بعد أن تفنَّن بكل براعة في صناعة قضية من لا شيء.. قال فيصل عبد الهادي: (إنه لا يريد أن يشغل نفسه في مثل هذه القضايا التي لا تساوي شيئاً أمام بطولة كبرى تنتظر المنتخب.. وطالب الإعلام الرياضي بضرورة دعم المنتخب، وألاَّ تكون هذه المباراة الودية الشغل الشاغل له).. بربكم هذا التعليق هل الأجدر أن يصدر من الأمين العام أما أنه يوجَّه إليه؟! أليس تعنُّته هو ما أحدث كل هذه البلبلة والاحتقان؟! ألم يكن الأجدر به أن يوافق على طلب الاتحاد البحريني (وهي عادةً موافقة شكلية وتحصيل حاصل) والسماح لسامي والتمياط بمشاركة البحرين في احتفالاتهم من خلال مباراة ودية لا أقل ولا أكثر؟! لو حدث هذا هل كنا سنرى هذه القضية التي أشغلت الوسط الرياضي دون داعٍ؟!
** الاتحاد البحريني، وهو صاحب المناسبة والاحتفالية، من حقه تحديد الأسماء التي يرغب في مشاركتها.. أما مسألة فرض لاعب عليهم فهذا غير لائق.. فالاتحاد البحريني ينظر للأسماء التي اختارها كأسماء سعودية.. في حين نظر لها الأمين العام بمنظار الأندية وحوَّلها إلى صراع أندية.. لا بد من مشاركة اتحادي حتى يوافق على مشاركة هلالي!.. فبدلاً من أن يسهم في تقارب الأندية أجَّج نيران الحزازات والمشاحنات قصد أو لم يقصد.
** المعتاد أن هذه المشاركات الشرفية لأي لاعب سعودي تمر بشكل طبيعي وتلقائي.. يذهب ويشارك بكل هدوء، بل ويُشجَّع ويُدعم باعتباره ممثلاً ومندوباً للرياضة السعودية.. ولكن هذا يسقط وتظهر العوائق والعقبات والتحفظات إذا كان المشارك ينتمي للهلال!..
فيصل عبد الهادي يقول في بيانه إنه يهمه (المعاملة المتوازنة لكل أندية الوطن).
** هل من التوازن أن أجير دعوة خاصة بلاعبي نادٍ معين إلى لاعب نادٍ آخر؟! إذا كان حريصاً على التوازن فلماذا رشَّح لاعباً اتحادياً ولم يرشِّح لاعباً أهلاوياً أو وحداوياً أو من أبها.. إلخ؟! إذا كان يراعي مشاعر حمزة كما يقول فلماذا لم يراعِ مشاعر التمياط عندما أسقط اسمه ووضع حمزة بدلاً منه وجعله أمراً واقعاً أمام الاتحاد البحريني؟!
ما حدث يعطي انطباعاً سيئاً لدى المسؤولين في البحرين وسيرونه موقفاً سلبياً من الاتحاد السعودي لكرة القدم.. ولن يروه تصرفاً فردياً من الأمين العام لم يقدِّر عواقبه.
ليست الأولى ولا الثانية
المثالية المبالغ بها التي تتمسك بها إدارة الهلال هو ما يجعل حقوقها ولاعبيها تُؤكل.. فالمثالية جيدة، ولكنها تصبح سلبية إذا كانت على حساب حقوق النادي.. هذه ليست المرة الأولى التي يُمنع فيها لاعبون هلاليون من المشاركة الشرفية خارجياً بناء على دعوات خارجية وُجِّهت خصيصاً لهم.
** في الموسم قبل الماضي ولحضور حفل افتتاح بطولة الخليج في قطر وُجِّهت دعوة خاصة لكابتن المنتخب السعودي في أول دورة خليج، وهو لاعب الهلال السابق سلطان بن مناحي.. وبقدرة قادر تحوَّلت الدعوة إلى لاعب آخر، وشارك بديلاً عن المدعو الحقيقي في عملية يمكن تسميتها ب(تزوير كابتن).
** وقبل أشهر ولحضور حفل قرعة دورة الخليج بالإمارات تم توجيه دعوتين لكابتن المنتخب السعودي في أول دورة خليج ولكابتن المنتخب خلال بطولة الخليج في الإمارات (فؤاد أنور).. الكابتن فؤاد أنور تم إشعاره من قبل الاتحاد السعودي بالدعوة وحجز له مبكراً على درجة رجل أعمال.. الهلالي سلطان مناحي وكابتن المنتخب لم يعرف شيئاً عن الدعوة لولا اتصال عفوي من رجل فاضل أخبره.. وعندما أجرى سلطان اتصالات باتحاد الكرة متسائلاً عن الدعوة الموجَّهة له (نط) إبراهيم الدهمش مدير الاتحاد واعتذر لسلطان وأعطاه تذكرة على (درجة الضيافة) قبيل الحفل بيوم، وطلب منه أن يدبِّر لنفسه حجزاً.. كان موقف إدارة الهلال أمام هذين الحدثين سلبياً ولم تحرِّك ساكناً.. فهل يستغرب أن تتكرر الآن على حساب سامي والتمياط؟!
فلكلور رياضي!!
منع لاعبي الهلال وحرمانهم من المشاركات الخارجية ليس وليد هذا الموسم أو مقتصراً على منع لاعبي المنتخب من مشاركة ناديهم كما حدث عندما أخرج الهلال من الآسيوية وحرم من فرصة المشاركة في بطولة أندية العالم بعد حرمانه من تسعة من نجومه بحجة عدم إرهاقهم ومنحهم الراحة.
** يحضرني الآن ما حدث عندما تم اختيار سامي الجابر من قبل الاتحاد المغربي للعب مع منتخب نجوم العالم ضد المنتخب المغربي في إحدى المناسبات.. اللاعب سافر، وفيما كان يتأهب للمشاركة داخل الملعب فوجئ باتصال هاتفي يمنعه من المشاركة في المباراة خوفاً من الإصابة!! وكان منظره غريباً ومؤسفاً وهو يجلس على مقاعد الاحتياط بين نجوم العالم ولم يُسمح له ولو بمشاركة رمزية لا تتجاوز الخمس دقائق!!.. وهناك لاعبون سعوديون رُشِّحوا لمثل هذه المناسبات وشاركوا ولم يمنعهم أحد ولم نسمع عن مصلحة المنتخب!.
** أحد الأشخاص اتَّصل بي وذكَّرني بمنع صالح النعيمة من المشاركة مع منتخب العالم بعد أن اختاره المدرب الإسباني كوبالا الذي سبق له تدريب الهلال.. وقد قفز الأمين العام السابق عبد الرحمن الدهام ومنعه بحجة مصلحة المنتخب!.. يا لهذا المنتخب المسكين الذي يمرِّرون من خلاله تصرفاتهم المستهجنة.. ومن طريف ما يُروى عقب ترشيح النعيمة لمشاركة منتخب نجوم العالم أن أحد الرياضيين كعادته تهكَّم بهذا الترشيح وقال: إن فاكساً وصل يطلب مشاركة حامد صبحي (لاعب الاتحاد) مع نجوم العالم!!.. الشخص الذي اتَّصل بي قال: ربما منع لاعبي الهلال خارجياً صار من الموروث الرياضي.. قلت: يمكن اعتباره (فلكلور رياضي) عريقاً يتم العزف عليه كل مرة مهما تغيَّر الأمناء والظروف واللاعبون.
تمخَّض فولد (صورة)!..
من حق رئيس الاتحاد أن يتعاقد مع من يشاء، وأن يرضخ للابتزاز والشفط المادي ويقدم عشرات الملايين لمن هبّ ودبّ.. وأن يتحدث الإعلام الأصفر بما يشاء عن هذه الصفقات العالمية التي هزَّت أركان العالم وجعلته يقف على قدم واحدة.. ولكن لا بد لهذا الإعلام المسيَّر أن يتوقف عن الإساءة للإعلام الوطني الحر الذي يريد أن يقدم الخبر الصادق والحقيقة للقارئ الكريم.. ولا يجعل هذا الإعلام الوطني عرضة للسبّ والشتم وشتى البذاءات لمجرد أنه يتساءل عن حقيقة هذه الصفقات ومدى جديتها!!.. فكم مرة يعلن المركز الإعلامي الاتحادي أن الاتحاد أنهى صفقة فيجو ووقَّع اللاعب رسمياً ثم يتضح أن ذلك غير صحيح!.. ويتكرر هذا غير مرة.. ونستعيد حكاية توقيع لاعب وفاق سطيف الحاج عيسى الذي تم تعميمه رسمياً على الصحف، واتضح أنها كذبة صلعاء، ولم تكن غير ألعوبة نفسية الهدف منها فقط إشغال ذهن اللاعب قبل مباراة فريقه مع الاتحاد.
** اللاعب فيجو ورئيس ناديه اللذان تعاملا بخبث وانتهازية مادية عندما شعرا بتلهُّف الرئيس على إبرام الصفقة ينفيان لوسائل الإعلام وجود أية مفاوضات، بل يقول الرئيس إنه لا يعرف نادياً اسمه الاتحاد!!.. فلماذا يتهرَّب الاثنان من الاعتراف بوجود مفاوضات ولو كانت غير مباشرة وغير رسمية وكأن ذكر اسم الاتحاد فيه عار وعيب!!.. في وقت كان إعلام (الطبلة والمزمار) يتحدث عن الصفقة العالمية التي أيقظت العالم وأشغلته وصارت حديث وكالات الأنباء الأجنبية ووسائل الإعلام العالمية.
** كل هذه الهيلمة الإعلامية والضجيج الأصفر والشنة والرنة وكل هذه الشحنة من البذاءات التي وجَّهتها شريحة إعلامية صفراء نحو من تحفَّظ على أنباء الصفقة وحاول تلمُّس الحقيقة وجعلوا منهم حاسدين وحاقدين على البلوي وصفقاته العالمية التي أوصلت الرياضة المحلية للعالمية ووسائل الإعلام الأجنبية!.. كل هذا تمخض عن (وعد) من اللاعب لا يختلف عن (وعد إيتو) أنه سينهي حياته الرياضية في الاتحاد؛ أي التقاعد في الاتحاد عند وصوله للشيخوخة الكروية!.. أما الثمرة المادية فهي صورة مع فيجو ستوضع بجوار صور إيتو ولابورتا ويكيني وغيرهم.
وماذا بيد النادي؟!
ملعب صغير، وجمهور كبير، وبيع تذاكر فوق الطاقة الاستيعابية للملعب، وجماهير تدخل الملعب عنوة وتتسلق السور لمشاهدة المباراة بعد منعها على رغم شرائها التذكرة، وتقصير في النواحي التنظيمية، وقلة في عدد رجال الأمن.. كل هذا يحدث في مباراة خارج أرضه.. أليس مَن يقبض الفلوس من هؤلاء الجماهير هو من يُسأل عن تنظيمهم؟! فريق يلعب خارج أرضه وليس مسؤولاً عن النواحي التنظيمية ولا الأمنية ولا حتى يستفيد ريالاً واحداً من الجماهير كيف يحمل هذه الفوضى التي يسببها مراهقون صغار قد يكون بعضهم مدفوعاً عنوة.. بل ربما هناك من فتح لهم باب السياج ليمكن هؤلاء المراهقين من الوصول للملعب؟!
** الهلال في قاعدته الرئيسة وعلى ملعبه يملك أفضل جماهير، وعلى رغم كثافتها لم يحدث منها أي تجاوزات غير هتافات عابرة عوقب عليها وانتهت.. وخارج أرضه ليس مسؤولاً عما قد يحدث هناك.. والحل المنطقي أن تنقل مباريات الفريق من خارج أرضه إلى أرضه.. أو سلموا الملعب بكامله للهلال ليكون مسؤولاً عن النواحي التنظيمية والأمنية.. ثم تتم المحاسبة إذا حدث أي تجاوز جماهيري.
** كثافة الهلال الجماهيرية في جميع المناطق جارفة، ولا يجب أن يُقاس بالأندية الأخرى.. يكفي أن نقول: إن نادياً كالاتحاد يُصنَّف ضمن الأندية ذات الشعبية.. جمهور الهلال أكبر من جمهوره بستة أضعاف حسب ما أثبتته الإحصائيات الرسمية ل(جوالات الأندية).. فلا بد أن نكون واقعيين ومنطقيين في معالجة هذه التجاوزات.. وكل طرف يتحمل مسؤوليته، وليس مجرد استغلالها فرصة لمعاقبة النادي الفلاني والعلاني وإهمال الحلول والمعالجة الفعلية للمشكلة من جذورها.
ضربات حرة
* كانت الصحف لأيام تشير إلى مشاركة سامي والتمياط، وفجأة ظهرت الأزمة وظهر اسم حمزة إدريس، فلماذا وكيف حدث هذا؟!
* إذا كان الاتحاد البحريني رغب في مشاركة محمد نور مع سامي والتمياط.. ثم تعذَّر ذلك بسبب إيقافه.. فلا يليق أن يفرض عليهم اسم لاعب آخر وتصبح مشاركته شرطاً لمشاركة الآخرين.
* حمزة إدريس لاعب كبير، ولا يرضى أن يفرض اسمه بقوة، ولن يقبل أن يكون ضيفاً ثقيلاً ومفروضاً على المستضيفين.. ولن يقبل المشاركة إن لم تكن (دعوة حرة) خاصة به.. وليست دعوة تأتي بالاستجداءات والضغوط.
* ينشرون الخطابات السرية والرسمية ويعتبرونه انفراداً وسبقاً صحفياً وقوة في مصادرهم.. وعندما ينشرها غيرهم يعتبرونه اختراقاً وتلاعباً ويطالبون بالتحقيق!!.
* حرمان سامي والتمياط من المشاركة خدم منتخب البحرين عندما لعب بكامل طاقمه ولتصبح مباراة الإنتر خير استعداد لمباراته الافتتاحية خليجياً مع منتخبنا الوطني!.
* التلاعب من خلف الكواليس وإقحام لاعب واستبدال لاعب آخر به.. هي صورة كربونية لما حدث في الجائزة القارية قبل موسمين ولنفس الناديين.. ولكن هذه المرة الطرف الثالث الخارجي رفض هذا التحايل وهذه الألاعيب.
* إذا كان الاتحاديون يبحثون عن عفو جديد عن محمد نور كما هي العادة.. فليسعوا إلى رفع الإيقاف عن درعان الدرعان مساعد مدرب الجبلين ومدير الكرة.. فلن يرفع الإيقاف عن نور حتى يرفع الإيقاف عن هذين الاثنين.
* على الأمين العام ألاَّ يغرَّه الإعلام الأصفر الموجَّه الذي يدافع عن تصرُّفاته ويزينها، ويجعل من الخطأ صواباً، ومن القبيح حسناً، ويدفعه للتحيز مع نادٍ ضد آخر.. لأن هؤلاء هم أول من سيتخلى عنه لو غادر منصبه.
* حتى الاتحاد البحريني لم يسلم من اتهاماتهم وتعصُّبهم الأصفر.. لأنه اكتفى بالتمياط وسامي للمشاركة في الاحتفالية.
* صحفي اتحادي كتب يقول: إن فيجو أمسك بسعادة!! بقميص الاتحاد!! اللقطة واضحة جداً.. اللاعب تحاشى حمل الشعار أو حتى لمسه.. الصورة تجمع معجباً ممسكاً بقميص ناديه بكلتا يديه واللاعب الذي يتصنَّع الابتسامة!.
* الهلال الآن يقدِّم للمنتخبات (الأول والأولمبي) (13 لاعباً) يمثِّلون الفريق الأول.. ومع ذلك هناك مَن يتلمَّس أي فرصة أو طريقة لمعاقبة هذا النادي!.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS
تبدأ برقم الكاتب«6210» ثم أرسلها إلى الكود 82244