Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/01/2007 G Issue 12542
الريـاضيـة
الثلاثاء 11 محرم 1428   العدد  12542
لقاء الثلاثاء
خسرنا.. ماذا نريد؟!
عبد الكريم الجاسر

لا أعتقد أن الظهور بمظهر جيد في كأس الخليج هو قمة طموحاتنا كسعوديين.. فالتعادل مع قطر وتقديم مستوى جيد أمامها ثم أمام الإمارات بعد ذلك وبالتالي الخسارة أعتقد أنها لا يمكن أن تكون مقياساً لتطورنا وأساساً يمكن الاعتماد عليه في مسيرة كرة القدم السعودية.. ويبدو لي أننا نفتقد للأهداف الحقيقية في طريقة عملنا وفي كل مشاركاتنا.. فرغم أننا تأهلنا لكأس العالم أربع مرات متتالية إلا أننا للأسف لا نعرف ماذا نريد ولا كيف نحقق مبتغانا.. فالمنتخب السعودي ما زال غارقاً في المحلية وما زال رغم وصوله المونديالي المتكرِّر يسعى لمنافسة فرق منطقته ومجموعته ويضع أهدافه في الفوز على فرق الخليج وغيرها من الفرق المماثلة متجاهلاً الخطوات الشاسعة التي خطاها وتفوّقه منذ سنوات مضت متجاوزاً المنافسين نحو العالمية.. ولأننا لم نوسع أفقنا ولم نتطلع إلى المنافسة الحقيقية على المستوى الدولي فإننا سرعان ما نعود لمنافساتنا الإقليمية حتى نفاجأ بوصولنا للمونديال فنصدم بالمشاركة العالمية ونعود كما بدأنا..

والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة في كل مناسبة: هل ما زلنا عاجزين عن الوصول للمستوى الدولي أداءً ومنافسةً ومشاركةً..؟! وهل ستظل طموحاتنا فقط الفوز على الإمارات وقطر وسوريا والعراق؟!

إن ما حدث للأخضر في خليجي 18 والرضا العام عن الأداء السعودي يؤكِّد بالفعل أننا ما زلنا لا نعرف إمكاناتنا ولا نتطلع إلى التقدّم خطوة عن المنافسات الإقليمية ولا نعمل لتطوير كرتنا بالشكل الذي يضمن التقدّم خطوة نحو الأمام ويقرّبنا للمنافسات الدولية الحقيقية.. فالاتحاد السعودي للكرة يكرِّر نفس أسلوب العمل ونفس الطريقة منذ مونديال 98 وحتى الآن.. فما إن ينتهي كأس العالم حتى تنتهي المهمة ونعود كما كنا منافسات إقليمية وقارية متواضعة نتفوَّق خلالها تلقائياً ونعتبر أننا في قمة الهرم دون أن يضيف لنا ذلك شيئاً.. وحين نشارك في كأس العالم نكتشف الحقيقة المرة غير أننا نتجاهلها سريعاً مع أول انتصار آسيوي أو إقليمي يرضي غرورنا ويمنحنا الاطمئنان لنواصل المسير بنفس الطريقة والأسلوب..

في كأس الخليج كان المنتخب السعودي جيداً وقدَّم عناصر واعدة فشل باكيتا في التعامل معها وتطويرها والاستفادة منها، بل إنه لا فضل له إطلاقاً في إيجادها أو اكتشافها بعد أن فرض الأمر الواقع نفسه ووجد باكيتا نفسه مضطراً للاستعانة بهذه العناصر مجبراً، فعلى سبيل المثال كان حسن معاذ يقدِّم مستويات ممتازة قبل كأس العالم وتجاهله باكيتا تماماً حتى هبط مستوى الدوخي بشكل كبير فاضطر لإتاحة الفرصة له.. ثم أشرك الرائع أسامة هوساوي مجبراً بعد إصابة نايف القاضي المفضَّل لدى باكيتا رغم تألق الهوساوي اللافت.. وضم عبد الرحمن القحطاني في اللحظات الأخيرة ومنحه فرصة محدودة في المباراة الأولى ثم تجاهله.. وهكذا أحمد عطيف الذي أدار له ظهره في الموسم الماضي رغم أفضليته.. وكذلك مالك معاذ الذي طالب الجميع بإشراكه أساسياً في المونديال دون جدوى..

إذاً هل باكيتا هو من وضع هؤلاء وقدَّمهم للكرة السعودية.. وبعد فشله الذريع في تحقيق اللقب وقلة حيلته في لقاء الإمارات هل هو المدرب المطلوب لقيادة الكرة السعودية نحو منافسة عالمية ومقارعة المنتخبات الأوروبية؟!

أعتقد أن باكيتا لا يمكن أن ينجح إلا أمام الهند ومن على شاكلته.. ولا يمكن أن يطوّر أداء اللاعب السعودي ويضيف له جديداً فضلاً عن تقديم فريق قوي يلعب كرة قدم حديثة ومنظّمة ويسير وفق أسس وإستراتيجية فنية واضحة.. والملاحظ للفوارق الفنية بين منتخبنا والإمارات يعرف أهمية العمل الفني وقيمته ويعلم أن فوز الإمارات كان بفضل العمل الكبير لمدربه في تقديم فريق متماسك يؤدي بطريقة جماعية مدروسة وفق أسس كرة القدم الحديثة.. فالكرة الآن علم قائم بحد ذاته يتطور عاماً بعد آخر ونحن بحاجة للاستفادة ممن يعملون على هذا الأساس ليساهموا في تطوير كرتنا والمساهمة في تقدّمها لمسايرة الركب العالمي بدلاً من البقاء مكانك راوح في وضع يكون فيه قمة الطموح الفوز على الإمارات أو الحصول على كأس الخليج في ألقاب خادعة لن تضيف لنا شيئاً.. وإذا ما غيّرنا نظرتنا وأعدنا صياغة أهدافنا وطموحاتنا عندها فقط نستطيع التقدم ومنافسة الدول المتقدمة كروياً!

التجنيس والمجنسون!

** لا يمكن أن نتفق مع النموذج القطري في التجنيس والبحث عن اللاعبين الأجانب لمنحهم الجنسية لفترة مؤقتة طمعاً في الاستفادة من خدماتهم في بطولة أو مسابقة أو ما شابهها..

فالحديث عن التجنيس في خليجي 18 شعّب كثيراً ووصل نحو السعودية في غمز ولمز استهدف التغطية على التجنيس المؤقت الذي تقوم به قطر ولحقت بها البحرين.. فما يفعله الإخوة في قطر هو منح جواز سفر قطري للأجانب خصيصاً لتمثيل قطر في المنافسات الدولية وهذا يختلف تماماً عن ما يتناوله البعض عن التجنيس السعودي سابقاً وحالياً.. فالجنسية السعودية مُنحت لعدد من اللاعبين وفقاً للأنظمة المحلية للحصول على الجنسية السعودية وليس من أجل المشاركة الكروية.. ولذلك أتمنى أن نفسح المجال أمام العديد من الشباب الذين ولدوا وترعرعوا على هذه الأرض الطاهرة ومنحهم الفرصة لممارسة مواطنتهم لأنهم بالفعل منتمون لهذا البلد ويعيشون فيه ويقدِّمون جهدهم وتضحياتهم مثلهم مثل إخوتهم الشباب السعودي وهم أولى من غيرهم بالاستمرار في هذا البلد الطيِّب مواطنين صالحين ولدوا هنا وأحبوا كل ما هو سعودي ولا يمكن أن يقارنوا بأصحاب الجوازات المؤقتة في الخليج حتى وإن أراد البعض لهم ذلك!

إلى جنة الخلد أبا خالد

** رحم الله الأستاذ عبد الله الدبل وأسكنه فسيح جناته.. فقد غادر هذه الدنيا وذهب إلى دار الخلد والقرار.. ذهب بعد أن خدم وطنه وشبابه سنوات طويلة أفناها سفيراً للرياضة السعودية في المحافل الدولية وممثلاً مشرِّفاً في كل المناسبات والتجمعات الرياضية.. نعم خسرت الرياضة السعودية وشباب الوطن عموماً واحداً من الرجال المخلصين الشرفاء الذين قدَّموا النموذج الأمثل لأبناء هذا الوطن في عشقهم وتضحياتهم وإخلاصهم.. غادر الدبل هذه الدنيا وهو يمثِّل بلده خير تمثيل.. غادر ولم تغادر أعماله وإنجازاته وإسهاماته.. فرحمه الله رحمة واسعة وغفر له وعفا عنه إنه سميع مجيب.

لمسات

** رغم تفوّق المنتخب العماني الشقيق وتعاطف الجميع معه إلا أن اللقب قد يبقى في أبوظبي..

والأفضل دائماً لا يكسب في كل الأحوال وإنما الكؤوس لها خصوصياتها وهذا ما أتوقّع أن يفعله الإماراتيون اليوم.

* * *

** الجيل السعودي الحالي يبشِّر بمستقبل مشرق للكرة السعودية.. لكنه بحاجة لبرنامج دولي يعده بمشاركات دولية بعيداً عن المنافسات الإقليمية الضيّقة والضعيفة وذلك حتى يكون لنا حضور قوي في مونديال جنوب إفريقيا 2010م.

** أعتقد أن الهلاليين بحاجة للتعاقد سريعاً مع مدرب حراس خبير ومتمكّن.. فالمهمة في الهلال هامشية يتولاها أي مدرب برازيلي هزيل.. وشاهدوا مستويات حراس الهلال لتعرفوا أهمية التحرّك السريع لإنقاذ الحراسة الهلالية!

* * *

** ما زال الهلاليون عاجزين عن التعاقد مع مدرب قدير لفريقهم ولاعب أجنبي مميّز.. فالوضع الأزرق حيسي ديسي!!

* * *

** بعد حوالي شهرين سيدخل الهلال معترك البطولة الآسيوية.. وهو بحاجة حاسمة للاعب بحجم أحمد البحري لتدعيم دفاعه وتقوية خطوطه.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6469» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد