عبد الله الدبل، إنسان من بياض قبل أن يكون الإداري الخبير والمواطن المخلص الناصح الوفي لوطنه.. محبوب من الجميع من خصومه القلائل قبل محبيه الكثر.. حضاري في تعاملاته، متفائل في نظراته وتوقعاته..
عرفته - رحمه الله - متحمساً للعطاء والارتقاء والالتزام بمسؤولياته، لا يجيد لغة المزايدة والاستعلاء، كان منصفاً وعادلاً في تصرفاته، متمكناً وملماً في قراءاته وقراراته، رأيناه واجهة مشرّفة ومضيئة للوطن في محافل لا تقبل إلا الرائعين والبارعين والمبدعين أمثاله.. ساهم بعقليته وتأهيله وخبراته وعلاقاته في رسم وتألق ونجاحات الرياضة السعودية على مدى عقود مضت، فنال من المسؤولين والمواطنين والجماهير صادق التقدير وجزيل الاحترام..
برحيل (أبو خالد) خسرت الرياضة السعودية والعربية والآسيوية، بل العالمية أحد رموزها وصنَّاعها الكبار ورجالها الأفذاذ، خسارة فادحة ستشكِّل فراغاً كبيراً يوازي قيمته ومكانته وتاريخه الناصع.
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نتوجَّه بالدعاء إلى المولى القدير بأن يتغمد فقيد الأمة عبد الله الدبل بواسع رحمته وغفرانه، وأن يلهمنا وأهله وذويه ومحبيه داخل المملكة وخارجها الصبر والسلوان.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
ما بعد خليجي 18
إذا استثنينا أخطاء المدرب باكيتا في خليجي 18 وبالذات في لقاء الإمارات، فإن العقل والمنطق يؤكِّدان على أن منتخبنا خسر البطولة لكنه كسب جيلاً جديداً من نجوم المستقبل، واستعاد جزءاً كبيراً من ثقته ومن سمعته وشخصيته كمنتخب عالمي أرقى وأجمل وأفضل من المنتخبات الخليجية الأخرى.
منتخبنا الجديد لا دخل فيه للمدرب باكيتا وإنما هو نتاج ما يتمتع به اللاعب السعودي من مهارة وشهرة وتجربة في الملاعب السعودية، وثمرة ما تبذله وتنفقه الأندية من أموال وجهود ووفاء من الإدارات والجماهير وأعضاء الشرف، ومن أجل أن نكون أكثر تطوراً وبناءً للأخضر علينا أن نتعامل رسمياً وجماهيرياً وإعلامياً مع نتائجنا في الإمارات بأسلوب علمي منصف بعيد عن الضغوط والانفعالات والقرارات التي تعيدنا سنوات طويلة إلى الوراء.
في خليجي 18 حدثت أخطاء تتعلَّق بتجاوبنا وتفاعلنا مع بعض المهاترات والمشاكسات الإعلامية، ووقع منتخبنا بنجومه في المصيدة الاستفزازية التي تبدع فيها بعض الوسائل الإعلامية الخليجية كثيراً، ولكم أن تتخيّلوا كيف برعت قناة دبي الرياضية في الليلة التي تسبق لقاء الأخضر والإمارات حينما استدرجت عدداً من المسؤولين السعوديين وأشغلتهم في قضية تافهة لا تستحق أي تعليق في الوقت الذي كان فيه منتخبنا بأمس الحاجة للهدوء والابتعاد عن هكذا أجواء إعلامية غوغائية مزعجة.
أعود لأقول إن أخطاءنا في هذا الجانب الحساس تستدعي إقرار متحدث رسمي يتولى التعليق والتوضيح والمناقشة، وكذلك إعلان القرارات أثناء البطولات، حتى لا تتورط منتخباتنا باجتهادات وتدخلات وتناقضات من أطراف غير مؤهلة وغير رسمية لكنها في النهاية محسوبة علينا، وحتى يكون الصوت الرياضي السعودي مدركاً للظروف المحيطة به وقادراً على استيعاب وتحليل ما يدور وعلى إيصال الرسالة بطريقة تخدم منتخباتنا وتحفظ حقوقها في مثل هذه التجمعات الصاخبة والمتنافسة إعلامياً أكثر من أن تكون رياضياً.
فعلها باكيتا
لم أكن مخطئاً حينما كتبت الأسبوع الماضي عن أن الخطر يكمن في تقليعات المدرب باكيتا الذي ظهر أمام الإمارات على حقيقته بمجرد أن واجه فريقاً متكاملاً ولديه مدرب ماهر وبارع في قراراته وتغييراته وتدخلاته في الوقت المناسب.
أمام الإمارات وفي لقاء مصيري حاسم لا يحتمل أقل الأخطاء وقف باكيتا متفرجاً لا يدري ماذا يصنع، وظل عاجزاً وخائفاً، لا يستطيع أن يجد حلاً لثغرة الصقري وترهل خط الوسط واستمر دون أن يجري تغييراً واحداً طيلة المباراة حتى وهو يرى منافسه يعتمد على تجديد عناصره، مقابل التباطؤ والهبوط الواضح لمنتخبنا وبالذات في مواجهة الارتداد الإماراتي السريع الذي أسفر عن هدف التأهل القاتل.
المدرب باكيتا أخذ فرصته كاملة وحظي بالدعم الرسمي وتحديداً بعد إخفاقه في مونديال ألمانيا، ومع هذا لم يقدِّم للأخضر أية إضافة فنية تشفع له بالاستمرار، وبالوثوق بإمكاناته كمدرب مؤهل لقيادة منتخبنا في نهائيات أمم آسيا المقبلة..!
حب الظهور على حسابنا
استمعنا في خليجي 18 لآراء وتعليقات صادرة من أشخاص لا يمثِّلون أنفسهم وإنما باعتبارهم ضمن الوفد السعودي الرسمي على الرغم من أنهم ليسوا أعضاء في اتحاد الكرة أو إحدى اللجان التابعة له، الأمر الذي تسبَّب في تناقضات واضحة ومواقف مرتبكة ولغة غير مقنعة أثناء التصدي للتجاوزات والتصريحات التي أثيرت في الدورة.
بوجود الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز رئيساً للوفد ولاتحاد الكرة فلا يحق لكائن من كان أن يتحدث بصفة رسمية عن المنتخب أو عن أية أحداث أو ملابسات أو اتهامات موجهة ضد الأخضر، ومسألة أن الانضمام للوفد ستخول هذا أو ذاك للحديث عن أمور لا تخصه وليست ضمن مسؤولياته هي بالتأكيد إشكالية إدارية لها سلبياتها وإفرازاتها على أجواء البطولة.
نتمنى أن نستفيد مما حدث في خليجي 18 ، وأن يكون الوفد السعودي لأية بطولة محدداً بالأسماء ذات العلاقة المباشرة بالمنتخب أو المنتخبات السعودية المشاركة!!
لدينا المزيد
لا نختلف على أن هنالك قنوات رياضية تنتهج أسلوب الإثارة على حساب الأمانة المهنية والمصداقية في صياغة ونقل الأحداث للمشاهد، وباستخدام مجموعة من (الرعاع) الباحثين عن الشهرة المبتذلة بالتطاول والحقد وبث المغالطات باتجاه الكرة السعودية، لكن قبل وأهم من أن نلوم غيرنا من المفترض أن ننظر ونهتم ونستنكر ما يُكتب ويُقال هنا في مطبوعات وبرامج تلفزيونية رسمية تشتم وتسيء لرموزنا ونجومنا وأنديتنا الرياضية بطريقة أقسى وأبشع مما رأيناه وسمعناه في قنوات غير سعودية.
لا يجوز أن نطالب القنوات والمطبوعات الأخرى بالهدوء والاتزان والتعقّل والابتعاد عن المهاترات وعدم الإساءة للرياضة السعودية، في الوقت الذي نصمت فيه ونتجاوز وأحياناً نؤيِّد ونبارك من يتهم هنا في قناة سعودية رسمية حكامنا بالجهل وعدم النزاهة أو من يتفرَّغ يومياً لنشر الأكاذيب والنيل من حقوق ومشاعر وكرامة البشر عبر أخبار ملفقة ومغلوطة، وآراء تقلب الحقائق وتكرِّس الحقد والإيذاء والكراهية.
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا غيركم..!!
غرغرة
* جاءت تصريحات الأمير سلطان بن فهد - كالعادة - راقية وموضوعية ومعبِّرة عن واقع المنتخب.
* لأن العلة الدائمة في الدفاع لذلك فإن مكسبنا الحقيقي في خليجي 18 يتمثَّل بقدوم وبروز الثنائي حسن معاذ وأسامة هوساوي.
* أنانية النجمين مالك معاذ وعبده عطيف وبالذات الأخير أدت إلى اختفائهما وتراجع أدائهما أمام الإمارات.
* حذَّرنا قبل شهر من أسلوب تهميش وعدم الاستعانة بخبرات ونجومية وعالمية الأسطورة محمد الدعيع.
* بالمناسبة اللوم ليس على الحارس الشاب والواعد محمد خوجة وإنما على المدرب باكيتا الذي أحرجه في بطولة جماهيرية شرسة بحجم دورة الخليج.
* المنتخب العماني الأجدر والأقرب من شقيقه الإماراتي لنيل كأس الدورة الثامنة عشرة.
* لم يكن الحكم الكويتي سعد كميل في مستوى المباراة وتحامل على منتخبنا في عدد من القرارات.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5297» ثم أرسلها إلى الكود 82244
abajlan@hotmail.com