Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/01/2007 G Issue 12522
الريـاضيـة
الاربعاء 21 ذو الحجة 1427   العدد  12522
ماذا يجري في حزم الرس..؟!

تابعت كغيري المباراة الكروية الدورية التي جمعت الحزم بالهلال ضمن مسابقة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين القسم الثاني والتي أقيمت على ملعب نادي الحزم بمحافظة الرس وانتهت حزماوية بهدفين للاشيء وصاحبتها أحداث غريبة وفوضى جماهيرية عارمة.. وهذه الفوضى امتداد لفوضى أخرى شهدتها الملاعب السعودية في هذا العام الكروي بالذات حيث لم تعهدها الملاعب السعودية من قبل حتى في زمن الملاعب الترابية..

وهذا الموسم بالذات شهد فوضى جماهيرية ليس الهدف منها الشغب كما في الملاعب الأوربية ولكن كان الهدف منها الفوضى والفضول وحب إظهار الذات وكانت الشريحة الكبرى من أولئك الفوضاويين هم من الشباب المراهقين وصغار السن وهذا دليل كبير على أن هذه الظاهرة أصبحت تسمى كما تسمى في قاموس علم النفس بحب إظهار الذات، وملعب نادي الحزم بريء جداً من هذه السلوكيات الشاذة والحملة الكبيرة التي تطالب بنقل مباريات الفريق إلى بريدة معروفة مسبقاً ما هي أهدافها ..!! والقريب والمتابع للنادي منذ افتتاح منشآته قبل حوالي خمسة وعشرين عاماً يعلم أن هذه تصرفات محسوبة ودخيلة على هذا الملعب فالحزم لعب في جميع الدرجات وأقيمت دورات وبطولات على أرض هذا الملعب ولم يحدث مثل هذه الفوضى.. كما أن الفريق لعب الموسم الماضي جميع مبارياته وأيضاً القسم الأول من الدوري على أرض ملعبه ولم يكن هناك أي فوضى.. بل إنه لعب مع الهلال نفسه في العام الماضي وخسر المباراة 2-1 بهدفين للعنبر وياسر القحطاني..

ولعل السبب الرئيس في مباراة الأربعاء الماضي أوجزه من وجهة نظري الخاصة كمتابع وقريب من الأحداث على النحو التالي:

- أولاً: قلة الرجال الأمن فرجال الأمن لا يتجاوز عددهم أربعين فرداً وضابطاً..؟؟ وهذا يحسب على شرطة المنطقة فمن غير المعقول أن تأتي مباراة مهمة في مسيرة الدوري يلعب فيها زعيم الكرة السعودية وصاحب الشعبية الطاغية فيها.. ورجال الأمن لا يتجاوز عددهم الأربعين فرداً وضابطاً..؟؟ وهذه كارثة بحق مباراة مهمة في الدوري السعودي، أضف لذلك أن المباراة تلعب وقت الإجازة وفي المساء أيضاً..

- هناك أيضاً مسببات أخرى لعبت دوراً رئيساً في إبراز هذه الظاهرة على الساحة الكروية ولعل الإعلام الرياضي بشقيه المرئي والمقروء لعب دوراً سلبياً في هذه السابقة.

فالإعلام المرئي ما أن تحدث فوضى أو يدخل أحد الجماهير إلى أرض الملعب إلا ويتم تسليط الضوء عليه.. فيتفنن مخرجو المباريات في تسليط جميع الكاميرات ومن عدة زوايا في إبراز لقطة الدخول.. بل ويظهر مهاراته في إعادة اللقطات بالبطيء، ويلاحق زوم الكاميرات اللقطة حتى ولو من مسافات شاسعة وربما يترك المباراة ويتوجه إلى هذه الفوضى ويحرج رجال الأمن كثيراً وأصبح المشاهد للمباراة كأنه يشاهد فيلما مشابهاً لأفلام المطاردات البوليسية التي تظهر ملاحقة أفراد رجال الشرطة للمخالفين والمطلوبين فتارة يمسكوا به وتارة يهرب وهكذا.. وتتسابق الكاميرات لإبراز هذه الظواهر السيئة.. !!

وعلى الجبهة الأخرى يأتي الإعلام المقروء وتحديداً بعض الصحف الرياضية المتخصصة وعلى طريقة لستم بأفضل منّي فما أن تحدث هذه الظاهرة إلا وتبرز لقطات مصورة على صدر الصفحات الرياضية وتأخذ اللقطات حيزاً كبيراً وعلى طريقة الدعاية المجانية وإذا فاتت عليها أي لقطة تستعين باللقطات التلفزيونية وبالألوان.. ولم تكتف بذلك وحسب بل يتم إجراء حوارات موسعة وعاجلة مع أحد هؤلاء الفوضاويين وهي بذلك تحقق مرادهم الأول والأخير في الظهور والبروز الإعلامي بل وتبرز سذاجة آرائهم وضحالة تفكيرهم ..

ومع التقصير من الجهة الأمنية إلا أنني أتعاطف مع رجال الأمن فكان الله في عونهم للحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها فهم رغم قلتهم لم يتفرغوا لمتابعة المباراة والراحة النفسية كما كان في السابق فالكل أصبح يترقب ويتأهب على طريقة العدائين لأي حالة تتطلب الاستنفار العاجل.. واتجهت الأعين صوبهم ووقعوا في مأزق حقيقي ولم يسلموا إن استخدموا العقاب كحل أو لا..

ومن هنا أرى أن الحل ليس في حرمان أبناء الرس من إقامة المباريات الكبيرة على أرضهم ونقلها كما نسمع إلى مدينة بريدة ومدينة بريدة كما يعرف الجميع تبعد مسافة (100) كم عن محافظة الرس ..!! إذ إن الفريق سيقطع (200) مائتي كيلو متر ذهاباً وإيابا عند لعب أي مباراة.. !! وهذا فيه ظلم كبير على أبناء هذه المحافظة.. وهي تماثل أن يلعب أحد فرق العاصمة كل المباريات التي تقام على أرضه في محافظة الخرج مثلاً أو أبعد بقليل أيضاً..

والحلول كثيرة تبدأ أولاً في تكثيف رجال الأمن للمباريات الجماهيرية والتي يتوقع أن تحتشد فيها الجماهير، ثم في إجراء تعديلات على استاد النادي كالزيادة في ارتفاع السور الشرقي وبناء سياج حديدي في الجهة الجنوبية أفضل من الموجود حالياً.. أما إذا لم يعجب البعض هذه الحلول فمحافظة الرس تملك استاداً يقع في الجهة الشرقية على مساحة شاسعة وكبيرة، ويتسع لأضعاف سعة استاد النادي..

ولنا في نجمة عنيزة مثل..

لا شك كلنا يتذكر نجمة عنيزة وبقاءها في الدوري الممتاز مدة عشر سنوات تقريباً وكانت جميع مبارياتها تلعب على استاد وزارة التربية والتعليم (المشابهة للملعب الذي يقع في الرس).. بل وفي بداية الأمر اجتمع رجالات عنيزة وشيدوا مدرجات إضافية للاستاد بعد أخذ الموافقة من الوزارة ولعبت النجمة جميع مبارياتها على أرض هذا الاستاد وشاركها العربي بجميع الدرجات والفئات.. وحان الأوان أن تنقل جميع مباريات نادي الحزم إذا لزم الأمر إلى ذلك الاستاد الضخم حتى أن هناك إمكانية بتشييد مدرجات إضافية من الجهة الشرقية المقابلة للمنصة وهو أمر سهل على أبناء الرس.. أما مواقف السيارات فحدث ولا حرج والمجال واسع جداً لاستيعاب آلاف السيارات.

الحزم صعد ليبقى..

كلما تذكرت تلك الكلمة الشهيرة التي قالها الرمز الحزماوي الأهم في تاريخ نادي الحزم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان تأكدت بالفعل أن الحزم لن يهبط للدرجة الأولى شكراً يا خالد بن سلطان ولاعبو نادي الحزم عازمون بإذن الله على حمل هذه الكلمات الثمينة على عاتقهم وتحقيق هذه الرسالة الكريمة من سموه.. والشكر موصول لرئيس هيئة أعضاء شرف الحزم وباني مجد الحزم الحديث سعادة الشيخ خالد بن عمر البلطان.. فلله درهما من خالدان في قلوب كل الجماهير الحزماوية..

من للحزم..!!

جميع الفرق الكبيرة تملك إعلاما قوياً يحق الحق ويبطل الباطل وما الصياح والنياح الذي حدث في الإعلام خلال الأيام الماضية من بعض الفرق إلا شاهد على هذه الهالة.. وكل الفرق ظهرت وأخذت حقها الكامل وربما حق غيرها..!!

إلا فريق الحزم فقد تعرض لظلم تحكيمي فاضح ضد الأهلي ورفعت راية ظالمة شبيهة لحد كبير براية (الكابلي) بل إن حالة مهاجم الحزم لا تقارن بحالة مهاجم النصر في تلك المباراة وأي حكم مبتدئ ربما يحتسب حالة النصر ولا يحتسب حالة الحزم.. !! ومع ذلك يوقف الغامدي شهرا ونصفا ويوقف الكابلي عاما كاملا..!!

شعار الفريق.. لا تفريط

تسع مباريات فقط متبقية لفريق الحزم أغلبها ستلعب على أرض الحزم الأمل بالله ثم في أسود القصيم بانتزاع بطاقة الأمان مبكراً بالبقاء في الأضواء والابتعاد عن شبح الحسابات المعقدة التي تأتي عادة في نهاية مباريات المسابقة.

إبراهيم بن سليمان الخليفة

Fonon_s@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد