المدن تتحدث بأصدق مما يحدث به الإنسان....
كثيراً ما نسمع بل نؤمن يقيناً بأن التاريخ ليس على درجة من الشفافية والصدق وهو يُكتب....
ولا أحسب كما يفعل الجميع... بأن ما يأخذنا إليه في سردياته... وما نمعن فيه معه من الشجن والحنين والتصور الحالم... بما يبهرنا به من أحداث... وبطولات... وصور جمالية لمواقف... أو أماكن... أو أحداث... بأنها ليست من المخيلات البشرية.... في أجزاء كثيرة منها....
ومع ذلك تخدِّرنا القصص والصور عن الإحساس المؤلم بقسوة وقائع التاريخ البشري الذي بدأ أوَّل ما بدأ ببصمته على الأرض دم أخيه... هذا الإنسان الموغل في التلوين...
لذلك.... فإن المدن لها صوت أصدق من صوت الإنسان....
حقيقة سمعتها من جذع السنديانة التي اجتثها الدكتور عبد الرحمن الفدا من جوار بيت الطفولة حين آل إليه....!!
بمثل ما قرأتها في واجهات جانبي شارع جرير الذي لم يكن أبعد من مرمى ناظري بنهاية جبله الذي يطل عليه دار أحد الدكاترة المشاهير الذي أصبح فيما بعد أستاذي...!!
السنوات ليست كثيرة بحجم التاريخ... لكن المدينة التفت برداء أكثر زخرفة... وأسمك خامة... فيما كانت حالمة في خدر حيائها... وهي تنام عند آذان العشاء وتستيقظ مع صياح الديك...
فيما هي الآن تعجُّ... وتكتظُّ بالساعات التي لا تعرف لليل سوى رهجات النيون وأحلام القمر.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة «5852» ثم أرسلها إلى الكود 82244