يقول المهندس طارق التويجري على صفحات هذه الجريدة إنني أخاف من الإعلام الذي يخدرنا بمعنى الإعلام الذي يعطينا أكبر مما نستحق، وهذا مفهوم جميل يؤدي في النهاية إلى قبول النقد ومعالجة الأخطاء قبل وقوع الزلازل.
أنا شخصياً كتبت في مقال سابق وذكرت أن الهلال لا ينهزم إلا عندما يوجد أنصاف المدربين الذين لا يجيدون تسخير إمكانيات الفريق في الاتجاه الصحيح.
وأنا على ثقة أيضاً في قدرات الإدارة الشابة الهلالية بقيادة الأمير محمد بن فيصل بن سعود التي هي حريصة كل الحرص على مكانة الهلال وسمعته، وفي نفس الوقت أخشى أن تدخل الإدارة الذهبية الهلالية في أزمة وتصل إلى دوائر صعبة من ناحية الوقت بعد أن لامست الخطر خصوصاً بعد العروض المتردية للفريق من الناحية الفنية التي لا تحتاج إلى مجتهد، فالأمور واضحة ولا تحتاج إلى تردد في اتخاذ القرار وإحضار مدرب قادر على إعادة صياغة فنية جديدة للفريق ويستطيع أن يستمر ويظفر بالبطولات، ولا شك أن فرصة التوقف بسبب دورة الخليج يعطي وقتاً كافياً لتعديل كل الأمور الفنية.
نحن نأمل وننتظر من الأمير محمد بن فيصل كما عودنا دائماً اتخاذ القرار المناسب في هذا الوقت بعد مسلسل التفريط بالنقاط من أضعف فرق الدوري، أنا لا أرى سبباً مقنعاً في أن يخسر الزعيم كل هذه النقاط ويفقد التميّز الذي حصل عليه بهذه السهولة والسكوت على هذا الأمر أيضاً مشكلة وخصوصاً أن النادي مقبل على مشاركات خارجية.
أملنا كبير مرة أخرى في أن تسير الأمور بالاتجاه الصحيح وأن يتخلّى المهندس طارق التويجري عن مجمل قناعاته في المدرب الحالي وأن يراعي مصلحة الزعيم وجماهيره، وأذكّره بأنني لست في جانب الإعلام المخدر الذي أشار إليه حسب تصنيفه لكنني في الجانب المنصح والمحب للزعيم، واستمرار المدرب لا يعني إلا الخروج هذا الموسم بدون بطولات.
الهلال والريادة والزعامة
الحالة التي يحاول أن تعيشها جماهير نادي الاتحاد في الابتهاج والفرح بعد قضية فيجو هي نفس الحالة التي عاشتها جماهير الزعيم واقعاً ملموساً من أكثر من عقدين من الزمن عندما أحضر الزعيم كابتن المنتخب البرازيلي وأحد أهم نجوم العالم ريفالينو ورفيق الجوهرة السوداء بيليه.
لقد حقّق ريفالينو نقلة كبيرة في عالم الكرة السعودية، فقد ساهم بشكل كبير في تطوير ورفع كفاءة الأندية في الأداء الفني والحضور الجماهيري للملاعب للاستمتاع بما يقدّمه من فن أطرب الهلاليين والجماهير السعودية عموماً، بل إن تمارين الهلال شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً من مختلف المناطق داخل السعودية ومن دول الخليج ومن كافة الجاليات العربية والأجنبية التي تعيش في السعودية.
لقد اشتهر ريفالينو بتلك التسديدات الصاروخية للكرات الثابتة التي كانت لا تصد ولا ترد ولا تجد إلا شباك الخصم، فمزق الشباك وأرهب الحراس وتحول إلى قضية لدى مدربي الخصوم مما أجبر الكثير من المدربين على أن يغيّروا حراس المرمى ثلاث مرات في الموسم، لقد قسا كثيراً ريفالينو على حراس نادي الاتحاد والنصر تحديداً في إطلاق الصواريخ اللولبية الشهيرة بعيدة المدى التي لم نكن نستطيع مشاهدتها إلا بعد أن تعاد في أقل درجات السرعة البطيئة. وكان أيضاً يمتعنا بالتمريرات الذكية التي تشد كل الحضور، وشكل مع زميله التونسي نجيب الإمام ثنائياً خطيراً لا ينسى في تاريخ الكرة السعودية.
لقد أمضى ريفالينو ثلاث سنوات في الهلال كانت مليئة بالفنون الراقية وأعطى الزعيم كل ما لديه من خبرة وفنون والأهم أعطاه البعد الإعلامي في كل العالم وأكاد أجزم أن الملاعب السعودية لن تشهد صفقة ناجحة للاعبين الأجانب الذين قدموا لبلادنا مثل ريفالينو كابتن المنتخب البرازيلي.
لا أعتقد أن هناك مجالاً للمقارنة بين صفقة الاتحاد مع فيجو حتى وإن تحولت إلى حقيقة وبين صفقة الزعيم مع ريفالينو قبل أكثر من عشرين عاماً، لا أعتقد أن فيجو سيخدم الاتحاد مثل ما قدّم ريفالينو للهلال فيجو باعتقادي هو امتداد لبيبتو ودنيلسون وغيرهما من الذين يأخذون أكثر مما سوف يقدمون.في الختام الهلال هو صاحب الريادة والزعامة في الواقع وليس الخيال.
همسات
* من حق عضو الشرف الداعم مكافأة اللاعبين بعد الفوز على الهلال وكان الأجدر به أن يشمل مدرب الهلال بهذه المكافأة لأنه يعلم لو أنه بلط البحر فلن يهزم الزعيم إلا بعد خمسين عاماً.
* رئيس نادي الاتحاد لا يفرق في التفاوض بين الأندية العالمية والخطوات التي يجب أن تتبع في هذا المجال وبين بعض الأندية المحلية، الأمر بطبيعة الحال مختلف ويجب أن يراعي أبو ثامر هذه الأمور حفاظاً على مكانة العميد وجماهيره ومصداقيته.
* فيصل عبد الهادي يثبت كل يوم أنه غير قادر على تحمل المسؤولية.
* لا نريد من إدارة الهلال أن تدخل في مواجهات إعلامية مع أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم وتنسى الأهم في إحضار مدرب يقود الهلال حتى نهاية الموسم، للمعلومية مدرب البرتغال برازيلي اسمه سكولاري.
* أثبتت نتيجة النصر والكويت مكانة الكرة السعودية المتميِّزة خصوصاً إذا علمنا أن الكويت متصدر الدوري الكويتي والنصر العاشر في الدوري السعودي وهذه رسالة لكل من يحاول المساس دائماً بمكانة الكرة السعودية، نتمنى للنصر المزيد من التوفيق.
* لا يزال وجود رجال الأمن داخل الملاعب أقل من المطلوب مما سيدفع بكثير من المشاغبين إلى الدخول إلى داخل الملاعب.
* ما زالت قنوات art تعاني من عيوب فنية أثناء النقل التلفزيوني وخصوصاً في الصوت.
* الممرات المخصصة لرياضة المشي التي أنشأتها البلدية وخصوصاً في طريق الملك عبد الله شيء جميل وتُشكر عليه البلدية لكن لا يزال كثيرون من الذين يمارسون المشي يشوّهون جمال المكان برمي القمامة في الطريق على الرغم من وجود حاويات مخصصة لرمي القمامة، نأمل الاهتمام في هذا الجانب من قبل الذين يمارسون هذه الرياضة بالاهتمام بالنظافة وخصوصاً طلبة كلية الأمير سلطان.
* يقال إن هناك جريدة متخصصة لا تريد أن تنتقد أو تتطرق إلى أحد رؤساء الأندية الأثرياء. إذا صدقت هذه المعلومة عن هذه المطبوعة الملونة فنحن فعلاً نعاني في إعلامنا الرياضي.
Maysay777@hotmail.com