شكلت التداعيات والتطورات الأخيرة في رياضة بلدنا ما يشبه الأزمة الرياضية التي استوجبت استنفار الكثير من المهتمين وغير المتابعين فنجد كثيرا من الحبر انسكب على أعمدة كتاب بمختلف الصحف والمطبوعات لم يتطرقوا للرياضة يوما ولم يروا ما يستوجب التطرق لها، وتعاملوا معها كأنها مجال ترفيهي ومنافسة رياضية ذات أهداف سامية تعنى أولا وأخيراً برعاية الشباب وتثقيفهم.
بيد أن خروج الرياضة عن مسارها وأهدافها وتولد أزمة احتقان (حقيقية) دفع هؤلاء وغيرهم إلى قراءة الواقع، فالكل كتب وشخص الحال من وجهة نظره والكل بكى على واقعنا، وأجمعوا على أن هذا الاحتقان والوضع الحالي سيولد انفجارا لا يحمد عقباه شئنا أم أبينا الرياضة في بلدنا حيث إنها هي الهم الأول لكثير من فئاته وأطيافه بمختلف الأجناس.
أول خطوات العلاج وليس آخرها هي الاعتراف بالخطأ ووقوعه وعدم وضع الرؤوس بالتراب ومواجهة الواقع ولو كان أليماً.
بداية الخروج عن المسار الذي عاشته الرياض في لقاء الهلال والنصر، وتلا ذلك حرق للأعلام والمدرجات والشغب في جدة؟ أي أن المسألة بدأت شيئا وشيئا في التوسع والتطور إلى المجهور.
وأكثر ما يزيد الاحتقان وحدته هو ردة فعل الاتحاد السعودي مع الأحداث، وهذا التجاوب لا يتعدى كونه استفزازا آخر للجماهير والمهتمين.. القرارات ذاتها مكررة في كل موسم ومناسبة إحلال لجنة وإسناد أخرى.. بينما واقع (الخطأ والاعتراف والإقرار به) لم يبت به بعد.
في إيطاليا لم يترددوا بردع أكبر وأعرق الأندية الإيطالية السيدة العجوز (جوفونتس) وتجريده من ألقابه (المشبوهة) وتغريمه مالياً وإنزاله إلى الدرجة الثانية.
وقبل ذلك كان مرسيليا الفرنسي بطل أوروبا لقي نفس المصير بالعقوبات والغرامات.
ولهذا نجد تلك الدول رياضيا تسير وفق نهج واضح وثابت إلى المقدمة.
بينما نحن من سيئ لأسوأ، والسبب هو واقعنا الذي نتهرب منه.
الخطوة المقترحة الأخرى هي وضع قسم يؤديه الحكم حال ترشيحه للانضمام إلى الاتحاد السعودي، وفي هذا رادع سلوكي وديني أكبر وأهم من العقوبة وتأثير الإعلام على الحكام.
ومن المقترحات أنه آن الأوان لتصفية إعلامنا من أقلام النشاز، وأن يقتصر دور إعلامنا على حدود الخبر والتحليل بعيدا عما يهيج المدرج، ويزيد حدة التوتر، وأن يكون كتّاب الأعمدة والمؤثرون بالرأي من النخبة (وهم قلة).
في أعلام الدول المتقدمة رياضيا من الممنوع التطرق للحكام من بعيد أو قريب احتراماً له بصفة رجل القانون داخل الملعب.
متمنين لوطننا ورياضييه الرقي والتطور
والله يحفظكم ويرعاكم.
عصام بن محمد الغفيلي/ محافظة الرس