Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/01/2007 G Issue 12522
محليــات
الاربعاء 21 ذو الحجة 1427   العدد  12522
نهارات أخرى
شاب لكن محترم!
فاطمة العتيبي

** ما الذي تحدثه كلمة (شاب) من استدعاءات في ذهنية الشارع السعودي.. أو المجتمع السعودي؟!

هل تستدعي معاني من شاكلة:

- الطموح

- التوقد

- الحيوية

- التطلع

- العمل المستمر

- الصحة والقوة..

** لا أظن أن أياً من هذه المعاني تستحضرها ذاكرة المجتمع حالما يتردد على مسمعها كلمة (شاب)!

** الأكيد أن معاني من مثل..

- التهور

- التمرد

- الطيش

- التدخين والكابتشينو والآيس تي.. والوجبات السريعة.. وكل عوادم الصحة هي التي تحضر.. لذلك كله لم أندهش وأنا أقرأ رسالة من قارئ يصف نفسه أو يعرف نفسه بأنه (شاب لكن محترم) الاستدراك يدلل على أنه لا يريد إيحاءات كلمة (شاب) أن تبقى منفردة في الحضور فهو يبرئ ساحته من الشباب (فقط) بكلمة أخرى هي (لكن محترم).

** كيف تشكلت نظرة الخوف والتوجس من كل شاب بيننا..

وكيف ضيقنا الخناق على أبنائنا بالملاحقة والمنع واعتبرناهم مثل مرض معدٍ لا بد أن نبعده ونعزله حتى لا تسري عدواه وفيروساته إلى المجتمع السوي!

مع اننا نحن آباء وأمهات وإخوان وأخوات هؤلاء الشباب..

كيف أوصلنا شاباً إلى أن يكتب عن نفسه (شاب ولكن محترم)!

وهل كل شاب هو غير محترم في أصله حتى يحتاج ذلك الشاب إلى ان يستدرك وينفي عن نفسه تهمة ألصقها المجتمع فيه فقط لأنه يقع بين سن الثامنة عشرة إلى الثلاثين..

فهو في هذه السن يواجه حرباً شرسة من اللوحات المانعة له من التعايش والحياة بشكل طبيعي.. ويجد الشباب أنفسهم محاصرين بتهم لم يقترفوا ذنوباً لها..

منذ بدء علامات اليفاعة عليه تبدأ عبارات الخطر تراوغه ويراوغها..

حتى تستهويه اللعبة ويجد نفسه في مشادة مع حراس أمن الأسواق والأماكن العامة..

يعارك.. يريد أن يقول للناس..

من حقي أن أكون في أي مكان أريده طالما أنني شاب ولكن محترم..

** المنع..

أوجد للشباب ثورة أخرى..

وانشغالاً بقضايا هامشية أشغلتهم فعلياً عن الاهتمام بقضايا أكثر أهمية..

** المنع أدى إلى تزايد العداء بين فورة الشباب والقيم المجتمعية..

وأصبحت هناك ردة فعل عكسية.. فطالما أن البرئ متهم.. ما فائدة البراءة إذن..؟

** في العام الجديد.. أتطلع مع ذلك الشاب إلى تقليص عبارات المنع واعتبار الشباب جزءاً من أفراد المجتمع من حقهم أن يكونوا أحراراً مثل المتزوجين والآباء والإخوان الذين يرافقون أسرهم..

يجب أن يأخذ الفرد حقه كفرد بغض النظر عن الإضافات الأخرى لأنها تخلق تحايلاً كبيراً..

** يكفي أن تستمع في بوابات المجمعات التجارية إلى عبارات مثل..

(تكفين يا أخت خليني أدخل معاكم.. بس أعدي البوابة)..

** هذه التسولات تسرق بريق الشباب وجذوة الحيوية وتوجد هامشاً للمخالفات التي تصدع قيم وسلوك المجتمعات السوية..

** الشباب ثروة.. فلنحترمها مبكراً لتحترم نفسها وتعود علينا بالمردود الإيجابي.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد