عندما خاض المنتخب السعودي مباراته الأولى أمام المنتخب البحريني ضمن بطولة كأس الخليج العربي الثامنة عشرة التي تختتم يوم غد الثلاثاء وخرج فيها فائزاً بنتيجة2-1 ساور البعض الشكوك في إمكانية الفريق الأخضر مواصلة مشوار التنافس في البطولة على أساس أن الفريق لم يرتفع في أدائه إلى مستوى مكانته وسمعته التي سبقته إلى الإمارات.
ولكن إدارة الوفد السعودي تعاملت مع الظروف التي واجهت اللاعبين في تلك المباراة بعقلانية بالشكل الذي ساعد في ارتفاع معنوياتهم والارتقاء بإمكانياتهم الفنية ومقدرتهم البدنية في المباراة الثانية التي هيمن فيها الفريق الأخضر وقدَّم أجمل عروضه الكروية التي قادته للهيمنة على سير المباراة، حيث كان التعادل في صالح الفريق القطري لأن النتيجة الحقيقية حسب أجواء المباراة كانت يجب أن تنتهي لصالح المنتخب السعودي بأكثر من ثلاثة أهداف ... وأكمل الفريق عطاءه المتجدد ورسم صورته الزاهية في مباراته الثالثة التي انتزع فيها الفوز بجدارة من الفريق العراقي بعيداً عن الأجواء غير الطبيعية التي افتعلها البعض ممن لا ينشد الخير والتوفيق لدورات الخليج العربي.
صعد المنتخب السعودي بجدارة واستحقاق بشهادة جميع المعنيين والمتابعين لمباريات البطولة إلى الدور قبل النهائي، حيث تقابل في مباراة أمس الأول مع منتخب الإمارات البلد المنظّم الذي راهن على جماهيره الكبيرة التي تحضر المباريات وتعطيه الزخم المضاعف للارتفاع بمستواه الفني ولكن المنتخب السعودي منذ بداية هذه المباراة الحاسمة لعب بطريقة ذكية نجح من خلالها مدربه باكيتا في توظيف قدرات وإمكانيات اللاعبين خاصة في منطقتي الوسط والهجوم، حيث شكّلوا خطورة مستمرة وتمكّن ياسر القحطاني وزميلاه محمد الشلهوب وعبده عطيف خطورة دائمة على مرمى الإمارات رغم الرقابة اللصيقة التي فرضها الدفاع الإماراتي، في حين وفّق ثلاثي الوسط صالح الصقري وسعود كريري وبدر الحقباني في هندسة الهجمات السعودية التي كانت كل لحظة فيها يتوقع إمكانية هز الشباك الإماراتية.
وفي الوقت الذي لعب الفريق السعودي بالطريقة الذكية في جميع المراكز وتمكّن من إحراج المنتخب الإماراتي المدعوم بجمهوره الغفير، وكانت دقائق المباراة الأخيرة تشير إلى أن التعادل سيكون سيِّد الموقف تمكَّّن المهاجم إسماعيل مطر أن يستغل انكماش الدفاع السعودي وفجوة بين المدافعين الذين تعذّر عليهم الاحتراس منه ليسدّد كرته الأرضية التي عانقت الشبكة لتعلن هدف الترجيح الإماراتي رغم أن الفريق السعودي كان هو الأرجح والأفضل داخل الملعب والأكثر حيازة للكرة وبشهادة الجميع كان أكثر استحقاقاً للفوز والصعود إلى مباراة الختام.