عندما ننتقد جهة ما فليس هدفنا التشهير بتلك الجهة، وإنما نهدف إلى الإصلاح ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.. ولعل أمر حصرية المباريات المحلية والعربية الذي ارتبط بقناة art يجعلنا نسعى لمكاشفتها والعمل معها للنهوض بمهمتها الصعبة.. فعندما يدفع المشترك نقوده فإنه يتوقع أن يحصل مقابلها على خدمة جيدة هذا على وجه العموم، لكن إذا كانت تلك النقود تدفع لمحطة تلفزيونية ليحظى بخدماتها.. فالمفترض أن تكون تلك الخدمة لائقة ومتميزة وتسير وفق أنظمة وضوابط يديرها أصحاب كفاءة وتخصص.
**وقناتنا العزيزة art بعد أن شفّرت كل المباريات العربية والمحلية واستحوذت على اشتراكات المشتركين ونقودهم لم ترق بخدماتها إلى طموح المشتركين فضلاً عن نقودهم، فهل شاهد أحدكم مقدم برامج يدعو الله عياناً بياناً أمام المشاهدين بأن يُهزم فريق ويفوز آخر؟!! طبعاً الجواب سيكون عدم التصديق إلا لمن رآها عياناً بياناً على قنوات art.. فهل تحدث هذه التجاوزات في أي محطة محترمة في العالم؟!! الجواب بالجزم لا.. فلم تقع إلا في هذه القنوات!!
** أيضاً.. هل من مصدق أن مشجعاً وتجاوزاً نقول (محللاً) وفي مداخلة لرئيس نادٍ عرف بأدبه الجم يرد عليه محلل الغفلة قائلاً: (أنا ما أخاف منك ولا من اللي وراك).. طبعاً هذا الكلام قد تسمعه في الأزقة الخلفية لحارات غليل والسبيل والكرنتينة، لكن بالتأكيد لن تسمعه في أحياء محترمة أو مدن فاضلة.. فضلاً عن قناة تلفزيونية يراها ويشاهد برامجها آلاف من الناس المحترمين.
**يظهر هنا جلياً أن هناك الكثير من السلبيات التي يجب تلافيها لكي توفر الحد الأدنى من مطالبات المشتركين.. كذلك فقد وضح تقادُّم الأدوات الفنية من كاميرات وتوابعها.. فالظاهر أنه قد تمَّ شراؤها قديماً أو أنها (سكند هاند).. وللتأكد من صحة كلامي قارنوا بين الصورة والصوت في قنوات (....) وبين الصوت والصورة في قنوات art لتجدوا أن الفارق كبير.
** معدو البرامج ومقدِّموها وبعض المحللين يحتاجون فعلاً لإعادة تأهيل ليتمكَّنوا من مجاراة العصر، وليكونوا فعاليات إيجابية للرفع من كفاءتهم المهنية للتعامُّل مع جهاز هام يدخل بيوتاً كثيرة وجل المشاهدين والمتابعين فيها هم من صغار السن ويحتاجون لأناس مؤهلين تأهيلاً تربوياً ليكونوا مقنعين لهم ولأولياء أمورهم الذين دفعوا أموالهم لتلقي أفضل الخدمات وليس أسوأها كما هو حاصل.. فالتأهيل هنا مهم للغاية وليس عيباً إعادة التأهيل (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد).. فالإنسان في حاجة دائمة لتطوير نفسه كل في مجاله.
**في يوم الأحد 7-1-2007 نقلت تلك المحطة مباراة الأهلي السعودي والزمالك المصري، وبعد المباراة كنا في انتظار تحليل الأستاذ محمد فودة، وإذا بالمقدم يشعرنا بأخذ فاصل ثم يواصل على طريقة الأخ محمد الشهري.. المهم كان الفاصل عبارة عن نساء يتراقصن.
مغامرات أبي ثامر!!
الحقيقة أن رئيس الاتحاد منصور البلوي رجل يتمتع بتعامل مثالي مع منتقديه ومع النقد الذي يُوجه له.. وأنا من الكُتَّاب الذين انتقدوا معظم تجاوزاته.. فلم أجد منه ردات فعل سيئة على ما أكتب وعلى ما أنتقد، وهناك من هو أقل أهمية منه من منسوبي نادي الاتحاد أو من منسوبي الوسط الرياضي عامة يتبرمون من النقد حتى لو كان إيجابياً ويهدف لمصلحة عامة وكأنهم لا يخطئون، وإذا أخطأوا فيجب ألا ينتقدوا، والذي يريد ألا يُنتقد فعليه الجلوس في بيته والتقوقع على نفسه.. فمن يعمل في مجال مفتوح كالحركة الرياضية فهو معرض للنقد الهادف البنَّاء وللنقد السلبي أيضاً.
وأبو ثامر رجل يحب ناديه كثيراً وهذه ميزة تحسب له.. ويعمل كل ما في وسعه لتجديد رئاسته لأربعة أعوام حسوماً.. وسعيه لتجديد رئاسته جعله يتعدى الخطوط الحمراء التي تؤطِّر العملية الرياضية.. فقط هو يحتاج للضبط الذاتي قبل أن يطلب منه الآخرون ضبط تصرفاته ضمن أطر الثقافة الرياضية العامة.
هذا وكان حدث التعاقد مع فيجو حدثا استثنائياً.. وقد تأملت الصورتين اللتين وزعهما الاتحاد للقاء فيجو برئيس النادي.. والمتأمل للصورة الأولى سيلاحظ دون جهد أن أبا ثامر قد رمى طرف الشال الاتحادي على فيجو وقت التقاط الصورة.. وما الذهول الذي يبدو على فيجو إلا ردة فعل لوضع الشال عليه دون سابق إشعار، والصورة الثانية تُوضِّح أن فيجو لم يلمس الفانلة الاتحادية أبداً إذ كان أبو ثامر هو الممسك بكلتا يديه للفانلة في (مغامرات) لم أكن أتمناها لرئيس نادٍ سعودي.. فإحضار إيتو أو فيجو وغيرهما للتصوير معهما ليس بذلك العمل الجيد.. حيث لا يضيف للمعجب شيئاً بل يجعله في موقف لا يُحسد عليه.. وأرى أن موضة التصوير هذه قد انقرضت من أربعين عاماً إلا أن أبا ثامر قد أحياها.. وسمعت عن حفلة تصوير جديدة في القريب العاجل مع رونالدو.. ولله في خلقه شؤون!!.
أهلي التسعينيات وهلال الحاضر وجهان لعملة واحدة!!
عندما كان الأهلي السعودي يعتلي الأندية السعودية ويحقق البطولة خلف الأخرى، كانت هناك ظاهرة واضحة في تلك الأيام تتمثَّل في كثرة العقوبات التي يتعرض لها الأهلي دون سواه، في حين لا تشمل تلك العقوبات الأندية الأخرى والأدلة كثيرة جداً.
والآن والهلال قد استحوذ على البطولات وأصبح الفارق بينه وبين التالي بطولات وسنين ضوئية لمن أراد اللحاق بالزعيم فقد جاء دوره لتلقي العقوبات.. لكن يبدو أن لجنة الانضباط قد استساغت ظلم الهلال خصوصاً أن الهلاليين متمسكون بمثاليات نحن أول من يقول لهم تمسكوا بها فهي ديدن الرجال الأحرار ولا تنجرفوا وراء سوء الظنون أو عواطف الانفعال.
وقد حدثت مشكلة عدم اشتراك سامي ونواف مع منتخب مملكة البحرين الشقيقة، وهي ستبقى ندبة سوداء في جبين من عمل على وأدها في تصرف أخرق وأحمق لا يصدر من مسئول يعرف أهمية مثل هذه المشاركات التي تؤدي إلى مزيد من العلاقات الإيجابية مع الاتحادات الأخرى، فما بالنا إذا كان هذا الاتحاد خليجياً، ومن اتحاد مملكة البحرين الشقيقة التي تربطها بجارتها الكبرى علاقات أكبر كثيراً مما يستوعبه فيصل عبد الهادي.
وجاءت الطامة الكبرى عندما أصدرت لجنة الانضباط قرارها بحرمان الهلال من دخول جماهيره في مباراته القادمة مع الخليج عقاباً لما يُقال إنه بدر من جماهير الهلال في الرس.
مشكلة الهلال الحقيقية هي كثرة جماهيره في كل أرجاء المملكة.. وبدلاً من أن تكون هذه ميزة انقلبت وبالاً على الزعيم.
فكان على لجنة الانضباط مخاطبة جهة الاختصاص بعقاب من دخلوا الملعب فهم من اخترق النظام وليس للهلال ذنب في ذلك من قريب أو بعيد.. ثم لماذا لجنة الانضباط لا تُوجِّه اللوم إلى من قصروا تعاملهم مع الفرق ذات الجماهيرية الكبيرة خصوصاً الهلال الذي اتضحت جماهيريته الجارفة في كل أنحاء المملكة.. والحقيقة تعبنا ونحن نردد كلمات الحق والنقد البناء والنتيجة لم ينجح أحد كما في نتائج اختبارات الثانوية العامة في بعض القرى والأرياف فلم ينجح أحد من لجنة الانضباط الموقرة!!
وبالعودة لعنوان الموضوع أقول إن النادي المتفوق أصبحت تنهال عليه عقوبات، فقد كان قدر الأهلي سابقاً وأصبح قدر الهلال حالياً، وربما لمثالية منسوبي الناديين الكبيرين سبب في استساغة استهدافهم بالعقوبات.. والله تعالى أعلم!!!
خاتمة
إذا قيل لك إن فقيراً استغنى.. وغنياً افتقر.. وحياً مات.. أو ميتاً عاش فصدِّق، وإذا بلغك أن أحمق قد استفاد عقلاً فلا تصدق!!