Al Jazirah NewsPaper Monday  29/01/2007 G Issue 12541
محليــات
الأثنين 10 محرم 1428   العدد  12541
نهارات أخرى
(ما في هالبلد الا هالولد)
فاطمة العتيبي

أستغرب كثيراً أن تجامل بعض الجهات متقاعديها وتتعاقد معهم مجدداً بعقود خاصة وبمسميات مختلفة، تارة مستشاراً، أو خبيراً أو غيرها من المسميات، ووجه استغرابي أن هؤلاء لم يفلحوا وهم على رأس العمل وفي أوج شبابهم.. فماذا سيفعلون وقد خارت قواهم واستنزفوا كل أفكارهم؟؟ (كثّر خيرهم).

أبسط الأمور التي نقيس عليها فلاحة هؤلاء هو أنهم خرجوا من أعمالهم، ولم يؤهلوا أحداً لكي يقوم مقامهم، ولم يمنحوا خبراتهم لمن يعمل معهم، بل مثل هؤلاء يبخلون بكل معلومة وكأنها من مواريث آبائهم وليست من حق العمل. تحضرني طرفة تتناقلها الأوساط النسائية عن عميدة يقال: إنها نظفت أدراجها حتى من أرقام الهاتف، وأخذت كل النماذج التي ابتكرتها أثناء عملها حتى تبدأ التي بعدها من جديد! والرجال ليسوا ببعيدين عن ذلك، حيث تتداول الأوساط حكاية المدير الذي خبأ أوراقاً مهمة في دورة المياه، وأغلقها حتى يتسنى له لاحقاً إتلافها قبل أن يستفيد منها من يأتي بعده!! الأغرب أيضاً أن يخرج من تقاعد عن صمته، فيبدأ بالتصريحات ومهاجمة الجهة التي كان فيها، وأنه حاول وبذل كثيراً من أجل إصلاح شأن الجهة، لكن الإعاقات الفكرية المسيطرة على الجهة هي التي منعته، مع أن هذا المتقاعد كان في الأمس يتلو معلقات المدح ليظفر بالامتيازات، ثم إن السنوات كانت طويلة جداً، فإذا كان هذا المتقاعد ذكراً أو أنثى لم ينجح في تعديل المائل وهو على رأس العمل، فهل ستعدل تصريحاته؟ وهل سيعفيه التاريخ من المسؤولية لأنه صرح عدة تصريحات ثأرية وانتقامية بعد أن ترك الكرسي؟ أين دوره حين كان ينعم بوجاهة المنصب؟ وهل يظن أن الناس يصدقون الآن مثل هذه البكائيات؟؟ المحزن في موضع قريب من هذا أن أحد الشباب المؤهل يقول إنه يؤدي عمل مستشار يتقاضى راتباً كبيراً، إضافة إلى راتبه التقاعدي.. يقول الشاب إنه مازح المتقاعد، وقال له: لِمَ لا تعطِيني نصف راتبك وأقوم بعملك كله كمستشار؟ فغضب المتقاعد مع أن الشاب يؤدي كل العمل مجاناً إضافة إلى عمله.

الأعجب أيضاً عند بعض جهاتنا تضخيم بعض موظفيها وإسناد أكثر من عمل إليهم بمرتبات مختلفة (مدير كذا، ورئيس كذا، والمشرف على كذا) حتى لتقول في نفسك ألا يوجد إلا هالولد؟؟ الشباب طوابير أمام وظائف وزارة العمل الزهيدة التي تنحسر أكثر أمام سطوة التأشيرات التي ترتفع نسبتها، بينما هناك من (يكوش)على أكثر من وظيفة وعلى أكثر من راتب!! لا تقولوا أرزاقاً، بل سوء تدبير وجمود في سلالم الوظائف تمنع دخول الشباب إلى الهرم الوظيفي الذي لا يتحرك إلا بالموت أو التقاعد!!

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة «5105» ثم أرسلها إلى الكود 82244

fatemh2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد