تعاني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من شحّ موارد المياه الصالحة للشرب؛ حيث تصرف تلك الدول مبالغ هائلة من ميزانياتها؛ لتأمين تلك المياه من مصادر متعددة، لعل في مقدمتها بالنسبة للمملكة العربية السعودية تحلية مياه البحر وحفر الآبار الارتوازية؛ لتغطية الاحتياج المتزايد للمياه العذبة. ووفقاً لدراسة حديثة صادرة عن إحدى الشركات العاملة في أبحاث المياه فإن دول الشرق الأوسط يتوقع أن تستثمر أكثر من 117 مليار دولار حتى عام 2015 الميلادي بزيادة فاقت نسبتها 59% إذا ما قورنت باستثمارات العقد الماضي. وأشار التقرير إلى أن المملكة العربية السعودية تأتي في مقدمة الدول من حيث كونها السوق الأكبر للمياه ومياه الصرف في العالم؛ حيث يتوقع أن تستثمر المملكة في هذا القطاع 28 مليار دولار، وهو ما يعادل 24% من استثمارات المنطقة على امتداد السنوات العشر القادمة، منها 6 مليارات دولار ستخصص لبناء مصانع جديدة من أجل تحلية مياه البحر، كما ذكر التقرير أن دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية والعراق وإيران وعدداً من دول الشرق الأوسط ستحتاج إلى الاستثمار بشكل مكثف في قطاعات المياه لديها؛ لمواجهة الطلب، وتفادياً للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي قد تنشأ نتيجة لشح المياه في تلك الدول.