كنت أعلم خبر اعتزال الزميل محمد البكر التعليق منذ وقت طويل، ولم أكن أود أن أكتب ذلك حتى كتبه أبو أريج بنفسه في مقاله بملحق الميدان الرياضي المتألق في جريدة اليوم، أما لماذا فلأنه خبر غير سعيد لي ولا للمتابعين الكرام. وكنت في حسابات (لعل وعسى) لكي لا يتخذ هذا القرار المحزن لنا معشر الرياضيين، فقد فقدنا برحيل البكر عن المايكروفون المتعة والثقافة والإثارة، فالبكر أكبر بكثير من أن يكون مجرد معلق يتحدث من خلف المايك ليوصف مباراة كرة قدم؛ فهو رجل مثقف ويتمتع بحس (مش معقول) ولا تكاد أي مباراة يعلق عليها أن تخرج من قبضة حسه وتوقعاته، وكما يحق ل(الجزيرة) أن تطلق عليه فقد خسرنا (زعيم المعلقين) صاحب الحنجرة الذهبية، ويحق لنا أن نحزن وأنا أعلم أن اعتزال البكر ليس بسبب في سنه فهو لا زال صغيرا، كنسبة وتناسب مع سن الزملاء المعلقين، فالكثير من المعلقين في الساحة أكبر سنا من البكر، وكذلك هناك من بدأ بعد البكر بسنوات طويلة وهو في عمر أبو أريج، كما أن البكر لا زال محافظا على مستواه فصوته الجميل وثقافته الرائعة وحسه المميز جعلوه في المقدمة دائماً، البكر ذلك الرجل البسط الشجاع الذي ارتبطت معظم منجزاتنا الوطنية الرياضية بصوته الآن يتركنا ويرحل وهو قادر على العطاء وبكل سهولة.
يا لها من خسارة فادحة، السؤال المهم والمطروح هل سنترك البكر يرحل بهذه السهولة؟ الإجابة لا، أنا لن أعلق الجرس لأني لست معنياً بالأمر ولكن سأقول باختصار (يا خسارة).
