الدموع والآهات كانت حاضرة لدى أسرة الفقيدة وفي محيط محبيه والعاملين معه في مؤسسته الخاصة، لكن الإيمان بالقضاء والقدر جعل القلوب والألسن تلهج بالدعاء لعبد الله خالد الدبل منذ ساعة ورود النبأ لكل من عرفه وسمع عن أخلاقياته ومناقبه الحميدة.

(الجزيرة) وجدت في قلب الحدث وسجَّلت حوارين مع شقيق الفقيد عماد، ومع السكرتير الخاص له ومديره المالي الأستاذ أحمد السعدني.

العبد الهادي بلّغنا بالنبأ

قال عماد (حتى ساعة مكالمتك معي ونحن نعيش صدمة الفاجعة لكننا بقلوب مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره ندعو له بالرحمة والمغفرة وأن يتقبله الله القبول الحسن ويسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا وأسرته الصبر والسلوان، لقد كان أبو خالد الأخ والصديق والأب والملاذ لنا بعد الله في كل شيء، لقد فجعنا بوفاته لكن لله ما أعطى ولله ما أخذ ولا نملك إلا الدعاء له واحتساب الأجر و{ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

ويؤكِّد شقيقه عماد أن فيصل العبد الهادي هو من أبلغ الأسرة بوفاته، حيث قال (لقد تلقيت اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم الأخ فيصل العبد الهادي يبلغنا بوفاة أبو خالد - رحمه الله - بعد حدوث الوفاة بنصف ساعة بالضبط وبدوري بلغت الإخوان ثم أسرة الفقيد). ويتابع (لقد صعقنا الخبر لأننا نعرف أنه لا يعاني من عارض صحي الآن وأصبح البعض ما بين مصدّق ومصدوم حتى ساعة حديثك معي).

لم يكمل عماد حديثه، حيث توقف صوته غير مرة ليمسح دموعه واعتذر عن مواصلة الحديث معنا ولكنه طلب الجميع بأن يدعو لشقيقه عبد الله بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه العلي القدير فسيح جناته، مؤكّداً أن عبد الله بذل كل جهده ووقته في سبيل خدمة دينه ووطنه على الوجه الأكمل عبر عديد المناصب التي تقلّدها.

وحدّد لنا عماد موعد وصول جثمانه أمس وصلاة الجنازة عليه في جامع والدهم عقب صلاة العصر اليوم في حي الراكة الشمالي.

وشكر عماد نيابة عن أسرة الدبل (الجزيرة) على اهتمامهما ومواساتها.

السعدني: كلّمني قبل

وفاته بساعتين

على الجانب الآخر التقينا بالسكرتير الخاص للفقيد عبد الله الدبل - رحمه الله - وهو السيد أحمد السعدني (49 عاماً) الذي لازم الفقيد طيلة (24 سنة)، حيث قال (تعجز الكلمات والعبارات عن الحديث عن أخي وحبيبي وصديقي أبو خالد رحمة الله عليه خاصة وأنني على تمام العلم والمعرفة بعدم شكواه من مشكلة صحية تؤثِّر على قيامه بمهامه أو واجباته أو تحد من تحركاته على الرغم من مراجعته لأحد الأطباء المختصين في أمراض القلب في ألمانيا ومستشفى التخصصي بالرياض لكن بعض هذه المراجعات تتم كإجراء روتيني وقائي، فهو يعيش في هذه السن بصحة جيدة ولله الحمد لكن لا مرد لقضاء الله سبحانه وتعالى ولا أملك إلا الدعاء له).

وكشف السعدني (متزوج وله ولدان أكبرهما كريم وبنت) أنه يلازم الدبل منذ (24 عاماً) عاش معه دونما يسمع منه كلمة تغضبه أو تزعله كما يقول (عمره ما زعل أحد لقد كان الأخ والصديق للجميع يتعامل معك بطيبة وحنان ولين جانب وبكل تواضع جم يخدم الآخرين سواءً كانوا رياضيين أو غير ذلك بكل حرص وتفان وإخلاص عمري ما سمعت منه كلمة تزعلني لقد كانت صحته (زي الفل) - قالها بالمصرية - ثم سكت وواصل: أعمل معه كسكرتير خاص ومدير مالي كانت آخر مكالمة معه عقب مباراة منتخب السعودية والإمارات تحديداً في تمام الساعة العاشرة والثلث مساءً وكانت مكالمة اعتيادية للسؤال عن العمل وليطمئن علينا وعلى سير العمل ولم توحِ المكالمة بأنه يشعر بشيء يسوءه.

بعدها كنت أراجع في جهة ما وتلقيت النبأ فلم أصدق وسارعت بالاتصال بشقيقه عماد الذي أجابني بكلمة واحدة فقط هي (نعم) وكان سؤالي هل الخبر صحيح فكانت إجابته كالصاعقة وأنهى المكالمة من فوره لأدخل في موجة بكاء راجعت خلالها كل السنوات الماضية التي عشتها معه وكانت تلك الليلة أثقل ليلة عشتها) لم يكمل السعدني حديثه واعتذر بلباقة.

مشاهدات.. مشاهدات.. مشاهدات

كان آخر ظهور تلفزيوني للفقيد عبد الله الدبل رحمه الله في القناة الرياضية في برنامج الديوانية من إعداد وتقديم الزميل عبد الله الضويحي، وقبلها مع الزميل فهد الدريهم في ساعة مع ويقول الدريهم (لقد كان رحمه الله دقيقاً في مواعيده ولم أنكر أنه تأخر أو اعتذر عن حوار أطلبه منه، ولو اتصل به وأسجل رسالة صوتية يعود للاتصال بي من أي مكان وهذا ليس معي فحسب بل مع الجميع من الإعلاميين).

- المنتدى الرسمي لنادي الاتفاق تم إغلاقه حتى يوم الأربعاء 12 محرم حداداً على روح الفقيد كما جاء في رسالة إدارة المنتدى بعد أن تقدمت إدارة نادي الاتفاق بالتعازي للقيادة الرياضية ومنسوبي وجماهير النادي وأسرة الدبل وذويه.

- كما تفيد الأنباء بأن آخر مكالمة تلقاها الفقيد كمسؤول لجنة الاحتراف كانت من قِبل رئيس النصر سمو الأمير فيصل بن عبد الرحمن للسؤال عن الموقف القانوني لقضية اللاعب أحمد البحري الموضوع على لائحة الانتقال.

- تعذَّر الوصول لابن الفقيد الأكبر خالد لشدة تأثره ومراعاة لحالته.