طالب الأستاذ محمد بن يوسف المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين بضرورة إيجاد رؤية عربية للصناعات المستقبلية ومنها تطبيقات النانو تكنولوجي. وقال في كلمة افتتاح أعمال الاجتماع التحضيري الذي عقد بالرباط مؤخراً، وذلك للإعداد للمؤتمر العربي الدولي الأول لتقنيات النانو، قال إن النمو الاقتصادي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقدرة على الاستخدام الأمثل للتقنيات القائمة والمستحدثة، كما أن المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة منذ نهاية القرن العشرين حتمت على الدول جميعاً وخصوصاً دول العالم الثالث ضرورة السعي لتحديث نفسها وإلا تعرضت للتهميش لصالح الدول الصناعية المتقدمة. وأضاف ابن يوسف أن المؤتمر العربي الدولي الأول لتقنيات النانو والتي ستنظمه المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين قريباً يهدف إلى التعرف على تكنولوجيا النانو، ومجالات تطبيقاتها، وتحديد الآليات التي يمكن استخدامها لتطوير القاعدة الصناعية العربية، والتغلب على الفجوة الموجودة بين العام العربي والعالم المتقدم في ضوء تكنولوجيا النانو. وقال الأستاذ محمد بن يوسف: يجب أن يبدأ العرب من حيث انتهى الآخرون من خلال بناء الدعائم الأساسية للقدرات التكنولوجية العربية وتوفير المعرفة واكتسابها وتكييفها، بالإضافة إلى تنمية الموارد البشرية وتأمين خدمات البنية الأساسية للعلوم والتكنولوجيا عبر إنشاء حدائق وأقطاب التكنولوجيا ومراكز الابتكار وغيرها، بالإضافة إلى تسهيل نقل التكنولوجيا من خلال التعاون الدولي وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في مجال تطبيقات تقنيات النانو. وشدد ابن يوسف على أهمية العمل على استحداث لجان وطنية ومراكز متخصصة تهتم بأبحاث وتطبيقات تقنيات النانو الصناعية. ودعا الأستاذ محمد بن يوسف المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين إلى تحفيز الدول العربية لإطلاق مبادرات وطنية للدخول في مجال أبحاث وتطبيقات النانو لتتكامل مع المبادرات العربية القائمة. موضحاً أن اهتمام المنظمة العربية بتقنيات النانو، يرجع إلى أهميتها، حيث تبشر هذه التقنيات بثورة صناعية جديدة يتوقع أن تدخل تطبيقاتها في ميادين الحياة كافة ومن بينها صناعة الإلكترونيات والمنسوجات وغيرها ولهذا شكلت المنظمة فريق عمل عربي في مجال الصناعات المستقبلية. انبثق عن هذا الفريق استحداث برنامج عمل عربي في مجال الصناعات المستقبلية (2005 - 2010م).
ويعمل هذا الفريق الآن بالتعاون مع المنظمة على إعداد دراسات أولية لفروع ممتازة من الصناعات المستقبلية. ومن بين الاهتمامات تطبيقات وتقنيات النانو، حيث من المنتظر أن تتحكم النانو في الاقتصاد العالمي في القرن الواحد والعشرين.
وأضاف ابن يوسف أن المنظمة شرعت في تجميع المعلومات حول البنية الأساسية والخبرات العربية في مجال تقنيات النانو من أجل بناء قاعدة معلومات شاملة لتقنيات النانو في إطار الشبكة العربية للمعلومات الصناعية (اعرفونت). ويشمل ذلك الخبراء والأبحاث المنجزة وتحت التنفيذ والاتفاقيات العربية الثنائية والمتعددة الأطراف في هذا المجال والبرامج الوطنية بالإضافة إلى المراكز المتخصصة في الدول العربية.
هذا وقد شارك في الاجتماع التحضيري للمؤتمر العربي الدولي لتكنولوجيا النانو عدد من العلماء العرب في الوطن العربي والمهجر وعدد من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، وبعض الجامعات العربية.