75% منها تفتقد المصداقية والمعلومة الصحيحة!!
الوظائف النسائية بين الإعلانات الوهمية ومراكز التوظيف الربحية!

* تحقيق - فوزية الصويان:
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الإعلانات لبعض الجهات التي تطلب فتيات للعمل لديها برواتب وحوافز مغرية دون الاهتمام بالمؤهلات العلمية والخبرات العالية، والغريب في الأمر أن أغلب هذه الجهات المعلنة لا تُعرِّف بنفسها أو بنشاطها أو بعنوانها بل تكتفي برقم هاتف أو فاكس يُوضع في آخر الإعلان. الكثير من الفتيات الباحثات عن الفرص والمتابعات لهذه الإعلانات اكتشفن أن أكثرها ليست إلا طلبات لوظائف وهمية ولا صحة لمصداقيتها الأمر الذي أصابهن بالحيرة، وجعلهن يضعن الكثير من علامات الاستفهام حول هذه الإعلانات.
(الجزيرة) ألقت الضوء على الجوانب المختلفة لهذه الظاهرة ووقفت على وجهات نظر بعض الفتيات حولها.
رفضت قبل إجراء المقابلة
بدايةً تقول نادية البابطين (خريجة معهد الإدارة): كنت في السابق من المتابعات لمثل هذه الإعلانات وبكثرة ولكن بعد التجربة اقتنعت بأن 75% منها ليست إلا طلبات غير جادة، ففي إحدى المرات قرأت إعلاناً وظيفياً مطلوباً فيه مندوبة تسويق براتب مغرٍ لإحدى الشركات التي لم تذكر اسمها في الإعلان وعندما اتصلت بالجهة المعلنة قالوا لا بد من الحضور للمقابلة ليتم تحديد مدى كفاءتي للعمل وذهبت وكلي أمل أن تنتهي معاناتي مع البحث عن وظيفية ولكن كانت المفاجأة هي عدم قبولي وعندما استفسرت عن السبب أجابوا بأنني لا أتناسب مع الوظيفة! فكيف حكموا على عدم تناسبي للوظيفة رغم أنهم لم يجروا معي أي مقابلة شخصية بل جعلوني أنتظر لمدة ساعتين ثم أبلغوني بعدم مناسبتي للوظيفة؟!!
وظيفتي مقابل الكوفي شوب
أما ثريا السبيعي فلها قصة أخرى ترويها لنا قائلة: وقعت عيني على إعلان يطلب موظفات سعوديات وعند اتصالي للاستفسار عن الوظيفة أفادني بأنها وظيفة متعاونة لإعداد مسابقات الأطفال والمطلوب مؤهل الثانوي وفتاة اجتماعية ولبقة فأخذوا بياناتي وبعد يومين أتاني اتصال منهم بالموافقة على العمل لديهم ولا بد من حضوري للاطلاع على قائمة من تم اختيارهم للعمل معي وعندما استفسرت عن مقر العمل تفاجأت بقولهم (لا يوجد قسم نسائي حالياً) ولكن لا مانع من الحضور في أي مكان عام أو كوفي شوب حتى اطلع على القائمة وعندما رفضت طلبهم وطلبت رسالها على الفاكس قالوا (غيرك 20 فتاة تنتظر اتصالنا)!! فلا أعلم لماذا لا يكون الاطلاع على قائمتهم إلا بمقابلتهم في كوفي شوب؟!!
7 أشهر من الانتظار
صقر التويجري يحكي عن معاناة زوجته قائلاً: عند تصفحي لإحدى الصحف وجدت إعلاناً فيه مطلوب موظفات سعوديات لمؤسسة ولم تذكر نشاطها أو عنوانها مجرد رقم جوال دُوِّنَ في آخر الإعلان فأعطيته لزوجتي وعند اتصالها بهم أخذت صاحبة المؤسسة تستفسر عن اسمها ومؤهلاتها وعمرها وحالتها الاجتماعية ومن ثم قالت لزوجتي سوف تعاود بها الاتصال خلال أسبوع وإلى الآن لنا أكثر من 7 أشهر لم يأتنا منهم أي اتصال والمصيبة أن الإعلانات الوظيفية لهذه المؤسسة أراها بين الحين والآخر تُنشر في الصحف فهل يعقل من 7 أشهر لم يجدوا الفتاة التي تكون كفؤة للوظيفة أم إن إعلاناتهم مجرد أوهام تُنشر لإغراض أخرى.
وظائفهم لعب على الذقون
أما سعد الفوزان أب ل4 بنات يقول: رغم أن 3 سنوات وابنتاي متشبثتان بخيوط واهنة من الأمل للحصول على وظيفة إلا أنني أرفض وبشدة إطلاعهن على مثل هذه الإعلانات وأحرص على عدم دخول مثل هذه الإعلانات في منزلي لأنها ليست إلا (لعب على الذقون) مجرد إعلانات وهمية تتلاعب بطموح وآمال الفتيات فيكفي ما مررن به من تجارب يائسة ووعود مبيتة وخيبات أمل لا تنتهي في مجال هذه الإعلانات وإنني أتساءل عن دور وزارة العمل من هذه الإعلانات ومن المراكز التي تدعي القدرة على التوظيف مقابل رسوم مالية ومدى جديتها.
وتحدثت الأميرة هيلة بنت عبدالرحمن آل سعود.. مديرة الفرع النسائي في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عن معاناة الفتيات في البحث عن الوظائف قائلة:
لا شك أن مسألة البحث عن الوظيفة باتت هماً للكثير من السعوديات وهو حق مشروع لهن ولكن من المؤسف أن يكون هناك إعلانات غير جادة أو تواجد مراكز تدعي القدرة على التوظيف مقابل المال.وعن الخدمات التي يقدمها مركز التوظيف في الغرفة التجارية قالت: نحن في فرع الغرفة النسائي لدينا مركز للتوظيف يقدم خدمة مجانية للقطاع الخاص وللمواطنات من الباحثات عن عمل وذلك باستقبال قوائم لحصر طلبات منشآت القطاع الخاص من القوى العاملة الوطنية في مختلف التخصصات يتم بيانها في نموذج حصر الوظائف بعد ذلك يقوم المركز بترشيح من تنطبق عليهن المواصفات من قاعدة البيانات الموجودة لديه التي تحوي بيانات الكفاءات المحلية الراغبة بالعمل، ويتم التنسيق والمزاوجة بين الطلبين لتبدأ الإجراءات وبعد ذلك يتابع المركز العملية حتى تنتهي بالتوظيف.وأضافت قائلة: ليس الفرع بعيداً عن هموم التوظيف حيث يحرص على إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات التي تساهم في خلق واقع أفضل للمرأة السعودية ودفعها إلى أعمال أرحب وأوسع لعل من أهمها ورش العمل التي تناقش باستفاضة معوقات توظيف المرأة في القطاع الخاص حيث نظم الفرع مؤخراً ورشة عمل خصصت لمعوقات عمل المرأة السعودية في القطاع الخاص وهي تأتي انطلاقاً من أهمية تفعيل دور المرأة في طرح المزيد من النقاش وتبادل وجهات النظر حول الوضع القائم لسوق العمل من جانبية وهما العرض المتاح من الراغبات في العمل كماً ونوعيةً والطلب المتاح بما يتوفر لهن من فرص عمل وبحث الفجوة القائمة بين هذين الجانبين ومسبباتها وسبل تذليلها.وعن دور الفرع في إنشاء مراكز التدريب قالت: لم يتوقف دور الفرع عند مسألة المساهمة في فتح مجالات التوظيف وإنما بادر بإنشاء مركز للتدريب يتم من خلاله تقديم دورات تدريبية وتطويرية للفتيات حيث لاقت هذه الدورات إقبالاً كبيراً يعكس مدى رغبة الفتاة السعودية في اكتساب المعرفة والمهارة التي تمكنها من طرق أبواب الوظيفة بمؤهلات تتناسب ومتطلبات سوق العمل، وإنني أهيب بمنشآت القطاع الخاص بالتفاعل مع مركز التوظيف بالفرع من خلال تزويدنا باحتياجاتهم من التخصصات النسائية التي يرغبونها للمركز توفير هذه الكوادر.