** يتحدث الناس اليوم أكثر من أي وقت مضى عن ممارسة السحر والشعوذة والكهانة في الفضائيات.. وقد كانت في وقت سابق.. مجرد برنامج أو اثنين في محطة أو محطتين.. تستضيف أحد هؤلاء الدجالين وتمنحه فرصة ممارسة الكذب والدجل والشعوذة والضحك على المساكين.
** اليوم.. صار هناك محطات كاملة لهؤلاء السحرة والمشعوذين والدجالين تحت مسميات أخرى..
** أكثر من محطة فضائية (ولا أريد أن أسمي) تمارس هذا العمل.. الذي كله فساد ودمار للعقيدة والأخلاق وضياع كامل للتوحيد..
** إن أعزَّ ما نملك.. وأغلى ما نملك.. هو توحيد الله تعالى.. ونحن إلى ما قبل أسبوع.. أو عشرة أيام.. كانت حناجر المسلمين لا تسكت من قول (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك).
** نعم.. لبيك أنت وحدك - لا شريك لك..
** أنت المنفرد.. وأنت الواحد الأحد لا إله إلا أنت سبحانك.
** ولا شك.. أن اللجوء إلى السحرة والكهنة والعرَّافين.. يُعد - حسب ذكر الفقهاء - شركاً بالله.. ومن أشرك.. فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين.. حسب نص القرآن.
** والرسول صلى الله عليه وسلم يقول.. من أتى ساحراً أو عرَّافاً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد.
** ولست هنا.. لأتحدث عن حكم إتيان السحرة والمشعوذين والكهنة والعرَّافين وحكم اللجوء إليهم وتصديقهم.. لأن ذلك قد بيَّنه الفقهاء.. ولم يعد هناك لبس أو غموض في هذه المسألة التي هي من شأن الفقهاء والعلماء أساساً ولكني هنا.. أتحدث عن تلك المحطات التي تمارس السحر والشعوذة والكهانة علناً.
** يجلس أحد السحرة في برنامج على الهواء مباشرة ويستقبل المتصلين ويسأل المتصل عن اسمه واسم أمه.. ثم يقول له.. إن علتك كذا وكذا.. وسيرتك السابقة كذا وكذا.. ويتحدث عن غيبيات.. وهو لا شك (كذوب) دجال..
** فمثلاً يقول للمتصل.. أنت يأتيك وجع في الرأس دائماً.. وعلى الفور يقول المتصل.. نعم.. نعم.. مصدقاً هذا الكذاب..
** ومن منا.. لا يتألم من رأسه بشكل مستمر أو متقطّع؟! من منا.. لا يؤلمه رأسه ما بين وقت وآخر؟
** ثم يقول الساحر.. أنت يحصل لك بعض الإخفاقات في أمورك العملية والمالية.. ثم يرد المتصل.. نعم.. نعم.. هذا صحيح..!!.
** ومن منا.. لم يحصل له إخفاقات كثيرة في أموره المالية وأموره العملية؟.
** ويبدو.. أن (رزق) هؤلاء الدجالين يكون على حساب البسطاء والمغفلين وناقصي العقل والدين.
** أكثر من يتصل بهم.. النساء.. ومن فضل الله ومنّته.. وحسبما يردني من رسائل أو اتصالات.. أنه يندر.. إن لم ينعدم.. اتصال أحد من بلادنا.. إذ إنه لم يثبت اتصال أحد من هذه البلاد حسب الذين يتابعون هذه المحطات لتقصي ما يدور فيها لتفنيده وفضحه.
** وهذه والله.. نعمة كبرى.. ومنّة من الله.. وهي أولاً وأخيراً.. توفيق من الله.. ثم إنها نتاج تعميق التوحيد الصحيح في نفوس الناس منذ الصغر.. وتدريس التوحيد للطلاب منذ الصفوف الأولى.. واستمرار تدريسه حتى في المراحل العليا.
** هذه نتيجة أكيدة.. لتدريس التوحيد..
** ثم إن شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - كان حريصاً في دعوته على تدريس التوحيد الصحيح.. وغرسه في نفوس الناس.. وكانت دعوته.. دعوة توحيد خالص صافٍ نقي خالٍ من البدع والخرافات.. وهذه.. تعكس بعد نظره.. وعمق بصيرته وإدراكه الصحيح للمتغيّرات.
** اليوم.. ونحن نعايش الإلحاد والبدع والشركيات.. والسحر والشعوذة.. والكهانة.. والدجل والخرافات.. ندرك فعلاً.. أهمية دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وكيف ركَّز - رحمه الله - على التوحيد.. ولماذا حرص - رحمه الله - على ترسيخ التوحيد في نفوس الناس.
** ما نعايشه اليوم.. من عقيدة صحيحة صافية.. هو من فضل الله أولاً.. ثم بفضل هذه الدعوة التي ترسَّخت في نفوسنا.. وتشرّبناها في مناهجنا..
** وهي دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
** إنه التوحيد الصادق الخالص..
** إن حَمَلَةَ هذه الدعوة.. دعوة التوحيد الخالص.. لا يمكن أن يتصلوا بهذه المحطات الفاسدة المفسدة.. ولا يمكن أن يسمحوا لها.. بأي وجود في بيوتهم.. لأنها دعوة إلى الشرك.. بل هي الشرك.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5076» ثم أرسلها إلى الكود 82244