* مثلما تتغنى الشعوب بذهب أرضها (الأصفر) القمح، وتتغنى شعوب أخرى بذهب أرضها (الأبيض) القطن، وتتغنى شعوب غيرها بذهب أرضها (الأخضر) الزيتون، لمَ لا نتغنى بذهب أرضنا (الأسود) النفط؟ باعتباره ثروتنا التي وهبها رب العزة لأرضنا المباركة التي كانت طوال تاريخها كلحاء ملحاء جرداء سوى من بعض نخيلات تتأود في واحاتنا الصغيرة المتناثرة على جسد الجزيرة العربية، ونقول لماذا لا نتغنى بالنفط بعد أن أوسعناه شتماً (كرمال) عيون إخواننا العرب الذين يبدأون نضالهم الثورجي الكلمنجي عادة بشتم ثروتنا الوحيدة وكأنها هي الوحيدة ال(كخة) بين سائر الثروات التي تتغنى بها الشعوب بينما ثرواتهم هم هي (عال العال) التي لا تطالها الشتيمة من بعد ومن قبل بينما كل هذه الثروات التي نحترمها إلا ثروتنا ويا للأسف الشديد هي مصدر الدخل القومي لتلك الشعوب وتلك البلاد. وقد تبيّن لنا على رؤوس الأشهاد كمية الحقد التي يحملها بعض إخواننا العرب سامحهم الله حينما أقدم الرئيس الراحل صدام حسين على احتلال الكويت على نفطنا العزيز، إذ إنه حينما لم يستطع أن يوزعه بالمجان قام بإحراق كل آبار الكويت حتى لا يستفيد منها أحد ولكن مشيئة الله أرادت أن تخمد نار الحقد والضغينة وعاد نفط الكويت يحقق المزيد والرفاه لأهله الحقيقيين - أهل الكويت - وهذا الأمر يذكّرني بكاريكاتير نشره أحد الزملاء في إحدى صحفنا المحلية يمثّل عدة صناديق كتب تحت أحدها على ما أذكر (برتقال فلسطين للفلسطينيين)، وتفاح لبنان للبنانيين بينما النفط كتب تحته نفط الخليج للعرب، وهذا الكاريكاتير يذكِّرني أيضاً بما قاله صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في إحدى أمسياته الشعرية في الكويت، إذ قال لماذا حينما كنا فقراء في هذه المنطقة لم نطلب من الإخوة العرب أن يقاسمونا قمحهم أو يشاركونا في قطنهم أو يناصفونا زيتونهم، ولماذا هم اليوم يطلبون منا أن نقاسمهم نفطنا.
* *
على أية حال إن الذي دعاني لأن أطرق هذا الموضوع هو فرحي الهائل باختراع شاب سعودي اسمه عشوان آل عشوان ل(قُمعٍ) مزدوج لإطفاء حرائق النفط والغاز خلال ساعات ويقلّل من التلوث البيئي الناتج من الاحتراق ويعمل على توفير الجهد والمال (بحسب ما نشر في صحيفة الجزيرة)، وقد نبعت هذه الفكرة الرائعة من خلال مشاركة الأخ آل عشوان في إطفاء آبار النفط في الكويت. وهذا الاختراع برأيي المتواضع هو أروع هدية للوطن يقدمها أحد أبناء الوطن، لذا فليرفع له أبناء الوطن قبعة الإعزاز والتبجيل وليقولوا له قُدماً إلى الأمام.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7555» ثم أرسلها إلى الكود 82244