التظاهرة ونظمها.. بل وفاز فيها!!
احسسنا بالفعل أننا فخورون متباهون لأننا كنا جميعاً في حضرة (الجمال والجميلات) (مزاين الابل) أولئك الآتيات من الجزيرة والخليج ليشاركن في التسابق بلقب الأجمل بين الابل.واحسست بالفخر بما تحقق في ظرف أسابيع محدودة من مستوى تنظيمي وفني للمناسبة فضلاً عن مستوى الاقبال والمشاركة الذي يعد الأكبر في تاريخ المسابقات الجمالية.
أحسسنا بالفخر ونحن نتابع المسار لقافلة الابل المشاركة بكافة أنواعها في المهرجان الكبير حيث كنا نرقب ونتابع متجردين من (شهوة) الظهور فكان الدافع الأوحد متابعة هذا الحلم الوردي وقد أصبح حقيقة واقعة بعد أن راود خيالنا لسنوات ونحن في موقعنا الاعلامي (المتخصص) لنراه رأي العين متجسداً بوضوح ودون التباس.
المناسبات الجميلة التي يتم ابتكارها هي رمز من رموز الارتقاء بعقل المجتمع ووجدانه، وهي دليل على العقلية المتفتحة والمنفتحة على الآخر، وهو ما تحقق في مهرجان مسابقات نوفا الرابع بالحضور الكبير الذي سجله رجال السلك الدبلوماسي عرباً ومسلمين وأجانب وبالجاليات الأخرى والمهندسين والاطباء والجماهير الغفيرة وبالاجواء المفعمة بالاصالة والتاريخ والوفاء للموروث.
عقدت الحبل يا بو نايف وأسرجت العنان وأخذت من (وجد وجد) مس البطان
حزم
الحزم سيد الأحكام والحكمة الانجليزية تقول (الحكيم يحفظ ماله وسمعته) والعقل الحكيم هو القادر على (قراءة) الواقع بوعي وعمق واستنباط الحلول التي تحقق أكبر المكاسب وتدفع معظم الخسائر.
وذاك هو ديدن راعي مهرجان مسابقات نوفا وداعمها وسندها الأول، فقد ظل عنواناً للحزم والحكمة والصرامة فترسخ صدى شخصيته في رمال الصياهد ونفودها.
يقول الأمير سلطان بن محمد في المؤتمر الذي عقده بمناسبة هذا المهرجان: (الثقة لا تتجزأ عندما تختار من يعملون معك، مع حسن الاختيار فالكل محل ثقة في موقعه ولجنته). هذا الدرس البسيط العميق في الادارة يكشف ملامح اضافية في شخصية هذا الفارس، إذ يتضح عمق تفكيره وقوة حكمته وادراكه الكامل لمعنى الثقة واطمئنانه الكامل على ما يمكن أن يقدمه من أوكلت له تلك الثقة.
أبرز ملامح المهرجان
وفي مهرجان مسابقات نوفا الرابع تذكرت سباقات الانتاج السعودي، وكيف انها جعلت الفرص السباقية تتساوى مع الصغير قبل الكبير إذ أصبح بامكان المنتج الصغير تقديم انتاجه بمواصفات تساوي مواصفات الاسطبلات الكبيرة وهكذا تطابقت الملامح مع مهرجان نوفا فتعددت الفرص امام صغار الملاك للابل رغم سيطرة الكبار وشاهدنا أسماء تطرق الجرس لأول مرة في كافة مسابقات المهرجان الفردية أكثر منها جماعية، وسعدنا غاية السعادة ونحن نرى في هذه المسابقة الناجحة بكل المقاييس (بورصة الابل) تحقق قبل وبعد المهرجان قفزات تصاعدية بيعاً وشراء ولعل الارقام التي وصلت إليها أسعار (أباطرة) هذه المسابقة ونجومها تتحدث عن هذا الجانب.
فلل وأبراج
كان الوصف الأجمل للأفحل مغاتير ومجاهيم على هامش المهرجان بتسمية فحل ما (بفلة) لشبهه بالعمارة في ارتفاعه وتسمية آخر (برج الفيصلية) وثالث (برج المملكة) استناداً للشبه بينها وبين هذه المباني في كبر الحجم وخصوصاً أبطال هذا المهرجان. وقد كان التنافس كبيراً بين فريقي (برج الفيصلية) (وبرج المملكة) وقد حظي أنصار الفحل المنافس والفائز باقامة مجانية في أحد البرجين لمدة اسبوع ودعوة مفتوحة لدخول عالم الابل من خلال انتاج الفحل الفائز.
المهرجان يسرق بريق دورة الخليج
رغم أجواء الاثارة لدورة الخليج لكرة القدم انجذبت انظار الكثيرين وبالآلاف إلى مواقع المهرجان وطغت أسعار صفقات (البكرة) الفلانية التي وصلت إلى أربعة ملايين ريال وإلى الفحل المجهم الذي عبر الحدود لاحدى الدول الخليجية بسعر يصل إلى خمسة ملايين ريال.
كلمات ذربة
في أحد المخايم القريبة من موقع المهرجان وفي إحدى الليالي الهتانية الممطرة تمتعنا وانصتنا واستمعنا للأمير سلطان بن محمد من خلال مؤتمره الصحفي والذي نقلته قناة الساحة الأفضل تغطية ومتابعة وسموه يقدم أحد دروسه في المراجل بكلماته (الذربة) المليئة بالصراحة والشفافية وكما كان أبو نايف عميقاً في جزئية اجابته على أحد الاسئلة.
(ان الرجل بحكمته وتواضعه وبساطته لا بملياراته وفلوسه) حيث ظلت قناعة الأمير(المطنوخ) ان الأخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة مع الناس هي جواز السفر للقلوب فحاز بهذه القناعة التي يطبقها عملياً في حياته على حب الجميع دون استثناء. اننا ونحن نعبّر عن سعادتنا بما تحقق من نجاحات نشير إلى أن وجودنا بالقرب من المناسبة لم يكن بدعوة قريب أو بعيد فالمهرجان مغطى اعلامياً من الزملاء لكن وجودنا جاء من أهمية الحدث ومن أهمية أن تسجل (الميدان) (بصمتها) فيه، ففي عصر السرعة والانترنت والمحطات الفضائية، النتائج تصلك بسرعة البرق والصوت غير أن التعليق على الأحداث الكبيرة يبقى برسم الميدان وصفحاتها من عمق التخصص هو التميز الذي لا يشابهنا فيه أحد.
فرصدنا بعدسة (صقر المصورين) (صالح البلوي) بعض لقطات من المناسبة بعد غياب الثنائي (الميدان والصقر) عن أحداث الموسم لظروف خارجة عن الارادة وليكتمل التعليق والصورة ومثلما قال العرب قديماً: (الابل تحب الخلة) وهو النبات الحلو. ومثلما قالوا (الخلة خبز ألبل والحمض فاكهتها) فإن أبا نايف سلطان بن محمد هو ماؤها العذب وقراحها الزلالي.