أصبح منتدى جدة الاقتصادي محوراً اقتصادياً ثقافياً عالمياً حضره خلال دوراته السبع الماضية (12) ألف مشارك من (104) دول موزعة على القارات الخمس، حاضر فيه (85) محاضراً متخصصاً أكاديمياً ومهنياً في علوم الاقتصاد والسياسة والإدارة والأعمال والاستثمار والمصارف والشركات والتدريب والتخطيط والتسويق والتنفيذ من (55) دولة، منهم (12) رئيس دولة سابق وحالي، و(33) شخصية سياسية رفيعة المستوى، ليصبح منتدى جدة الاقتصادي الذي أسسه مجلس جدة للتسويق في العام 2000م التابع لغرفة جدة، بعمره المتواضع أكبر حدث اقتصادي سنوي في القارتين الآسيوية والإفريقية يستقطب رجال وسيدات الأعمال والصناعيين والمصرفيين والإستراتيجيين والخبراء الماليين من مختلف أنحاء العالم، يجتمعون سنوياً تحت سقف واحد ليناقشوا خلال أيامه الثلاثة الاتجاهات والقضايا الاقتصادية العالمية والمحلية.
تظاهرة اقتصادية
وفي هذا الجانب تحدث ل(الجزيرة) رئيس منتدى جدة الاقتصادي الثامن سامي فؤاد بحراوي معلقاً على أحداث المنتدى وماضيه ومستقبله وأهدافه وعدد جلساته حيث قال: يُعقد منتدى جدة الاقتصادي الثامن 2007 تحت عنوان (الإصلاح الاقتصادي: أرض واعدة وآفاق ممتدة) في فندق جدة هيلتون خلال الفترة من 24-27 فبراير 2007م المقبل، بحضور (2500) مشارك من كبار رجال وسيدات الأعمال من (52) دولة عربية وأجنبية، ويرعاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، حيث يحاضر فيه (35) شخصية قيادية واقتصادية عالمية من (22) دولة، يتم خلاله تسليط الأضواء على أوجه كيفية استفادة المجتمع المحلي والإقليمي والعالمي من الإصلاح الاقتصادي ضمن وتيرة منظومة الإصلاح العام الذي تسير عليه الدول في الوقت الراهن نحو مستقبل أفضل.
وكالعادة سيكون لسيدات الأعمال السعوديات والأجنبيات حضور قوي نتوقع بأن لا يقل عن ما نسبته (25%) من إجمالي الحضور، من (22) دولة، سيستمعن وسيشاركن من خلال الصالة المخصصة لسيدات الأعمال فقط مع فعاليات المنتدى مباشرة، حيث إن مقاعد الحضور بالصالة المفصولة بين رجال وسيدات الأعمال تطل مباشرة على مسرح المنتدى.
وللاستفادة القصوى من التقنية التلفازية في خدمة المنتدى، سيكون منتشراً في صالة جلسات المنتدى (9) كاميرات تلفزيونية متطورة التقنية مسلطة على ما يدور في مسرح المنتدى تبثه حياً باللغتين العربية والإنجليزية على الصفحة الإلكترونية في الإنترنت، وفي أجهزة التلفزيون المنتشرة في أرجاء الفندق والمركز الإعلامي الكبير الذي يتسع إلى (200) صحفي من الوسط الإعلامي المحلي والعالمي.
جلسات المنتدى
وعن جلسات المنتدى يقول بحراوي: الجلسة الأولى في المنتدى ستحمل العنوان (إستراتيجيات الإصلاح الاقتصادي: العالمية إزاء التخصصية)، وتلقي الضوء على ما يتطلبه تصحيح هيمنة الشمولية حالياً على التخصصية، وأن يقوم كل مجتمع بتطوير أجندته الاجتماعية الاقتصادية الخاصة به، وإدراك أهمية إعادة تأسيس توازن ملائم وتحديد المجالات التي يسهم فيها وضبط الظروف التي ستؤدي إلى تغيير إيجابي في البيئات المحلية والعالمية. علماً بأن التحدي ليس ببساطة مع التأثيرات والضغوط المفروضة على مستوى عالمي، وإنما هو مع القيم المحلية التي لا يتم إتباعها بتأكيد قوي للقيم الجديدة.
لذا سيتركز النقاش على مفهوم لأجندة اجتماعية اقتصادية متجددة ومستعيدة لتوازنها، والتي يجب أن تسعى لحماية مبادئ الأمة وقيمه الاجتماعية والاقتصادية المحلية، وكيفية أن تعمل في الوقت نفسه على تلبية المتطلبات العالمية في الألفية الجديدة.
وهذه دعوة للتحرك ولإعادة ابتكار وتدعيم المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والإستراتيجية، ولإعادة تشكيل المدن والمجتمعات.
فيما تحمل الجلسة الثانية عنوان: (حتمية مواكبة الإطار القانوني للإصلاح)، على أنه بالرغم من التنوع في الإطار القانوني في مختلف الدول، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت بداية ظهور نظام قانوني عالمي كإطار (عالمي) حاكم للمساعدة في تنظيم التعاملات وضمان الحقوق، وذلك للعمل على تسهيل انتقال السلع والخدمات، وجذب تبادل المعرفة والثقافات بين الشعوب.
وهي بكل تأكيد خطوة بدأت تشكل ضغطاً على العديد من الشعوب لإعادة صياغة نظمها وأطرها القانونية، بحيث تتمكن من الاستفادة من هذا التواصل الاقتصادي العالمي عن طريق ترقية اقتصادياتها، رغم التفاوت في التطبيق والتحكيم والتنفيذ الذي أنتج درجات مختلفة من التقدم والنجاح. لذلك تبحث الجلسة الحاجة الملحة لمعظم المجتمعات على إعادة صياغة أو إعادة التفكير في هياكلها القانونية وكيفية تطبيقها.
بينما تستعرض الجلسة الثالثة التي تحمل العنوان: (الأمن الاقتصادي المرن والإصلاح: الأجندة الاجتماعية المتوازنة)، على أنه ليس بالاستطاعة تنفيذ إصلاح منظم وتحول تقوده الدولة ما لم يتم التأكيد على موازنة التأثير المباشر للأمن الاجتماعي، وذلك عن طريق تفرد القيم الاجتماعية والتشريعات لمجتمع معين.
لذلك ستطرح أفكاراً نظرية عن التسلسل الأفضل لإجراءات الإصلاح، والتي توضح أهمية (الأمن المرن)، حيث إن الواقع يُظهر أن الإصلاح الذي يتم إدارته بضعف يمكن أن يسبب أزمة شاملة بدلاً عن الأمن الاجتماعي وإزدهار الاقتصاد. فالتوقع والخطوات الصغيرة والمرونة في التصميم عند تطبيق إستراتيجيات اجتماعية تدعم صيغة اجتماعية اقتصادية سليمة، هي صيغة ستضمن الكفاءات والإنتاجية اللتين تؤديان إلى إرضاء المواطن وإيجاد درجة عالية من الأمن الاجتماعي.
وتسلط الجلسة الرابعة التي تحمل عنوان: (الفرد أساس البناء: المواطنة والمسؤولية الاجتماعية)، وتلقي الضوء على العلاقة الدقيقة بين مجال الإصلاح الاقتصادي وبين لفت اهتمام الناس للمشاركة بفاعلية في العملية، لأنه لإنجاح إصلاح الحياة العامة فإنه من الضروري إثارة اهتمام الناس فيما يتعلق بمجال وقيمة العملية الإصلاحية، وكيفية تقديم الإصلاح إلى مجتمع بعينه والحصول على توازن ملائم بين أدوار الأفراد والمؤسسات في تلك العملية.
كما يستعرض المنتدى في جلسته الخامسة بعنوان: (دور المملكة القيادي في تحديث المفهوم العالمي للطاقة)، على أنه استجابة لأسعار النفط العالية المتزايدة وللاستمرار في مسيرة دعم المتطلبات الحياتية العالمية المتطورة مستقبلاً، فقد بدأت الدول والقطاعات الخاصة بالعالم في السعي لرؤية جديدة للطاقة، عبر إيجاد مصادر طاقة بديلة قد أطلقت جدالاً واسعاً، لاسيما بعد ظهور تحولات في التحالفات العالمية بين المؤسسات والشعوب.
وفي الجلسة السادسة بعنوان (الخصخصة: عماد الإصلاح الاقتصادي)، سيتم طرح موضوع أهمية الخصخصة في الإصلاح الاقتصادي العالمي، حيث تقتضي موجة الخصخصة تقارباً أكبر بين الدول، على الرغم من حقيقة وجود أمر الاختلافات الرئيسية في طريقة تعامل كل دولة مع الخصخصة العامة، إلا أنه ما كان في وقت من الأوقات أمر لا يجب التفكير فيه بالنسبة لمعظم الشعوب في العالم، قد تحول إلى معيار وأداة مقبولة لدى أنظمتها، حيث أدركت (80%) من دول العالم، أهمية الخصخصة والدور الذي تلعبه وصولاً إلى اقتصاد معافى، وأن توجه الخصخصة تقود إلى النمو الاقتصادي والاستقرار، بل إنها قد أصبحت أداة التحديث ومحرك النمو الاقتصادي في أي مجتمع في العالم.
وستناقش في الجلسة كذلك الاختلافات الكبيرة في مجتمعات العالم حول صيغة الخصخصة وسرعته وشكله، وكيف أن الخصخصة يجب أن تكون في قلب العقد الوطني الاجتماعي في كل مجتمع، لأنها ستحدد مستقبل رفاهيته وإزدهاره، لاسيما وأن المجتمع الدولي مقتنع تماماً بأهمية الخصخصة في مسيرة حياته اليومية المعاصرة.
المنتدى ومد جسور التعاون
ويُسخر مجلس جدة للتسويق والغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة وبالتعاون مع جهات أكاديمية محلية وعالمية متخصصة في العلوم الاقتصادية، طاقماً من الموظفين لا يقل عن (40) موظفاً متخصصاً كلٌ في مجاله يعمل حسب خطة موضوعة بدقة، يراعى فيها فحوى موضوع رسالة المنتدى، والعنوان، والشخصيات المحاضرة، وضيوف الشرف، وذلك حسب معايير أكاديمية ومهنية وتخصصية عالية المستوى تم الاتفاق عليها مسبقاً في المجلس، حتى يتم تحقيق الهدف المنشود من المنتدى والمتمثل في بناء جسور التعاون البنّاء والمثمر بين رجال وسيدات أعمال الوسط الاقتصادي المحلي ونظرائهم في لعالم.
كما يوفر المجلس قبل وأثناء وبعد إقامة المنتدى، كامل المعلومات الصحفية عن المنتدى إلى جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية في الوسط الإعلامي المحلي والعالمي باللغتين العربية والإنجليزية، حيث من المتوقع أن يغطي وقائع المنتدى من المركز الإعلامي الخاص بالمنتدى نحو (300) ممثل إعلامي يمثلون وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية.