| |
الصحراء تقول لمشاعل شعر: سليمان العيسى
|
|
بضع كلمات على هامش القصيدة الساعة السابعة صباحا. أسحب المذياع الصغير إلى جواري، وأستمع إلى BBC لندن. فجأة، يلفت نظري تعليق هام: عالمات عربيات، وحديث خاطف عنهن، يبدأ الحديث عن عالمة من المملكة العربية السعودية، تعشق الصحراء، وتنفق الشهور الطوال في دراستها.. العالمة العربية اسمها: مشاعل* تلمع في ذهني كالبرق كتابة قصيدة أستوحيها من هذا النبأ الهام. الصحراء كانت - وما زالت - رمز الأمة العربية في شعري كله. سأجعل الصحراء تتحدث إلى هذه العالمة العربية التي وقفت عليها وقتها، وجهدها، وبحوثها. وكانت هذه القصيدة التي تنشرها لي (الجزيرة) مشكورة عن الصحراء حين تتحدث إلى مشاعل. *** ترصدني (مشاعل) تُحرّك التاريخَ.. لم يهدأ بصدري مرةً، قوافلٌ.. تتبعها قوافلُ قوافل.. من الرمال مرةً، ومرة.. من البشرْ هذي أنا.. أمّكم الصحراءُ، أمّ الشعر والخطرْ على جنون الذاريات الهوج كنت أحمل الوترْ وأطرب الدنيا.. بما يبدعه أبنائي الأوائلُ ترصدني (مشاعل).. تدق باب السرِّ.. تجلو بعضه.. تحاول.. هذي أنا الصحراء.. أحني هامتي على الأزل وأنثر الأرض على أصابعي.. إذا الهوى في صدري اشتعلْ عجيبة أمكِ.. هذي اللانهايات من الكثبان، والأودية الصفراء والسمراء والقللْ والأعجب الأروع.. من عاشوا على رملي، وقالوا الفخر والغزل.. وانسكبوا ترنيمةً حرّى على طللْ والعاصفاتُ تملأ العيون. والأنفاس بالعجاجْ.. كانوا هواةَ المستحيل.. روضوا الحياة.. بين الرمل والعجاجْ *** وهذه حفيدة.. أنجبها فرسانيَ الأوائل جاءت تدق الباب، باب السر في صدري، سأعطيك الذي تهوين يا مشاعل أمكمُ أنا.. سأبقى والعجاج يملأ الدروبْ مأواكُمُ.. يضمكم صدري.. ترودون بيَ الغيوبْ *** في ذات يوم، يا بْنَتي، هيأت السماءْ كلَّ الذي تملك من برقٍ.. ومن سحبْ ومن قناديل.. ومن شهبْ تكثفت فوقي، أنا ملحمة الضوء، أنا الصحراءْ وانهمرتْ نورا على الأرض.. سقاها ما يشاءُ المجدُ.. ما تشاءْ ولم تغضْ يوما ينابيعي، ولا المطرْ هاجرَ من ضروعيَ الثكلى.. سأستيقظُ يوما يا بْنتي، سأنفض الخدرْ عن مقلتي.. هيأني القدرْ للمعجزات.. تبْدَهُ الدنيا بما أحملُهُ.. هيأني القدرْ.. مرِّي على هذي القفار الجرد، في أعماقها تختبئ الجنانْ بكل ما تملك من أسرارْ قادمةٌ أنا.. إلى الدنيا.. على أناملي الزمانْ أطلقه يوما.. كما أطلقتُه في قبضتي الزمانْ.. إنتظروني.. لم يمتْ في ليليَ السحر للمعجزات.. تبده الدنيا بما أجنُّهُ، خبَّأني القدرْ.. ** * مشاعل باحثة من المملكة العربية السعودية كرست وقتها لدراسة الصحراء دمشق 12/12/2006م
|
|
|
| |
|