سبق أن وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تأسيس مصرف سعودي يزاول الأعمال البنكية والاستثمارية تحت مسمى (مصرف الإنماء) برأسمال خمسة عشر مليار ريال. وقد وجه - حفظه الله - بأن تتاح النسبة العظمى من رأس مال البنك للمواطنين، حيث سيتم طرح 70% من أسهم المصرف الجديد للاكتتاب العام فيما يتقاسم صندوق الاستثمارات العامة ومؤسستا معاشات التقاعد والتأمينات الاجتماعية النسبة المتبقية والبالغة 30% بواقع 10% لكل جهة. وقد قصدت الدولة من تخصيص النسبة العظمى للمواطنين تحسين دخل المواطن ورفع مستواه المعيشي إضافة إلى تعويد المواطن على الاستثمار والادخار.
وفي لقاء صحفي مع معالي محافظ مؤسسة النقد السعودي حمد السياري (الوطن 3 - 3 - 1427هـ) وعندما سُئل معاليه عن الموعد المحدد لإطلاق مصرف الإنماء، قال إنه يصعب تحديد موعد معين نظراً لأن البنك سيكون بحاجة لتوفير الجهازين الإداري والفني اللازمين لتشغيله.
فإذا كان قد مضى على توجيه خادم الحرمين الشريفين بإنشاء المصرف قرابة العام الكامل، وإذا كان يتوقع أن يكتتب في هذا البنك الجديد حوالي تسعة ملايين مواطن، وأن الهدف من اكتتابهم هو من أجل استفادتهم من الاكتتاب وتحقيق الأرباح السنوية وبالتالي تحسين مدخراتهم وزيادة دخولهم وهو ما تهدف قيادة هذا البلد تحقيقه لمواطنيها من إنشاء هذا المصرف، وإذا كان يتوقع أن يكون المصرف أكبر المصارف والبنوك السعودية على الإطلاق حيث يتوقع أن تغطي نشاطاته كافة الأعمال المصرفية والبنكية، مما يعني حاجة المصرف لأعداد كبيرة من المواطنين المتخصصين في الأعمال البنكية والمصرفية والإدارية و....الخ، فإن التساؤل الذي يطرح نفسه هنا هو: هل قامت مؤسسة النقد بالتحرك فعلاً لتوفير تلك الكفاءات الوطنية المتخصصة لكي يتمكن البنك من تحقيق الانطلاقة المرجوة له مع بداية إنشائه؟. وهل قامت مؤسسة النقد فعلاً بالتحرك العاجل لدراسة الاحتياج الحقيقي للمصرف من الكوادر البنكية والمصرفية المتخصصة؟ وهل نسَّقت مع الجهات التعليمية والتدريبية القادرة على تأهيل ما يحتاجه المصرف من كوادر متخصصة؟
يذكر لي أحد الأصدقاء العاملين في شركة سابك أنه عندما صدر التوجيه السامي بإنشاء الشركة سارعت الشركة إلى إبرام اتفاقية مع معهد الإدارة، يقوم من خلالها المعهد بتصميم (برامج مساعد إداري) حيث تدريب وتأهيل أعداد كبيرة من الشباب للقيام بالعديد من الأعمال الإدارية والفنية في الشركة وهم يقودون الشركة حالياً، وهو ما أعطى الشركة قوة وتميزاً منذ بداياتها.
فهل قامت مؤسسة النقد بالتنسيق مع المعهد المصرفي أو مع معهد الإدارة أو مع الكليات المتخصصة في الجامعات بحيث يتم تصميم برامج ودبلومات متخصصة في العلوم البنكية والمصرفية والإدارية التي يحتاجها البنك؟ وبالتالي تهيئة كوادر متمكنة من تشغيل دفة البنك مع بدايات تأسيسه حيث سينعكس ذلك إيجاباً على تحقيق أرباح سريعة للمواطنين من حملة الأسهم بدلاً من حجز أموالهم المكتتبة لسنوات طويلة دون تحقيق الربحية المنشودة لهم، وهو ما لا يتفق مع الهدف من صدور الأمر السامي الكريم بإنشاء مصرف الإنماء.
dralsaleh@yahoo.com