سبقت منتخب السعودية شهرة واسعة وهالة إعلامية كبيرة قبل وصوله إلى أبوظبي عاصمة الإمارات للمشاركة في بطولة كأس الخليج العربي الثامنة عشرة لما يتمتع به من سمعة جيدة ليس في منطقة الخليج العربي وإنما في عموم الوطن العربي وكذلك في القارة الآسيوية باعتباره الفريق الذي كان له شرف تمثيل هذه القارة في نهائيات كأس العالم أربع مرات وكذلك فوزه باللقب الخليجي ثلاث مرات.
ورغم أن المنتخب السعودي تمكن في مباراته الأولى من الفوز على منتخب البحرين بهدفين مقابل هدف واحد إلا أن البعض ساوره الشك ولم يدخل الاطمئنان الكامل إلى قلبه من قدرة الفريق الأخضر على مواصلة مشواره التنافسي على اللقب على أساس أن اللاعبين لم يفصحوا عن قدراتهم الفنية وقدراتهم البدنية كاملة على المستطيل الأخضر في تلك المباراة ولاسيما أن المنتخب البحريني لعب في الشوط الثاني بتسعة لاعبين.
جاءت المباراة الثانية التي لعبها منتخب السعودية أمام منتخب قطر بطل الدورة السابعة عشرة التي أقيمت في الدوحة وهو بنفس الوقت يحمل اللقب الآسيوي الذي أحرزه نهاية الشهر الماضي لتؤكد جدارة الفريق الأخضر وأهليته لمواصلة مشوار المنافسة وذلك في ضوء الإمكانية العالية والمقدرة المتميزة التي قدمها جميع اللاعبين في جميع المراكز، حيث لاحظنا جيداً الهيمنة التي كان فيها الفريق الأخضر داخل الملعب بالشكل الذي جعل الحارس القطري محمد صقر في حذر تام إزاء الهجمات السعودية التي قادها بذكاء وحرفنة ومهارة عمر الغامدي وعبده بن إبراهيم وسعود بن علي كريري ليكون من خلالها ثنائي الهجوم المتمكن والمقتدر ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب بمواجهة المرمى القطري مرات كثيرة، ولولا براعة حارس المرمى محمد صقر ويقظة المدافعين الذين أبعدوا أكثر من كرة وهي في طريقها لهز الشباك لخرج المنتخب السعودي بنتيجة الفوز بثلاثة أهداف على أقل تقدير بدلاً من التعادل بهدف واحد.
ومهما قيل عن المباراة الثالثة التي خاضها المنتخب السعودي أمام منتخب العراق وانتهت بفوزه بهدف الترجيح الذي جاء من ركلة جزاء نفذها الهداف ياسر القحطاني، وتناغم البعض من المسؤولين عن وفدي قطر والبحرين وقسم من رجال الإعلام مع كلمة الاتفاق بخروج الفريقين العراقي والسعودي بنتيجة التعادل التي تؤمن كليهما للوصول إلى الدور قبل النهائي، فقد فاز الفريق السعودي بعرضه الهجومي من بداية المباراة ونجاحه في الانتشار داخل الملعب ونقل الكرات السريعة على المرمى العراقي وسنوح أكثر من فرصة لياسر القحطاني والشلهوب لهز الشباك العراقية ثانية وقف حيالها حارس المرمى نور صبري والمدافع حيدر الأمير، نعم فنذ كل الأقاويل التي أطلقها البعض في أجهزة الإعلام وهم يعرفون جيدا أن للسعودية والعراق تاريخا في دورات الخليج، والمسؤولون عن الكرة في القطرين الشقيقين معروف عنهم الحرص على تحقيق الأهداف المرجوة في ثقافة دورات الخليج العربي، وهي خلق الأجواء المناسبة أمام الشباب لتبادل الخبرات والتعبير عن قدراتهم الفنية وإبراز خصائصهم المتميزة، حيث خرج المنتخب السعودي في مباراته الأخيرة أمام العراق وهو ينتزع الإعجاب والتقدير من قبل المنافسين قبل جمهوره الكبير الوفي الذي قابله بالتصفيق والهتاف.. وكل أملنا أن يواصل المنتخب السعودي في مباراة اليوم التي يلعبها أمام منتخب الإمارات مشوار تألقه وإبداعه ويحافظ على صورته الجميلة التي رسمها في أذهان كل الفنيين وخبراء البطولة والجماهير بريشة رسام فنان.