الجزيرة والتفوق الصحفي
د. عبدالرحمن بن سليمان الدايل (*)

أطلقوا عليها مهنة المتاعب، ولكن المحترفين حوّلوها إلى متعة المتاعب، وعرفوها بأنها مهنة المهام الصعبة، ولكن رجال الجزيرة يسروا هذه المهمة وجعلوا منها حقلاً للتميز والمنافسة، إنها الصحافة التي تربعت صحيفة الجزيرة الغراء على عرش المنافسة فيها في التغطية الصحفية لموسم حج عام 1426هـ، فحازت عن جدارة جائزة أفضل تغطية صحفية لذلك الموسم، ولم يكن ذلك محض صدفة أو ضربة حظ، بل جاء عبر لجنة تحكيم التزمت بمعايير دقيقة في عملها، وفي إصدار أحكامها التقويمية لتصل إلى تلك النتيجة التي هي مفخرة للصحافة السعودية عامة، ولصحيفة الجزيرة على وجه الخصوص.
ووجه الفخر هنا يأتي لأهمية ميدان المنافسة، فشرف هذا الميدان يرتبط بتغطية موسم الحج الذي تشهده المملكة كل عام، وتحشد له كل إمكاناتها وطاقاتها لخدمة ضيوف بيت الله الحرام، وتتضافر فيه جهود مؤسسات الدولة ووزاراتها وهيئاتها لنيل شرف هذه الخدمة التي تعتز بها بلادنا، وتفخر بأنها تتحمل مسؤولياتها، وتحرص على أن توفر للضيوف الكرام ما يستحقونه من كرم الضيافة وعظيم الحفاوة.
وهنا يأتي ذلك الاهتمام المعروف عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - فقد جعلوا أولئك الضيوف في قمة الاهتمام، وحرصوا على الارتقاء بكل ما يقدم لهم من خدمات، وسخروا إمكانات المملكة لتحقيق شرف هذه الخدمة. وهنا يبرز الدور الكبير لوسائل الإعلام التي تكثف من نشاطها كل عام بمناسبة موسم الحج للتوعية والتثقيف، وللتغطية الإعلامية وتقديم خدماتها الإعلامية للضيوف الكرام داخل المملكة مع العناية بنقل الخبر والتغطية الإعلامية الشاملة إلى قلوب الملايين الذين يتابعون أحباءهم في الأراضي المقدسة بكل شوق وتطلع وسرور.
وليس من قبيل المبالغة - في هذه المناسبة - أن يكون من حسن حظ وزارة الحج أن يقوم على رأسها من كان فارساً في الإعلام معالي الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي، فأصبح التنسيق قوياً بين الحج بقداسته، وبين الإعلام بإمكاناته، ولعل ما شهدناه من تطور في التغطية الإعلامية هو ثمرة من ثمار هذا التنسيق المحمود.
وفي هذا المناخ تجيء جائزة أفضل تغطية صحفية لموسم حج عام 1426هـ التي حازتها صحيفة الجزيرة الغراء عن جدارة واقتدار، تجيء لتؤكد أن للصحافة السعودية دورها المتطور في الإعلام، ولها أهميتها في التغطية الشاملة والمتوازنة في مختلف المواقع والأحداث والمناسبات. وما أشرفها من مناسبة حينما تكون مرتبطة بالحج (الركن الخامس) للدين الحنيف لمن استطاع إليه سبيلاً.
وهنا يأتي ذلك الشرف الذي حازته صحيفة الجزيرة حينما نالت هذه الجائزة بما تحمله من مضامين، وما تثيره وتحمله من معانٍ، فصحيفة الجزيرة تمكنت بأسلوبها المهني المتميز أن تحوز على تلك الجائزة بما يتسم به عملها وأداؤها من اهتمام بنوعية ما تقدمه للساحة الصحفية بجانب اهتمامها بالكم الذي توفره، كما يعرفها قراؤها ومتابعوها بنبوغها في الخبر، وتميزها في تناوله تحليلاً وتعليقاً وتوظيفاً للصورة واحتراماً للرأي وسعياً نحو الحقيقة في مهنية واحترافية اشتهرت بها منذ وقت طويل.
وإذا كان حصول صحيفة الجزيرة على تلك الجائزة مصدر فخر لها ولرئيس تحريرها الأستاذ خالد بن حمد المالك، ولكل من ينتسب إليها من كتيبة الصحافة، فإن الفخر أيضاً تستحقه صحافتنا السعودية التي استطاعت أن ترسخ مكانتها في الصحافة العربية، فصارت معروفة بالحكمة والموضوعية والمصداقية وسلامة التوجه ونبل الهدف والحرص على المبادرة فيما يفيد القارئ ويثري ساحة الصحافة وميادينها المتعددة.
وهكذا يأتي تميز صحيفة الجزيرة، وحصولها على جائزة أفضل تغطية لموسم حج عام 1426هـ ليضيف إلى رصيدها في الأداء الصحفي رصيداً جديداً متميزاً، وليشير بكل فحر إلى ما تعيشه صحافتنا من تطور في الأداء يتناسب مع ما هو مطلوب منها لتنال شرف الانتماء إلى هذا الوطن، بما له من مكانة ومسؤوليات، تأتي في قمتها خدمة ضيوف الرحمن في موسم حج كل عام. فهنيئاً للجزيرة الغراء وتهنئة صادقة لمنسوبيها ولكل محبيها.