Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/01/2007 G Issue 12542
الريـاضيـة
الثلاثاء 11 محرم 1428   العدد  12542
نواف جسَّد معاني الإنسانية وروح المسؤولية
أبوظبي الرياضية كانت الظهور الأخير بجملة (يكتب الله ما لا تعلمون)

* الدمام - سامي اليوسف:

جسَّد صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب ونائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أسمى معاني الإنسانية وروح المسؤولية والمواطنة الحقَّة وهو يقف في مقدمة مستقبلي جثمان الراحل عبد الله الدبل لحظة وصوله مطار الظهران الدولي قادماً من العاصمة الإماراتية أبوظبي ويجلس جنباً إلى جنب مع نجلي الفقيد في انتظار الجثمان في لفتة إنسانية رائعة وسامية تعكس أصالة المسؤول الرياضي ومدى شعوره بآلام المصاب الجلل لذوي الفقيد، حيث وقف معهم يواسيهم ويشد من أزرهم في مصابهم الجلل الذي هو بالأحرى مصاب الوطن في فقدان الابن البار للمملكة كما وصفه أمير الشباب والرياضة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد.

الظهور التلفزيوني الأخير

كانت قناة أبوظبي الرياضية على موعد قبل ثلاثة أيام من وفاته مع الظهور الأخير للفقيد عبد الله الدبل عبر برنامج (مرحباً ملايين) على هامش البطولة خليجي 18 ، حيث استضافه الإعلامي والمذيع محمد الزعابي.

وخلال البرنامج عبر الفقيد - رحمه الله - عن أمنيته بأن يكون العراق شخصاً واحداً في أمنية تعكس مدى شعوره الصادق بعروبته الحقَّة، حيث خرجت كلماته نابعة من القلب في معرض إشادته بالمشجعين العراقيين.

وكانت الجملة الأبرز في حواره الفضائي مع قناة أبوظبي الرياضية قوله - رحمه الله - (يكتب الله ما لا تعلمون).

بوظو طالبه بزيارة الطبيب

روى العميد فاروق بوظو الذي زامل الفقيد كثيراً في الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم حادثة جمعته بالدبل، حيث قال للمقربين منه: عندما التقيته قبل شهر واحد في كوالالمبور نزلنا نتمشّى كنوع من الرياضة كما اعتدنا على ذلك في شوارع العاصمة الماليزية وبعد (100 م) شعر الدبل بألم وتوقف وقال لي أشعر هنا بألم وكان يشير إلى صدره فنصحته بضرورة مراجعة أحد الأطباء المختصين لأن الموقف يستحق وقفة طبية بالفعل. لكنه رد علي بأن الألم بسيط ويمكن أن يمر مرور الكرام.

وقد لاحظ العارفون للدبل - رحمه الله - أن زيادة في الوزن قد طرأت على جسم الفقيد خلال حضوره للدورة الخليجية الحالية في الإمارت وأن ذلك قد يؤثِّر على حالته الصحية خاصة في ظل الصعوبات الصحية التي يعاني منها من جراء تنقلاته الكثيرة وسفرياته المتكررة، حيث سبق أن نصحه الأطباء بضرورة عدم التحرك كثيراً وحضور المباريات والتعرّض للضغوط وخصوصاً أنه يتوتر كثيراً في مباريات المنتخب السعودي.

لم يتصادم مع أحد

على الرغم من المناصب العديدة التي شغلها المرحوم بإذن الله عبد الله الدبل في حياته الرياضية في الاتحادات السعودية والآسيوية والدولية لكرة القدم والتي كان أبرزها رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي إلا أن الجميع لم يلحظ عليه الميل إلى الدخول في نزاعات أو صراعات أو صدامات مع أية جهة أو أية شخصية، وعرف عنه طيبة القلب وحب الجميع ومساعدتهم قدر المستطاع والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم بهدوء وتواضع جم، محققاً المعادلة الصعبة التي يعجز المسؤول والقيادي في الغالب عن تحقيقها.

وكان يتعامل مع الإعلام والإعلاميين بروح رياضية عالية ولباقة شديدة تقديراً منه لأهمية الرسالة الإعلامية والدور الذي يلعبه الإعلام الرياضي كشريك مهم.

عبد الرحمن الدبل: التفاف الجميع خفَّف مصابنا

من جانبه ذكر عبد الرحمن شقيق الفقيد الأكبر أن التفاف جميع الرياضيين حول أسرة الدبل وأبناء شقيقه وعلى رأسهم القيادة الرياضية ممثلةً بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل خفَّف المصاب الجلل في نفوسهم.

وقال عبد الرحمن الدبل الذي سيشهد منزله عزاء الرجال في وفاة شقيقه (كان أبو خالد - رحمه الله - بمثابة الأخ والصديق والمعين لي ولإخوته في هذه الحياة، تميَّز بطيبته ومساعدته للجميع والبذل والعطاء لخدمة الوطن في المجال الرياضي عبر عديد المناصب التي تقلّدها في الاتحادات الرياضية المحلية والقارية والدولية والتي اكتسب منها الخبرة وزادته محبة للناس والتواضع وحب الخير وفعله، رحمه الله وتغمده بواسع مغفرته وأسكنه فسيح جناته).

وأشار عبد الرحمن إلى أن مواساة الجميع والتفاتهم حولنا يعكس مدى ما يكنه الجميع من حب وتقدير واحترام لشخص الفقيد الراحل.

موفق السنيد ولحظات

الوداع الأخيرة

عاش موفق فهد السنيد عضو الاتحاد السعودي لكرة السلة اللحظات الأخيرة مع مشوار الفقيد عبد الله الدبل في هذه الحياة، حيث رافقه في سيارة الإسعاف من فندق قصر الإمارات إلى مستشفى خليفة بن زايد، حيث ذكر أن الراحل كان يتنفس بصعوبة بالغة ويعتقد بأنه لاقى وجه ربه في سيارة الإسعاف قبيل الوصول إلى المستشفى.

السنيد بدأ في غاية التأثر مما شاهده وخصوصاً أنه عاش لحظات النزع الأخير للفقيد - رحمه الله - في الفندق لحظة بداية فصول المأساة وفي السيارة عند لحظة الوداع الأخير وصولاً إلى المستشفى، ثم مراحل نقل الجثمان ووصوله إلى مطار الظهران.

مسجد والد الدبل

أديت صلاة الجنازة على الفقيد بعد صلاة عصر أمس في مسجد والده خالد الدبل - رحمهما الله - وهو الجامع الذي دشن في شهر رمضان الفائت 1427هـ وبناه الفقيد وإخوته لوالدهم في حي الراكة الشمالي التابع لمحافظة الخبر.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد