المبدعون والمتميِّزون كل في مجاله كما (العملة النادرة) أو هم بالنسبة لنا وللوطن عموماً كنوز غالية وثمينة وثروة وطنية يجب الاهتمام بها والمحافظة عليها وتوفير الأجواء والظروف التي تساعدها على المزيد من العطاء والتألق والإبداع..

في الوسط الرياضي والإعلامي كما في المجالات الطبية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والاجتماعية وغيرها، لدينا مبدعون في الإدارة والتدريب والإعلام والتحكيم والتعليق ساهموا في بناء الرياضة السعودية وتألقها وتحقيق إنجازاتها، سواء على صعيد الأندية والمنتخبات والاتحادات أو من خلال المؤسسات الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية وهؤلاء لا يجوز أن نخسرهم أو نتخلَّى عنهم هكذا ببساطة أو لمجرد أن فئة ما قرَّرت محاربتهم والنيل منهم والعمل بكل الوسائل غير المشروعة على تطفيشهم وزرع الأشواك والألغام في طريقهم، إما بسبب الغيرة من شهرتهم ونجوميتهم أو لأنهم لا يجيدون الارتماء والتبعية ولغة التهويل وفن التطبيل..!!

ليس سهلاً أن يخسر الوسط الرياضي إداريين بارعين وأعضاء شرف داعمين، أو حكماً موهوباً أو صحافياً لامعاً أو معلّقاً متمرساً نتيجة قرارات مزاجية متهوّرة أو مواقف عدائية طائشة هي التي اضطرت مثلاً - زميلنا ومبدعنا المعلِّق محمد البكر إلى اتخاذ قرار اعتزال التعليق والابتعاد بكرامته وتاريخه ونجاحاته إلى حيث الأجواء النقيَّة الخالية من الحقد والإيذاء والكراهية..!

فشلتونا!

لم نكن نتمنى ونحن في طريقنا إلى خليجي 18 في الإمارات أن يظهر أمين اتحاد الكرة بهذه الصورة المخجلة، وأن يضع رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي سمعتنا ومشاعرنا ومصداقيتنا في مأزق لا يليق بقيمة ومكانة وشموخ وطن العز..

ما حدث في الأسبوع الماضي وما تناقلته وسائل الإعلام الخليجية والعربية والعالمية حول مسرحية (فيجو) وفضيحة (صورة معجب)، من المؤكّد أن لها انعكاسات سلبية على مستوى نظرة العالم لأنديتنا ومؤسساتنا الرياضية، تضاف إلى مجموعة القضايا والشكاوى القديمة والأخرى التي ما زالت قيد البحث في الاتحاد الدولي بسبب المستحقات المالية لعدد غير قليل من المدربين واللاعبين، وكذلك الفنادق والشركات، كما أنها تقدّم الأخضر في خليجي 18 وأمام المنتخبات المشاركة بشكل مغاير لما كان عليه في سنوات تألقه وجمال صورته وروعة تصرفاته..

إذا كنا غير قادرين على إيقاف مسلسلات العبث والفوضى والازدراء بقرارات رسمية رادعة، فمن الواجب علينا في الإعلام أن نتصدى لها ونفضح أهدافها ومخططاتها ونحذِّر من نتائجها، باعتبارها مسؤولية وطنية ومهنية لا بد من الالتزام بها..

الهلال يخسر بوسيرو

الخسارة من الحزم وقبلها التعادل أمام الخليج والوحدة جعلت توقيت ومبررات قرار الاستغناء عن المدرب البرتغالي بوسيرو تدل بصورة غير معلنة على أن القرار لم يصدر عن قناعة ورغبة الإدارة الهلالية وإنما جاء تجاوباً مع مطالبات الجماهير ومع الضغوط والانتقادات الإعلامية.. وهنا يكمن الخلل وتتفاقم المشكلة في قرار هو للعاطفة أقرب من أي شيء آخر.. وبسبب هذا التوجه ما زالت الأندية مع المنتخبات السعودية تغرق في دوامة الفوضى والارتجالية وسوء التخطيط..

على الرغم من العقوبات التعسفية والغيابات العناصرية بسبب الإصابة وضعف التعاقدات مع اللاعبين السعوديين وغير السعوديين إلا أن الهلال ظل الأفضل والمتصدر والأكثر استقراراً وتماسكاً وتطوراً من بقية الفرق، كل ذلك لم يأت من فراغ وإنما برأيي بتأثير مباشر من عاملين مهمين الأول وجود عقلية إدارية نابهة وواعية تتمثَّل بمدير الكرة عادل البطي والآخر نجاح المدرب بوسيرو ليس في تحقيق الهلال لمركز الصدارة حتى الآن، بل في فهمه وتعامله واهتمامه بنقاط الضعف الدفاعية التي عانى منها الفريق كثيراً في الموسم الماضي..

بوسيرو عرف كيف يعيد صياغة فريق الهلال وترتيب أوراقه بعد أن تعرض في الموسم الأخير وبداية الموسم الحالي لانقسامات ومشكلات إدارية وفنية وأزمات مالية كادت أن تعصف به خصوصاً بعد خسارته للدوري ثم خروجه من البطولة الآسيوية وبطولة أندية الخليج.. وهي عملية معقدة وصعبة وحساسة وبالذات مع ناد جماهيري وزعيم للبطولات كالهلال، بيد أن بوسيرو استطاع أن يضع الطريقة الملائمة والمتوازنة بين واقع الفريق الأزرق وتطلعات جماهيره..

الأسوأ من خسارة بوسيرو أن إدارة الهلال اتخذت قرار إبعاده قبل أن تعثر على البديل المناسب والجاهز للقيام بالمهمة في وقت حرج جداً من عمر الدوري لا يحتمل أسلوب التجارب وفكرة المغامرات، الأمر الذي سيزيد من خطورة الموقف وتعقيد خطوات المحافظة على صدارة الفريق وجدارته في إحراز أكبر عدد من البطولات..!

التنافس على الطريقة النصراوية

من المؤسف والمضحك أن تأتي إدارة ناد كبير بحجم النصر وتقحم نفسها وتحرج جماهيرها في قضية لا تخصها وبعيدة تماماً عن مسؤولياتها، عندما أصدرت بياناً غريباً ومستهجناً تعلن فيه تذمرها ورفضها للانتقادات الموجهة ضد أمين اتحاد الكرة فيصل عبد الهادي بسبب موقفه من مشاركة نجمي الهلال سامي الجابر ونواف التمياط في لقاء منتخب البحرين وإنتر ميلان الإيطالي، وأنها - أي إدارة النصر - تقف مع عبد الهادي وتدعم قراره في هذا الشأن..

بهذه الطريقة تعتقد إدارة النصر أنها تدافع عن عبد الهادي لكنها من حيث تدري أو لا تدري تسبّبت في إدانته، كما أنها أرادت إحراج الهلال وتحويله إلى مذنب بينما الواقع يشير إلى أن النصراويين قبل الهلاليين هم الذين استاءوا من تصرف إدارتهم، التي عادت لارتكاب نفس الخطأ الفادح والمهين الذي أعقب تراجعها عن تكريم النجم الدولي الخلوق محمد الشلهوب بحجة أنها تحترم وتقف وتدعم رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام..

لهذه الدرجة تحوّلت إدارة النصر إلى مكتب محاماة ودفاع عن حقوق الغير؟! ولماذا فقط في القضايا المرتبطة بالهلال؟! وأين هي من الهموم والمشكلات والمعوقات والأخطاء التي تدور داخل نادي النصر؟! ولماذا لا تحترم مشاعر وطموحات وآمال جماهيرها التي تبحث عن قرارات ونتائج تعيد النصر للمنافسة الحقيقية والشريفة مع الهلال ومع بقية الأندية بدلاً من أن تتفرَّغ الإدارة لإصدار بيانات الشجب والاستنكار والتدخل في شؤون الآخرين..؟!

غرغرة

* لن ينسى الطائيون مواقف ومبادرات أمير الشباب سلطان بن فهد بن عبد العزيز الداعمة والمنصفة لناديهم المكافح.

* أخيراً وبعد أن أكدناها قبل شهور من مونديال ألمانيا، اكتشف المدرب باكيتا أن علة المنتخب من خط الدفاع.. ليتك ساكت..!

* الكثيرون يتساءلون: هل لجنة الانضباط حقيقة أم خيال؟! وإذا كانت موجودة بالفعل فمن يرأسها ومن هم أعضاؤها؟! وما الصفة التي يحملها أمين اتحاد الكرة وجعلته الآمر الناهي في اللجنة؟!

* انتقلت عدوى التشنج والاحتقان من الاتحاد إلى الأهلي، فانقلب إمتاع وجمال أداء القلعة إلى تخبط وتهور وضياع..!

* حتى لا يسيء لتاريخه ويشوّه صورته أمام جماهيره، مطلوب من النجم العالمي سامي الجابر أن يحدد موقفه ويتخذ قراره.. إما الاستمرار مع الفريق بانضباط والتزام وإما الاعتزال..!

* يقول المحلّل والمراقب والحكم الدولي السابق محمد فودة إن هدف أبها في مرمى هجر صحيح بنسبة 80%.. جاء يكحلها أعماها..!!

* المصيبة إذا كانت الجماهير الاتحادية لم تدرك بعد أن دورها في مسرحية (فيجو) لا يتعدى كونها الضحية والأضحوكة المغلوبة على أمرها..!

تابع غرغرة

* الأحداث في ملعب الحزم بالرس بينما العقوبة ضد الهلال وجماهيره في الرياض.. الأكيد أن الهلال أصبح حقل تجارب لقرارات وعقوبات (خبط عشواء) .

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS

تبدأ برقم الكاتب«5297» ثم أرسلها إلى الكود 82244