من أهم المعضلات التي تواجه أي مجتمع عالمي تلك التي تتضمن إخضاع أفراده للتعايش الحياتي والعملي والاجتماعي وفق سياسة نظامية وقانونية تحفظ للفرد حقوقه وللقانون هيبته إذ إن العوامل المساندة والأساسية لتطبيق ذلك كالتعليم وثقافة العائلة والاستفادة من التقنية والإعلام تتفاوت في تأثيرها من مجتمع إلى آخر مما يوضح الصورة ونتائجها عندما تحدث في مجتمعين منفصلين مكانياً وحضارياً عن بعضهما البعض.
- أسوق هذه المقدمة لكي أُفتش عن تلك المسببات الرئيسة للظاهرة التي اجتاحت الملاعب السعودية مؤخراً - على غير العادة - وجعلت من غالب المباريات مسرحاً للخروج عن النص من قبل الجماهير، بل تعدى ذلك إلى تحوُّل تلك الظاهرة البكر من لعبة الفرد إلى الجماعة وهو مؤشر خطير وانعكاساته في ظل التنامي من مباراة إلى أخرى ستكون وخيمة وستتعدى مسألة الهزلية إلى العبث المتعمد وربما أمور لا يمكن تصورها مطلقاً!
- في الملاعب الأوروبية لا يتم وضع سياج يفصل الجماهير عن ملعب المباراة ومع ذلك لا يتجرأ أحد - إلا في حالات نادرة جداً - على الدخول لأرضية الميدان مهما كانت أحداث المباراة، بل في إنجلترا وهي الدولة التي يُعتبر جمهور الكرة فيها من أشرس وأعنف الجماهير العالمية لا يمكن أن يتجرأ أحد من الجماهير على ممارسة الفوضى كما يحلو له، بل إن بعض الجماهير الإنجليزية تحضر مباريات فرقها المفضلة تحت تأثيرات خارجية، ومع ذلك يحترمون النظام لأنهم يدركون عواقب أي تصرف أرعن فالقانون صارم، ولذلك تجد أغلب مشاغبات الجماهير الإنجليزية تتم خارج الملاعب الرياضية لأن فرصة الإفلات من القانون تكون كبيرة!!
- لدينا تحدث الفوضى من الجماهير وتتطاير (الأحذية) على الحكام ويتحوَّل الملعب إلى مشهد صاخب ويتسابق البعض لإظهار شجاعته أمام عدسات التلفزيون ليحظى ببريق ضوء إعلامي، وكل ذلك وسط غياب للقانون والنظام الذي يستطيع أن يقضي على تلك الظاهرة المزعجة في مهدها!!
- القانون وتحديد عقوبة نظامية لتلك الممارسات الجماهيرية المرفوضة هو من يجعل من العناصر الجماهيرية الخارجة عن النظام تعاود التفكير مئة مرة قبل أن تقدم على عمل مرفوض داخل الملعب ولأن القانون وتحديد العقوبة في سبات عميق فانتظروا المزيد من المشاهد الكوميدية التي حوَّلت ساحات ملاعبنا إلى مسارح للفوضى والعبث غير المبرر إطلاقاً.
- إن التهاون الأمني في معاقبة الخارجين عن النص الجماهيري على اعتبار أن مسؤوليات رجال الأمن تتضمن الحفاظ على أمن وسلامة عناصر اللعبة حتى انتهاء المناسبة هو نذير بتصاعُّد الخطأ فمن المحتمل أن يستغل أحد المتحمسين أو المرضى أو المدفوعين التساهل في إصدار عقوبات رادعة لهذا الموضوع من قبل الأجهزة الأمنية ويدخل أرضية الملعب لإيذاء أحد عناصر اللعبة (لاعب - حكم - إداري - مدرب)، بل ربما طعنه بسكين وعندها ربما يفيق القانون من سباته لأننا تعودنا أن نضع إشارة المرور بعد أن تموت عائلة بأكملها في تقاطع ما في هذه الأرض!!
وصفقة خروف العيد!!
لم أجد تشبيهاً لصفقة البلوي مع البرتغالي فيجو أنسب سوى طريقة شراء خروف العيد إذ يعمد المشتري إلى الذهاب قبل العيد بأيام ليشتري الخروف ويشترط بقاءه في (الشبك) عند البائع حتى ليلة العيد!1
- البلوي وقَّع - حسب كلامه - مع فيجو على أن يلعب للاتحاد بعد ستة أشهر، ليكون فيجو في شبك الأنتر ميلان حتى نهاية عقده، بالرغم من أن اللاعب ربما يُصاب أو يعتزل أو يتحجج بظروف خاصة - المتوقع - طبعاً هذا إذا سلمنا جدلاً في صحة المفاوضات!
- فيجو وقَّع مع البلوي ولم يصرح لأي وسيلة إعلامية عن هذا التوقيع!!
- البلوي يظهر ممسكاً - لوحده - بقميص الاتحاد وفيجو يرفض إمساك القميص!!
- اللاعب يصرح لشبكة سكاي الإيطالية بأن البلوي مشجع معجب وألا عقد يربطه بنادي الاتحاد!!
- أثق تماماً بأن الصفقة احترقت لأن فيجو طلب بصورة تحفظ ماء الوجه حتى ينسى الجمهور وربك يفرجها - ضاع الخروف يا معيد!!
تصويبات:
- معظم الذين يُطالبون برأس باكيتا لم يتطرقوا إلى كشف المسببات الفنية والتكتيكية مما يجعل هذه المطالب تندرج تحت مسمى (موضة الإقالات).
- إذا كان البلوي واثقاً من صفقته مع فيجو فليعقد مؤتمراً معه في إيطاليا ليرد على المشككين!!
- سقط محمد العنبر في فخ الإعلام عندما أجاز لنفسه تقييم مدربه السابق بوسيرو!!
- استقلالية الإعلامي الرياضي وعدم (تبعيته) للشخصيات النافذة هي السلاح الأقوى الذي يجلب له احترام الجميع!!
- ريشة الفنان الرائع رشيد السليم ثروة لا يمكن إلا أن نقف احتراماً وتقديراً لكامل أطروحاتها الجميلة.
- بعض الأستديوهات التحليلية أصبحت مثل محل (أبو ريالين) كله تقليد!!
- غياب الأمير جلوي بن سعود عن الساحة مؤخراً عنصر من عناصر التدهور النصراوي، فآراء سموه دائماً ما تكون بلسماً شافياً لجروح النصراويين.
قبل الطبع
أجمل صور الإنسانية أن تحترم من يستحق الاحترام.
msultan444@hotmail.com