الأمير تركي بن خالد يقول عنه البعض إنه سبق عصره فيما يرى آخرون أن فكره وفلسفته من المستحيل أن تطبق على واقعنا الرياضي المتأخر إلى حد ما، حضر سموه للوسط الرياضي بأفكار جديدة ونجح في تطبيق سياسات لم تطبق من قبل عندما منح مدرب المنتخب كل الصلاحيات الإدارية بجانب الفنية طبعا، ونظرا لأنه رجل مختلف ويبحث عن عمل منظم فقد قرر ترك الوسط الرياضي بتقديم استقالته من عضوية اتحاد الكرة والإشراف على المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لأنه فيما يبدو لم يجد البيئة التي تخدم أفكاره ورؤاه، هذا الرجل الذي كسب احترام الكثيرين نستضيفه اليوم في (الجزيرة) ليتحدث معنا حول كل الاستفهامات التي طرحت عليه بوضوح وشفافية، لن نطيل عليكم فإلى الحوار:
* أجرى اللقاء - أحمد العجلان:
* سمو الأمير قدمت استقالتك من اتحاد الكرة في ظروف تبدو غامضة للبعض، حدثنا عن هذه الاستقالة.
- استقالتي كانت نابعة من مسألة (مبدأ) وكان ذلك عام 2004م، والقصة أننا قدمنا خطة عمل وبرنامج كامل للمنتخب لمدة أربع سنوات مقبلة من عام 2002م حتى عام 2006م وكان البرنامج كاملا بما فيه من ميزانيات ومباريات ودية وتم اعتماده في خطه استراتيجية للمنتخب، وكان المنتخب يتجه في طريق جيد بعد إخفاق 2002م والخسارة بثمانية أهداف من ألمانيا حيث كان هناك إحباط في الشارع الرياضي السعودي ومطالبة بإعداد المنتخب لمونديال 2006م، وعلى الرغم من أن المنتخب لم يكن مطالبا ببطولات إلا أننا نجحنا ولله الحمد في الحصول على كأس العرب والخليج والتأهل لكأس آسيا وأيضا خرج لنا لاعبون مميزون صغار في السن لم يكونوا أساسيين في المنتخب والآن نراهم مستمرين في المنتخب الأول أمثال سعود كريري وياسر القحطاني ومبروك زايد وحمد منتشري وهؤلاء الآن أعمدة للمنتخب بالإضافة إلى أن هناك لاعبين آخرين كان بالإمكان أن يستمروا لولا بعض الظروف مثل حمد العيسى وبندر تميم وأحمد الخير وسعيد الودعاني، وفي السنة الثانية من الإعداد تم إقرار دوري أبطال العرب ما جعل المواعيد المتفق عليها تختلف تماما حيث كنا من شهر أكتوبر عام 2003 ونحن نحذر من كأس آسيا والبرامج المعدة لها وتحدثنا في ذلك للإعلام ولم تكن خافية على الناس وفي شهر فبراير من عام 2004 خرج مدرب المنتخب فاندرليم وذكر أن وضع المنتخب في كأس آسيا سيكون صعبا جدا، وتسببت هذه اللخبطة في نكسة ذلك العام ولم يتأثر المنتخب فقط حيث تأثرت الأندية فخرج ناد كبير مثل الهلال من بطولة آسيا بخسارة خماسية من فريق الشارقة كذلك بقي فريق الاتحاد في آخر قائمة مجموعته في البطولة العربية، كل هذه الأمور دفعتني إلى الاستقالة لأنه باختصار إذا لم تستطع أن تعمل وفق خطة معينة فمن الأفضل أن تترك المجال لمن يستطيع العمل في ظروف مثل هذه.
* يقال إن استقالتك كانت ردة فعل لأنه لم يؤخذ رأيك في إقالة المدرب فاندرليم؟
- فاندرليم مدرب تعاقد مع الاتحاد السعودي لكرة القدم والهدف هو أن يقدم عملا للمنتخب السعودي إذا كان في بقائه مصلحة للمنتخب فنحن نرحب بها والعكس صحيح وليس صحيحا أنني استقلت لإقالة المدرب والدليل أنني قدمت استقالتي قبل ذلك مرتين للسبب نفسه ولكن الأمير سلطان بن فهد يرفض الاستقالة، وعموما نحن قلنا عن المدرب إياه إنه سيأخذ فرصته حتى عام 2004م إذا نجح فيها وإلا نستبدله أو نضيف إليه مستشارا فنيا يعمل معه.
* أنت تتحدث عن خطط وبرامج بعيدة كل البعد عن وسطنا الرياضي، ألم يكن من المفترض أن تتعايش مع الوسط وفق حالته؟
- هناك أبناء للوسط الرياضي أنا لا أنتقدهم ولكن هذا واقعهم وهو أنهم يريدون أن يبقوا في الوسط الرياضي أطول مدة ممكنة أيا كانت الظروف وهذا من حقهم، وهناك ناس خارج الوسط الرياضي بما فيهم أنا نعتقد أن لدينا شيء من الممكن أن نضيفه لرياضة بلدنا ولدينا فكرة معينة إن استطعنا أن ننفذها فهذا شيء جيد وإن لم يكن فمن الأفضل أن نخرج من الوسط لنترك الفرصة للآخرين والهدف ليس فقط التواجد في الوسط الرياضي لمجرد التواجد.
* يتحدث البعض عن أنك خرجت وأنت على خلاف مع اتحاد الكرة؟
- أبدا غير صحيح، فمن الأشياء الرائعة في الاتحاد السعودي لكرة القدم هو التعامل برقي ابتداء من الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل إلى كل أعضاء اتحاد الكرة ولم تكن هناك خلافات ولكن كانت هناك اختلافات في وجهات النظر فأنا مثلا كان همي الأول المنتخب لأنني المشرف عليه في حين أن لهم حسابات مختلفة ويكون المنتخب أحيانا ليس له الأولوية، والدليل على كلامي أنه بعد استقالتي ب6 أشهر عندما حصلت الخسارة في بطولة كأس الخليج بقطر ظهر شعار (المنتخب أولا) وأنا أترك لكم تفسيره.
* أبو محمد أخبرنا عن فلسفتك في المنتخب السعودي عندما كنت مشرفا؟
- فلسفتي في المنتخب أعتقد أننا نجحنا فيها بأشياء كثيرة طبعا سأترك النتائج للناس ولكن دعني أقول لك عن وجودي مع المنتخب حيث كان على فترتين الأولى قبل كأس العالم 2002م وكان الوضع قائم بوجود مدرب وإدارة وأنا كنت إضافة فقط على المنتخب ولم يكن لي دور كبير في المنتخب ولكن بعد كأس العالم أنا من قمت بكامل المسؤولية وكذلك أحضرت المدرب وعملت كل شيء من الأول للآخر ومن خلال كل ذلك أثبتنا أنه بالإمكان التخطيط الاستراتيجي إلى أربع سنوات مثل ما فعلنا بعد كأس العالم 2002م، وكذلك كان هناك قدرة على إحلال لاعبين صغار إلى المنتخب والدليل أن الفرق في أسماء اللاعبين المشاركين في كأس العالم باليابان اختلف كثيرا عن المشاركين في ألمانيا، أيضا السنتان الوحيدتان اللتان مرتا على المنتخب السعودي الذي لم يأخذ فيها لاعبي الأندية أثناء مشاركات الأندية سواء الداخلية أو الخارجية ولم يكن هناك فريق لم يشارك معه لاعبوه الدوليون سوى النادي الأهلي بسبب أنه أجل إحدى مبارياته باختياره، وأيضا نحن وضعنا طريقة معمول بها في أوروبا وهي أن المدير الفني هو نفسه المدير الإداري ونجحت هذه الطريقة ودليل ذلك أنه خلال هذه السنتين شارك المنتخب في حوالي 30 مباراة ولم يحصل فيها المنتخب سوى على بطاقة حمراء واحدة وكذلك حوالي 23 بظاقة صفراء وعدد هذه البطاقات أقل من عدد المباريات وأيضا كانت هناك رعاية تجارية للمنتخب على طول الفترة وليس قبل كأس العالم فقط كما كان سابقا وهذه الرعاية التجارية يصرف منها على بعض احتياجات المنتخب إلى أن تتطور لتشمل كافة مصاريفه.
* سمو الأمير.. هل تحاول أن تخرج نفسك من دائرة اتهامات فشل المنتخب في مونديال 2002م عندما كانت هناك مشكلات إدارية كبيرة في المنتخب أبرزها مشاركة الدعيع المصاب ومشاجرة محمد نور مع خوجلي؟
- أولا: المواضيع التي نتطرق إليها وتكون من الماضي ليس هدفي فيها أن أبرر بقدر ما أنا أريد أن يستفيد الآخرون من هذه الإشكالات، ولو تحدثنا عن عام 2002م فقد كان الوضع غريبا وشخصيا أعتقد أن كل من سافر في البعثة من أصغر مسؤول إلى أكبر مسؤول وكذلك اللاعبون يشاركون في الإخفاق، وأنت ذكرت لي عن إصابة محمد الدعيع وهو لاعب كبير وليس صغيرا ومن المفترض لو كانت لديه إصابة أن يتحدث عنها والإصابة التي تتحدث عنها لم يكن لدى الأمير نواف بن فيصل رئيس البعثة خبر عن هذه الإصابة ولا لدي أنا كمشرف وكذلك لا يعلم عنها شيء مدير المنتخب ولا المدرب وكذلك الطبيب، وأنا أتساءل: كيف يلعب الدعيع ويغامر بسمعة بلده وهو مصاب؟
ولماذا لم يصرح بهذه الإصابة بعد المباراة الأولى واستمر يلعب كل المباريات؟
* حتى هذه اللحظة لا تعلم شيئا عن هذه الإصابة؟
- أنا بعد نهاية المونديال سمعت عن هذه الإصابة وسألت فقالوا لي إنها عبارة عن إصابة حصلت له في نهائي الدوري بين الهلال والاتحاد وتعافى الدعيع منها، وبغض النظر عن أي شيء فهناك لاعبون كبار أصيبوا وابتعدوا عن اللعب مثل سامي الجابر الذي أصيب بعد مباراة المانيا فلم يشارك أمام الكاميرون قبل أن يبتعد عن المباراة الأخيرة بسبب عملية الزائدة التي أجراها ولا يوجد لاعب واحد يعتمد عليه المنتخب مهما كان اسمه فالأولوية للاعب الجاهز، وعلى العموم الدعيع يعتبر أكثر من خدم المنتخب في تاريخه وله عندي مكانة خاصة.
* ماذا عن محمد نور مع الخوجلي عندما كسر إصبعه؟
- أي معسكر يكون خلاله مشادات حتى معسكر المنتخب الأخير قبل كأس العالم الأخيرة كانت هناك مشادات بين اللاعبين كتبت بعض الصحف عنها، ونحن سبق أن وضحنا ما حصل بين خوجلي ونور وهو أنهما وهما في جلسة ودية مع باقي اللاعبين كانت هناك مشكلة وليدة اللحظة انتهت بعد ذلك فورا ولم تكن على ترسبات قديمة ولكن هذه المشكلة ظهرت على السطح لأن المنتخب خسر، عموما لا يوجد أي معسكر دون مشكلات فلك أن تتخيل أن 25 شابا يبقون مع بعض في معسكرات طويلة فلا بد من ظهور المشكلات، وعلى فكرة كان بإمكاننا أن نخفي الموضوع ونقول إن خوجلي تعرض للإصابة في التمرين أو ما إلى ذلك مثلما يحصل في كثير من الأحيان سواء للفرق أو المنتخبات، ولكن نحن مع الصراحة حتى لو كانت لا تعجب البعض.
* سمو الأمير أنت من اختار المدرب فاندرليم.. ألا تعتقد أنك لم توفق في اختياره خصوصا أن تاريخه ضعيف؟
- على العكس أنا مقتنع بذلك الاختيار تماما، لأنه كان مناسبا لفكرة إعداد المنتخب لمونديال 2006م وهو لم يأت من فراغ بل هو مدرب جاء من فريق أجاكس الهولندي قبل أن يكون مساعدا لمدرب برشلونة وعندها حققوا مع برشلونة بطولة إسبانيا وأوروبا وكأس العالم (إنتركونتننتال) والمساعدين الذين عملوا مع آد فوكات آنذاك هم فاندرليم وريكارد مدرب برشلونة الحالي ومورينهو مدرب تشيلسي وكل هذا الثلاثي مدربون طموحون ونحن كنا نبحث عن مدرب طموح آنذاك واخترنا فاندرليم، وأنت تعلم أن المدرب الطموح هو من ينجح دائما مع المنتخب مثل كارلوس ألبرتو عندما حضر للمرة الأولى فقد نجح لأنه كان اسما صغيرا وكبر مع المنتخب وفشل عندما حضر وهو اسم كبير، وكذلك ليوبنهاكر، عموما نحن آنذاك اخترنا اسما صغيرا وطموحا ليكبر معنا وفاندرليم الأرقام تقول إنه شارك في ثلاث بطولات وتصفيتين ونجح في الفوز ببطولتين وتأهل في تصفيتين وخسر في البطولة الأخيرة التي حذر منها وهي كأس آسيا ونحن مع فاندرليم لم نخسر خلال سنتين سوى في كأس آسيا ووصلنا إلى المرتبة 21 على مستوى تصنيف فيفا وهي أفضل مرتبة للمنتخب في تاريخه.
* لماذا لا تفضل وجود مدير للمنتخب عندما أبعدت فيصل عبدالهادي عن المنتخب؟
- أولا: يجب أن يوجه الشكر لجميع من شارك في خدمة الوطن من خلال المنتخب ونحن لم نبعد فيصل عبدالهادي فقد كان هناك تشكيل جديد للمنتخب من جميع النواحي الإدارية والفنية وأنا أرى أن المدير الإداري تكون لديه سلطة وكذلك المدرب لديه سلطة وأحيانا تتعارض هاتان السلطتان وقد يقع المسؤول في حرج فقد يمتدح لك المدرب عطاء لاعب معين فتفاجأ بأن المدير الإداري يرى أنه غير منضبط ففي هذه الحالة ماذا سيفعل المسئول، لذلك من الأفضل أن يكون هناك شخص واحد مسئول عن هذه الأمور كلها، وتم إسناد هذه الصلاحيات للمدرب فاندرليم.
* المعروف أن ميولك نصراوية، هل أثر ذلك على إدارتك المنتخب السعودي؟
- أولا: لا يوجد شخص في الوسط الرياضي بلا ميول ونصراويتي ما أعتقد أنها اتهام وهناك نصراويون وهلاليون واتحاديون وأهلاويون وغير ذلك يستغلون مناصبهم في خدمة أنديتهم، وسأتحدث عن نفسي فأنا يهمني نجاحي كشخص أكثر من النصر ولا أريد أن أستشهد بالوطنية حتى لا يأخذ الموضوع منحنى آخر، لذلك فأنا مع اللاعب المفيد للمنتخب أيا كان ناديه سواء كان لاعبا نصراويا أو من أي ناد آخر، وأتمنى أن تنتهي هذه التهمة التي تلاحق المنتسبين للوسط الرياضي، لأنه لا يتحدث عن هذه الأمور سواء البعدين عن مسؤوليات الوسط الرياضي، لأن المنتسبين للوسط علاقاتهم قوية ببعضهم البعض، فلاعبو الأندية المتنافسة تقليديا تجدهم قريبين من بعض وعلاقاتهم كبيرة ببعضهم البعض ولا يشعرون بما يتحدث الناس عنه.
* سمو الأمير دعني أعطيك بعض الشواهد، مثلا استبدال المدافع أحمد خليل بمحسن الحارثي قبل مونديال 2002م وكذلك ضم لاعبين لا نعرف أين هم الآن ولم يكونوا يقدمون مستويات جيدة مع النصر أمثال الحلوي والجنوبي وأحمد الخير؟
- بالنسبة لأحمد خليل والحارثي فهي تكرار لما حدث في كأس العالم 94م عندما قيل إن فهد الهريفي أخذ مكان يوسف الثنيان وكذلك الحال لكأس العالم 98م عندما قيل إن إبراهيم ماطر أخذ مكان خالد التيماوي في المنتخب، في تلك الفترات لم أكن موجودا وعلى فكرة هناك من قال لي أنا شخصيا إنني أجامل لاعبي الهلال على حساب لاعبي النصر والأندية الأخرى مثل ضم عمر الغامدي قبل كأس العالم 2002م، وبالنسبة للحلوي والخير والجنوبي فلأنك ركزت على نادي النصر وإلا فنحن ضممنا لاعبين كثرين وهم مغمورون أمثال حمد العيسى وسعيد الحربي ومحمد الفيفي وحمد هادي لاعب نادي الشباب وفهد الشمري وغيرهم مثل ياسر القحطاني الذي ضم إلى المنتخب وتحدثوا بأننا جاملناه في حينه وأيضا هناك مثل كامل موسى انضم إلى المنتخب وكانت الفترة الأولى من البرنامج فترة تجربة للأسماء وعموما أنا في ذلك الوقت لم أظلم لاعبي النصر الذين يختارهم مدرب المنتخب من أجل أن أبعد تهمة مجاملتي للاعبي النصر وعلى العموم الأسماء السابقة شاركت في بطولات فاز بها المنتخب ولله الحمد.
* هل كنت تصرف على المنتخب السعودي إبان إشرافك عليه؟
- المنتخب السعودي ليس وسيلة لأي واحد بأن يصرف عليه وليس مجالا لأي شخص بأن يستعرض عضلاته من خلاله واتحاد القدم قائم بالمصاريف كلها وأنا لم أكن أصرف على المنتخب وأنا أقول ذلك حتى لا تكون هناك ملابسات.
* انسحبت من عضوية النصر الشرفية عام2000م ولم تعد حتى الآن، متى سنشاهدك من جديد قريبا من البيت الأصفر؟
- أنا علاقتي مع كل إدارت النصر كأشخاص ممتازة كما هي علاقاتي مع كثير من إدارات الأندية وأنا اعتذرت عن شرفية النصر من عام 2000م ولست الآن داعما أو متابعا دقيقا والانتساب إلى النصر ليس عيبا بل يتشرف به من ينتسب إليه هو وكافة أنديتنا الرياضية لكن أنا لا أريد أن أنسب لنفسي شيئا ليس لي فضل فيه من حيث الدعم، وبالنسبة لعودتي إلى النصر وتركيبة الأندية مع أعضاء الشرف ككل لا تناسبني.
* ما هي التركيبة التي تناسبك للعودة؟
- يا أحمد عودتي ليست قضية ولكن دعني أتحدث عما أراه مناسبا للرياضة السعودية، فأنا أعتقد أن الكرة السعودية نجحت كثيرا ولكن أعتقد أنه آن الآوان لتتغير آلية العمل لا سيما في ظل تطور الآخرين ويكون ذلك من خلال تطوير الموارد وقبل ذلك احتراف الإداريين ومن ثم تتجه الأندية نحو أن تكون مراكز ربحية قبل أن تصل إلى التخصيص، أما أن تكون الأندية عبارة عن اجتماعات وتبرعات فبذلك لن نتطور، لأنه لا يوجد لدينا أحد محترف سوى اللاعبين فقط وهذا خطأ.
* هناك بعض أسماء لصحافيين ارتبطوا في المنتخب السعودي عندما كنت مشرفا على المنتخب، باتوا مؤخرا منتقدين بشكل كبير لسياسة اتحاد الكرة، ما رأيك؟
- أولا: أنا لست من يختار من يمثل الصحف مع المنتخب ومن المفترض أنه لا يختار الصحافيين للمشاركة مع المنتخب غير المسؤولين في الصحف أما آراؤهم فهي تعنيهم هم ولا دخل لي بها، وأنت يا أحمد سبق أن غطيت المنتخب إبان إشرافي وامتدحته آنذاك وانتقدته فيما بعد وما ينطبق عليك ينطبق على الآخرين.
* هل أدار تركي بن خالد المنتخب كما أدار صديقه الأمير عبدالله بن مساعد نادي الهلال في ظل تقارب توجهاتكم؟
- أول شيء عبدالله بن مساعد صديق لي فعلا وهو أقرب شخص لي في الوسط الرياضي، ولكن نحن نختلف فالظروف التي واجهت عبدالله مختلفة عن الظروف التي واجهتني وكذلك النتائج مختلفة ولا أعني أنه أفضل أو أنني أنا أفضل وأنا أعتقد أن عبدالله بن مساعد وأناسا كثيرين أمثاله ممن هم خارج الوسط ممن يملكون نفس توجهاته يجب أن يعودوا إلى الوسط الرياضي، وعموما أنا وعبدالله قد نتفق على كثير من المبادئ ولكن التنفيذ يختلف فهو يتفوق في نواح وقد أتفوق أنا في نواح أخرى.
* في فترة ماضية ظهرت أنباء عن ترأسك لنادي الهلال، ما هي القصة كاملة؟
- أنا أشكر نادي الهلال وأعضاء شرفه على هذه الثقة لطلبهم أن أكون رئيسا لناديهم وكان ذلك في فترة ما بعد رئاسة الأمير بندر بن محمد وقبل رئاسة الأمير سعود بن تركي، وما حصل أن الأمير بندر بن محمد اتصل بي وطلب مني أن أرأس الهلال فقلت له: أنت تعرف من أنا وتعرف ميولي
فكان رده: إنك تركت عضوية شرف نادي النصر فذكرت له أنني تركت عضوية النصر ولكن لم أتخل عن ميولي، وأنا تحدثت مع الأمير بندر وقلت له إنني أريد رأي أعضاء الشرف وحددت له 15 اسما تقريبا وعاد لي الأمير بندر وذكر لي أنه تحدث مع هؤلاء الشرفيين وكلهم يباركون الخطوة وأنا بهذه المناسبة أشكرهم جميعا وخصوصا من اتصل بي وهم الأمير هذلول بن عبدالعزيز والأمير فيصل بن سلطان والأمير خالد بن طلال وكذلك الأمراء وعبدالله بن مساعد ونايف بن أحمد، حيث حصل بيني وبينهم اتصال وكانوا مؤيدين لرئاستي الهلال ولكن لم تتم لظروف معينة.
* يقال إن عرض رئاسة الهلال كانت عملية تمت إدارتها من إعلامي، ما صحة هذه المعلومة؟
- أنا لا أعلم شيئا عن ذلك وكان من اتصل بي هو الأمير بندر بن محمد.
* سمو الأمير هل كان لك دور في إبعاد بعض الصحافيين من الوسط الرياضي؟
- لا، لم يحصل ذلك أبدا.
* دعني أعطيك شواهد معينة، فأنت من وقف خلف (فصل) صحفيين عندما اتصلت برئيس تحرير إحدى الصحف في الجريدة لهذا الغرض؟
- أنا لم أفصل أحدا ولم أسع إلى فصل أحد وبإمكانك سؤال رئيس التحرير، وهل يرضى بأن يفصل محرريه من خلال أي شخص كان، وأنا أتمنى ألا ترمى مثل هذه المواضيع علي أنا أو غيري ولكن ابحث عن الأسباب الحقيقية التي لا تعنيني، ولا دخل لي بها، وأتمنى ألا يبرر إبعاد أي أحد برمي ذلك علي أنا أو على غيري.
* صحيفة (شمس) أنت مؤسسها.. حدثنا عن فكرتها وسياسة الجريدة؟
- أنا دارس إعلام، وتخرجت في جامعة الملك سعود وحصلت على بكالوريوس إعلام قبل أن أكمل دراستي في أمريكا وحصلت على الماجستير في الإعلام من هناك، ومشروع (شمس) قديم وموجود لدي قبل دخولي الوسط الرياضي وعطلت هذا المشروع عندما دخلت الوسط حتى لا تتعارض المصالح، وعموما الجريدة تستهدف الشباب حتى موظفوها وكتابها شباب ولم تصل حتى الآن إلى المرحلة التي نريد، ونحن قد حددنا ثلاث سنوات من أجل قياس نجاح الجريدة، ولكن ولله الحمد، السنة الأولى من عمر الجريدة تبشر بالخير، حيث قدمنا أفضل مما كنا نتوقع.
* هل تعبر (شمس) عن أفكارك؟
- لا، الآن (شمس) تشكل لنفسها ملامح، وهي تعبر عن فكرتي كجريدة موجهة للشباب لكنها لا تعبر عن أفكاري من خلال ما يطرح فيها، لأنها جريدة تمثل كل الآراء التي لا تجتمع في شخص واحد.
* في حوار بهذه الصحيفة امتدحك بتال القوس كثيرا، لكنه قال إنه كان ينتظر منك وقفة أكبر لأنه يعرف من هو تركي بن خالد، ما هو تعليقك؟
- أول شيء سأقول لك شيئا وهو أن بتال صديق لي قبل أن يكون رئيس تحرير وأنا من اختاره لهذه المهمة، ولو عاد الوقت إلى الظرف نفسه لاخترت بتال مرة أخرى، ولكن المعروف أن رئيس التحرير في أي مكان بالعالم هو من يتحمل أي شيء ينشر في الصحيفة، وعموما نحن في (شمس) نمشي على خط واضح والجريدة مراقبة من وزارة الإعلام قبل الصدور ونحن في القضايا الشائكة نستنير برأي مختصين وعلى رأسهم سماحة المفتي وهناك صحف ومجلات تقوم بما قامت به (شمس) ولكن تم التركيز على (شمس).
* هل يعني هذا أنك لم تتخل عن بتال؟
- لا، لم أتخل عنه، ولو تخليت عنه لما ضحيت به قبلما تتوقف الجريدة وهناك نقطه معينة وهي أنه ليس من الممكن قطع رزق أكثر من مائة شخص من أجل قضية خاسرة وهي أن أكون ضد الجهات المعنية في الدولة.
* هل خسرت (شمس) بتال؟
- أي شخص عمل مع (شمس) وترك الجريدة لظروف غير طبيعية فقد خسرته (شمس).
* يلاحظ أن طاقم الجريدة نصراوي وفيما يبدو لي أنك ماض نحو صنع جيل جديد من الصحافيين والكتاب النصراويين؟
- أولا: ليس صحيحا أن طاقم الجريدة نصراوي كما ذكرت وأنت تعرف بتال القوس فهو شخص ميوله لا تؤثرعلى عمله، وقد قام في بادئ الأمر بتعيين رئيس للقسم الرياضي ذي ميول هلالية وهو أحمد الفهيد، وكل الأمور متروكة لرئيس التحرير والآن رئيس التحرير خلف الحربي ليست له علاقة بالميول والأندية، وفي (شمس) صحافيون هلاليون ونصراويون وأهلاويون واتحاديون ولكن قد يكون النصراويون يعتقدون أن هذه الجريدة ستعطيهم مساحة أكبر وهم مخطئون، لأنهم سيأخذون حقهم مثل باقي الأندية والجريدة ليست محسوبة على أحد ولا تحاول أن ترضي أحدا وحتى عدد الكتاب بمختلف ميولهم متقاربون وما يهمنا هو الجريدة نفسها، فكاتب الرأي يعبر عن رأيه أما الصحيفة بشكل عام فهي ما تهمني، وعموما نحن تأتينا شكاوى كثيرة من إدارة نادي النصر وانتقادات لنا من النصراويين، أضف إلى ذلك أنه تم تنسيق أحد لاعبي النصر بسبب حوار عمله في (شمس) (يقصد سعد الزهراني) ونحن لسنا مع نادي النصر ولسنا مع الهلال ولا مع أي ناد آخر ونحن نحاول قدر الإمكان أن نكون محايدين ولكن ظروف الأندية مختلفة فليس من الممكن أن نتجاهل فريقا فائزا ببطولة أو فريق أخفق إخفاقا كبيرا أو قضية تشغل الرأي العام.
* سمو الأمير، كيف هي سياستك مع الإعلام؟ هل تمنح الهبات لاستعطاف الإعلاميين؟
- أنت يا أحمد أحد الإعلاميين، وتعلم أنني لم أمنحك أي شيء ولا يوجد أي إعلامي سبق أن أعطيته شيئا أيا كان.
* أنا أعرف من الزملاء الصحافيين أن معهم سيارات من نوع (لكزس) هدايا منك؟
- غير صحيح، ودعني أكون معك أكثر وضوحا، فلم يسبق لي أن منحت أي صحفي كان سيارة، ولم أمنح أي مبالغ مالية لشراء سيارة وعموما معظم رؤساء الأقسام والصحافيين متهمين بمواضيع مثل هذه وأنا أعتقد أن هذه إهانة للصحافة وعموما من يقبل شيئا صغيرا مثل تذكرة وسكن فهو يقبل سيارة وعلى فكرة سياسة صحيفة (شمس) هي رفض الصحفيين فيها للهدايا أيا كانت وإذا كان هذا مبدئي فكيف أعمل ضده مع الآخرين.
* أنت يا سمو الأمير خارج الوسط الرياضي الآن بعد عمل دام حوالي سنتين ونصف، ما هي انطباعاتك عن الوسط الرياضي؟
- الوسط الرياضي من الممكن أن يكون أفضل من ذلك بكثير وهناك أناس جيدون جدا في الوسط ولكن المشكلة أن هناك من يشوه سمعة هؤلاء الجيدين، ومن السلبيات أن الناس يفسرون دائما بسوء نية ويبحثون دائما عن الاختلاف لا الاجتماع وهناك أيضا تشكيك في أي منجز ومن يعجز عن الوصول إلى مكانة معينة تجده لا يبرر فشله في الوصول بل تجده يقول إن من وصل إلى المكان لم يصل سوى بالرشاوى أو بالطرق الملتوية ودائما هناك محاولات لتشويه سمعة العاملين في الوسط على الرغم من أن معظمهم متطوعون، وأتمنى ألا يكون للمتعصبين كلمة مسموعة، لأن ضررهم كبير وبدأت آثار هذا الضرر تخرج على السطح، وهناك دلائل على ذلك مثل الشغب والعنصرية اللذان ظهرا مؤخراً.
* ونحن على أعتاب بطولة كأس الخليج وقد أسهمت في الحصول على بطولتين للمنتخب من أصل ثلاث بطولات حققها المنتخب نريد أن نأخذ منك (روشتة) هذه البطولة وأحد أسرارها؟
- بطولة الخليج المشكلة أننا لا نعلم ما هو هدفنا فيها، فتارة تجدنا نطرد المدربين ونوقف اللاعبين بسببها وتارة تجدنا نقول إنها أقل من طموحاتنا ولا تمثل لنا شيئا وأحيانا نخشى فرق الخليج ونخطط لهم بل ونأخذ المدربين منهم، المهم أن نحدد الهدف من هذه البطولة فإذا كانت غير مهمة يجب أن نشرك الصف الثاني من لاعبي المنتخب وإن كانت مهمة يجب أن نعد لها بشكل جيد ونمنحها وقتها وحقها من ذلك، عموما هذه البطولة فيها أهمية كبيرة للعامل النفسي في ظل الضغوط الإعلامية وكذلك لاعتبارات تاريخية، وأنا عندي ثقة في المنتخب السعودي ولاعبيه بأنهم هم الأفضل ولكن في بطولات الخليج لا يكسب الأفضل دائما وإنما الأكثر جاهزية.
* هناك قضية طرحت في الإعلام غير مرة وهي بين منصور البلوي ومشاري العويران، سمو الأمير نعلم أنك على اطلاع ومعرفة بهذه القضية.. حدثنا عنها؟
- منصور البلوي ومشاري العويران ما زالت تربطني بهما علاقة صداقة وهذه الموضوعات لا تحل عبر صفحات الجرائد.