أجرى الحوار :سعد خليف برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - تعقد رابطة العالم الإسلامي مؤتمر مكة المكرمة السابع بعنوان: (نصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم) وذلك في مقر الرابطة بمكة المكرمة في الفترة من 5 إلى 7-12- 1427هـ الموافق 26 إلى 28-12- 2006م. صرح بذلك معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام للرابطة، وقال: إن الرابطة تحرص على عقد مؤتمر مكة في موسم الحج من كل عام، ليشارك فيه ضيوف خادم الحرمين الشريفين من العلماء والدعاة والمفكرين وأساتذة الجامعات الذين تستضيفهم لأداء فريضة الحج، مشيراً إلى أن اختيار نصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم موضوعاً لمؤتمر مكة المكرمة في هذا العام، جاء استشعاراً من الرابطة بضرورة القيام بواجب التصدي المنهجي والموضوعي للحملات التي استهدفت شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأساءت إليه وإلى سيرته العطرة، ورسالته العظيمة التي كلفه بها الله سبحانه وتعالى لنقل الناس من الظلمات إلى النور. وبيّن د. التركي أن الرابطة كلفت نخبة من العلماء والباحثين وأساتذة الجامعات المتخصصين لإعداد أوراق عمل المؤتمر وبحوثه التي سوف تتم مناقشتها من خلال المؤتمر.. (الجزيرة) التقت معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في عدد من المحاور كان في مقدمتها: * هل لكم معالي الدكتور أن تحدثونا عن الرابطة وإلى أي مدى وصلت للعالم الإسلامي؟ - في البداية كما تعرف بأن الرابطة مؤسسة عالمية وما تقوم به الرابطة فإنه يتجه للأمة الإسلامية أينما كانت سواء كانت في بلاد إسلامية أو حتى في بلاد الأقليات الإسلامية في أوروبا وفي أمريكا وأستراليا أو في جميع مناطق العالم فلإسلام في الوقت الحاضر يواجه تحديات وتثار شبهات وتستغل أحيانا ظروف تفهم على غير حقيقتها وبالتالي يتطلب الأمر أن تبذل المؤسسات سواء كانت رسمية في العالم الإسلامي أو شعبية جهداً غير عادي في مواجهة هذه الحملة الشرسة, طبعاً الرابطة كما قلت هي منظمة شعبية عالمية وهي تهتم في الدرجة الأولى بتنسيق جهود المسلمين وتركز على قضايا لها أولوية, ومن القضايا التي لها أولوية في الوقت الحاضر تصحيح صورة الإسلام لدى غير المسلمين وأيضاً حقائق الإسلام.. فنحن نعرف أنه في السنوات الأخيرة هناك هجمة شرسة على القرآن الكريم وعلى رسول الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى التاريخ الإسلامي وعلى المناهج الإسلامية وعلى تعامل المسلمين مع غير المسلمين, ومن هنا طبعت الرابطة في أولوياتها التركيز على إيضاح الحقائق في هذه الأمور.. طبعاً تعرفون بالنسبة للرسومات التي أساءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأساءت للمسلمين وتعرفون الهيجان الذي حصل في الأمة الإسلامية نتيجة لهذا الحدث وكذلك التصريحات التي صدرت من البابا في محاضرته التي تناولتها وسائل الإعلام بشكل واسع... فالرابطة من اهتمامها بالموضوع أنشأت برنامجاً خاصاً سمته برنامج (نصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم) هذا البرنامج انطلق انطلاقة قوية في إقامة ندوات في أوروبا وخارج أوروبا ولديه برامج وأبحاث تترجم بلغات أجنبية ولديه تنسيق مع قنوات فضائية وبرامج تبين حقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته العالمية وانه جاء رحمة للناس وترد على كثير من الشبهات التي تدار.. ومن هذا الجانب أيضاً اتجهت الرابطة لإقامة هذا المؤتمر وهو مؤتمر عالمي وأكثر من قدم أبحاث فيه من علماء من مناطق تعد مهمة بالنسبة للعالم بشكل عام أو بالنسبة للمسلمين فمثلاً جنوب شرق آسيا في كثافة سكانية مسلمة كثيرة وأيضاً البلاد الأفريقية فيها وجود إسلامي كبير في مختلف دوله نيجيريا كينيا السودان وغيرها من الدول الإفريقية وأيضاً الأقليات الإسلامية في أوروبا وفي أمريكا تواجه مشكلات وهناك مشاركون من هذه الدول.. وكلّهم لهم تخصص في السيرة النبوية بالذات ولديهم اطلاع على الأبحاث والدراسات الأجنبية التي كتبت عن السيرة النبوية.. وقد تمت مراسلتهم منذ شهور وأرسلوا أبحاثهم وبعض الأبحاث مترجمة سواء من العربية إلى الأجنبية أو العكس وقد طبعت وسوف توزع في أثناء المؤتمر وبعد الانتهاء من المؤتمر ستراجعها الرابطة وتنقحها وتصدرها على شكل كتيبات بشكل متسلسل حسب الموضوعات التي تناولتها.. وسيشارك في المؤتمر بعض القنوات الفضائية التي ستنقل وتتابع وقائع هذا المؤتمر.. ونتوقع إن شاء الله أن يكون لها أسهم كبيرة في ترشيد مسيرة المسلمين وما ينبغي أن يكونوا عليه في علاقتهم بالسيرة النبوية وفي فهمهم لها وفي تعاملهم وفق ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل به سواء مع المسلمين أو غير المسلمين وكذلك توضيح الحقائق لغير المسلمين لأنه مع الأسف نحن نعرف أن العالم الآخر يسوده الجهل في حقائق الإسلام ويتلقى معلومات من مصادر قديمة ومخلفات تاريخية تسيء للأمة الإسلامية وفي علاقتها مع الآخرين. وكون المؤتمر تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وفي مكة المكرمة وفي موسم الحج فكل هذه تستطيع أن تقول: إنها مقدمات ومقومات نجاح هذا المؤتمر بإذن الله. وفي سؤال ل(الجزيرة) عن دمج الشباب السعودي في مثل هذه المؤتمرات كونهم أسرع في نقل فوائد هذا المؤتمر.. قال معاليه: لو نظرنا إلى حقائق الإسلام فهو ينطلق من هذه البلاد وهذه هي البلد الأولى للإسلام فنزلت الرسالة في مكة ونزلت على عربي من أبناء هذه البلد, ثم إننا نعيش في الوقت الحاضر في ظل دولة قامت على الإسلام وهي المملكة وجنّدت جهودها للإسلام, فشبابها أولى الناس بحمل هذه الرسالة, ونحرص في مؤتمرات الرابطة أن يشارك فيها عدد كبير من السعوديين فالجامعات السعودية مملوءة ولله الحمد من القدرات المتميزة والمتخصصة وهذا المؤتمر سيشارك فيه عدد كبير من أساتذة الجامعات في المملكة, ثم إن رسالة المؤتمر واضحة من خلال وسائل الإعلام للجميع. والحضور لا شك انه يحظى بعدد كبير من أبناء المملكة في جلسات هذا المؤتمر بل يحضرون أيضا في المحاضرات التي تتم على هامش المؤتمر.. فهناك محاضرات لعدد من كبار العلماء وعدد من الشخصيات الإسلامية المتميزة في هذه الموضوعات وأكثر من يحضرها من أبناء المملكة بالإضافة إلى ضيوف خادم الحرمين الشريفين والذي يزيد عددهم هذا العام عن 500 من شخصيات متميزة مشاركة في هذا المؤتمر وفي برنامج الرابطة الثقافي أو حتى برنامجها الدعوي في أثناء موسم الحج, فلا شك أن تأهيل الشباب السعودي ودخوله في هذه المجالات يسهم إسهاماً حقيقياً في حمل رسالة الإسلام ورسالة المملكة كما أنه وبعد حضوره هذه اللقاءات سيتعامل مع الآخرين على بصيرة وبينة... ونحن ننسق تنسيقاً جيداً مع عدد من الجامعات مثل جامعة أم القرى وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود والجامعة الإسلامية في المدينة وغيرها من الجامعات ننسق معها في كثير من البرامج التي تتم.. فكان لدينا مؤتمر مهم في قلقيزيا عن وضع الإسلام والمسلمين في الجمهوريات الإسلامية الوسطى وحضر هذا المؤتمر باحثون من مختلف مناطق العالم ولكن الباحثين السعوديين الذين شاركوا وكانوا من جامعة أم القرى لهم إسهام كبير وكان لهم تميز كبير.. كما أنه لدينا مكتب في الرابطة كبير خاص بالأبحاث والدراسات ويضم مجموعة من السعوديين الذين لهم جهود متميزة في هذا المجال.. ومن أسباب نجاح الرابطة كون مقرها المملكة وكون مقرها مكة المكرمة وكون كل برامجها وأنشطتها تحت رعاية كريمة سواء من خادم الحرمين الشريفين أو سمو ولي عهده الأمين أو أمير المنطقة حفظهم الله جميعاً. وحول الموعد المختار لانعقاد المؤتمر وتزامنه مع موسم الحج.. قال معاليه: إن أساس تأسيس الرابطة على أن يكون لها برنامج قوي ومكثف أثناء موسم الحج لان الحج أيضاً يعبر عن رسالة الإسلام للعالم أجمع فعندما يتجمع هذه الوفود الهائلة من كل أرجاء العالم فهذا يعطي رسالة للعالم أن الإسلام رسالة عالمية وبالتالي لابد من الاستفادة من هذه المناسبة والرابطة تتعامل مع علماء وباحثين ومفكرين ورجال إعلام ورجال ثقافة وضيوفها ليسوا لتأدية مناسك الحج فحسب بل للمشاركة أيضاً وقد حرصت الرابطة على أن يكون لضيوفها مكانة اجتماعية قوية في بلدانهم فهؤلاء تعرفت الرابطة على ما لديهم من برامج ومن أعمال يكون هناك تنسيق ويكون هناك اتفاق على عقد مؤتمرات وندوات على نشر بعض الأبحاث والدراسات في هذا الموسم إذا الموسم موسم مهم ولا شك أن مجيء الإنسان المسلم وهو يحمل هم المسلمين ويؤدي مناسك الحج ويلتقي إخوانه من الباحثين والعلماء في المملكة لا شك بأن فرحته كبيرة ولا بد من استثمارها. كما أننا في الرابطة نقوم بالاتصال ببعثات الحج لتشارك معنا سواء من يمثلها أو غير ذلك فالدعوة مفتوحة وهناك تجاوب كبير منهم خلال الأعوام الماضية. وعن نتائج المؤتمرات السابقة ونتائج هذا المؤتمر وما طبق منه وما قدمته للمسلمين قال معاليه: نحن في الرابطة نستفيد من مثل هذه المؤتمرات حيث أنها من أقوى وسائل الاتصال بالآخرين فنحن نأتي بأي مؤسسة أو بأي دولة أو أي منظمة طبعاً من خارج العالم الإسلامي في الدرجة الأولى ونقول لهم: إن هذا الجمع من العلماء قد توصلوا إلى هذه النتيجة ووجهوا رسالتهم إلى العالم المختلف ونقول لهم ما موقفكم أو موقعكم في هذه المؤسسة أو المنظمة من الدولة من هذه التوصيات فنبدأ في التعامل معهم وهذا جانب إيجابي يعني في أيدينا رسالة في أيدينا مبرر قوي لمخاطبة الآخرين ثم لا ننسى أن هذا المؤتمر هو وسيلة إعلامية مفتوحة لكافة شرائح الناس ولا تقاس بمقدار تنفيذ فقره من فقراتها ولكن حينما تبث هذه الرسالة ويكون فيها رأي عام وتوضح الحقائق للناس تكون حققت شيئاً من الأهداف.. الشيء الآخر أن معظم ما لدينا من هيئات أو مؤسسات أنشئت كان سبب إنشائها هي تلك المؤتمرات, فمثل الرابطة كان سبب إنشائها هو مؤتمر إسلامي دعي له في عام 1382هـ في عهد الملك سعود رحمه الله حيث انعقد هذا المؤتمر بشخصيات كبيرة من العالم الإسلامي ونتج عنه إنشاء هذه المنظمة.. وفي أحد مؤتمرات الرابطة فيما بعد أصدر قرار ونداء للمسلمين بإنشاء منظمة سياسية تجمع الدول الإسلامية فأنشئت منظمة المؤتمر بناء على توصية صدرت من مؤتمر الرابطة الإسلامية وتبناها الملك فيصل رحمه الله.. إنما كون كل نتائج المؤتمر تطبق، فهناك صعوبة، لأنه لكل دولة ظروفها ولكل منظمة ظروفها ولكن يكفي إحداث الرأي العام ويكفي أن نتصل بالآخرين ويكفي أن ندافع عن قضايانا ويكفي أن كل إنسان يريد أن يفعل خيراً يجد أمامه مبرراً أو وسيلة للدعوة.. * معالي الدكتور عنوان المؤتمر (نصرة نبي الأمة عليه الصلاة والسلام) هل سينتج من خلال مؤتمر مكة السابع أي جمعية أو مؤسسة أو منظمة تحمل هذا الاسم وتعمل من أجله؟ - نحن نتطلع ونتمنى ذلك وهذا لا بد من إثارته خلال المؤتمر بحيث يضعون للناس خطة عمل بحيث يكون أمامهم عدد من البرامج وخاصة البرامج التي تخاطب الآخرين بلقاءاتهم... طبعاً من يتبنى هذه البرامج وكيف تنفذ هذا أمر لاحق ونحن في الرابطة لدينا برنامج لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام ولدينا أيضا أجهزة في الرابطة لديها استعدادات لتبني الأفكار وبعض الآراء إذا تم بحثها من قبل مختصين وتبين أن المصلحة تستدعي القيام بها أيضا من أهداف خاصة وان من أهداف المؤتمر أن تعرف ما لدى الآخرين حتى لا يكون هناك ازدواجية.
|