| |
الأمير سعود الفيصل خلال افتتاحه الاجتماع الدوري الموسع لسفراء خادم الحرمين الشريفين في الخارج: على السفارات أن تكون بيوتاً للمواطنين بالخارج تحظى بكل رعاية واهتمام
|
|
* الرياض - خالد الحقيل: كشف صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية عن تأسيس هيكل تنظيمي جديد يهدف لإيجاد آلية فاعلة ومرنة تدار بها شؤون الوزارة لتلافي المشكلات التي يعاني منها الوضع الراهن. وأوضح سموه انه من الميزات المفترضة لهذا التنظيم انه يؤدي للاستخدام الأمثل للموارد. جاء ذلك خلال افتتاح سموه أمس في مقر وزارة الخارجية بالرياض الاجتماع الدوري الموسع لسفراء خادم الحرمين الشريفين في الخارج الذي يهدف الى تفعيل التنسيق بين سفارات المملكة والديوان العام للوزارة وتقويم أداء السفارات وتطويره استنادا على أحدث المستجدات التقنية والإدارية وتبادل وجهات النظر حول الخطط والبرامج القائمة في هذا الصدد. وقد بدأ حفل الافتتاح بالقرآن الكريم. بعد ذلك ألقى سمو الأمير سعود الفيصل كلمة أوضح فيها ان عقد هذا المؤتمر نابع من الحاجة لإجراء وقفة تأمل ومراجعة حول السبل المثلى للتعاطي مع الأحداث والمستجدات إقليمية كانت أو دولية بمختلف مظاهرها السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية كما يهيئ اللقاء فرصة ثمينة لنتبادل الرأي والمشورة بغية الوصول إلى رؤية واضحة وتوصيات ملائمة تسهم في تكوين الخيارات والبدائل التي ترفع للقيادة لاتخاذ القرار المبني على معلومات واضحة وتقييم سليم. وخاطب سموه السفراء قائلاً: (وبحكم ارتباطكم الوثيق ببلورة وتنفيذ السياسة الخارجية ومتابعتها فأنتم الأقدر على تحسس متطلبات واحتياجات المرحلة الراهنة وما تستدعيه من تطوير وتجديد في أسلوب الأداء والتنفيذ لذلك يحدوني الأمل في ان يشكل هذا الاجتماع رافداً في عملية النهوض بأداء الوزارة وتفعيل البعثات في الخارج للاضطلاع بمهامها بما يواكب تطلعات وطموحات القيادة والشعب السعودي وينسجم مع النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة، وقد ترون من الملائم تبني شعار الارتقاء بالأداء الدبلوماسي ليكون عنواناً لهذا المؤتمر الذي سيركز على تبني تطوير أساليب مهنية تتفق ومعايير الكفاءة والمقدرة وتضمن النهوض بنوعية الاداء). وأكد سموه أن تحسين الأداء لا يأتي بتحليل أوجه القصور فحسب وإنما بابتكار الوسائل التي تتلاءم مع الامكانات المتاحة والاخذ بأفضل السبل الكفيلة بتحقيق الاهداف المرسومة. وأضاف سمو وزير الخارجية: (قد يستغرب بعضكم بأنني سوف لا أتحدث معكم اليوم في المواضيع السياسية التي هي لب عمل الوزارة وانما سأبحث في مواضيع قد تكون اكثر جلباً للملل ولكنها في نظري قد يكون لها اكبر تأثير على عمل الوزارة الاساسي مع العلم بأن المواضيع السياسية ستدرج في مجموعة عمل متخصصة. وعملاً بهذا المبدأ فقد بادرنا بالسعي إلى تحديث وتطوير الانظمة الادارية بالوزارة ووضعنا هيكلاً تنظيمياً جديداً يهدف إلى إيجاد آلية فاعلة ومرنة تدار بها شئون الوزارة لتلافي المشكلات التي يعاني منها الوضع الراهن). وقال سموه: (ان من الميزات المفترضة لهذا التنظيم انه يؤدي إلى الاستخدام الأمثل للموارد التي هي بالضرورة وتحت كل الظروف أقل من الحد المأمول فالتحديث الذي يجب مواجهته هو العمل من أجل الاستغلال الافضل للموارد المتوفرة في حدود ماهو متاح من وسائل وإمكانات. ومن أهداف الهيكل الجديد القضاء على ظاهرة الازدواجية وطول الاجراءات وكثرة اللجان اذ تبين من دراسة الوضع الراهن ان من أهم المشكلات التي نعاني منها هي تشتت الموضوعات التي تخص علاقات المملكة مع دولة من الدول بين الادارات المختلفة نظراً للاعتماد على الموضوعات كأساس لتقسيم العمل في الوزارة مما حال دون إيجاد ملف واحد خاص بتلك الدولة يمكن من خلاله معالجة العلاقات من مختلف جوانبها وابعادها). وتابع سموه القول: (لقد تسنى لنا بعد البحث والدراسة بلورة تنظيم جديد سمته الرئيسة التركيز على طبيعة العلاقة ونوعية التعامل بدلاً من الاخذ بالتقسيم الجغرافي أو الموضوعي ويستند هذا النوع من التنظيم على محورين اساسيين هما محور العلاقات الثنائية مع الدول ومحور العلاقات المتعددة الأطراف مع المنظمات والهيئات والتجمعات أو أي مواضيع وقضايا تمس اطرافاً متعددة مثل حقوق الانسان والإرهاب ونحو ذلك ويجب ألا يفهم من التقسيم أو التصنيف المقترح انه يهدف إلى فصل وظيفي أو هيكلي لاجزاء التنظيم لان مانرمي إليه هو ان تكون خدمات الادارات المختلفة متاحة للجميع وليست محصورة بالاقسام التي تنتمي اليها دون غيرها). ومضى قائلاً: (صحيح ان هذا التنظيم فصل التخصصات إلا أن مبدأ توافر وسير المعلومات ربط اجزاء التنظيم عملياً ومنهجياً ويتم ذلك بفتح باب الاتصال المباشر ضمن ضوابط امن المعلومات بين الادارات المتخصصة لكن سير تلك المعلومات وخروجها ومتابعتها سيكون محصوراً في ملف الادارة المختصة مما يمنع الازدواجية ويضمن مرجعية المعلومات لتتمكن اليد اليسرى معرفة ماتفعله اليد اليمنى ومن هذا المنطلق تم مؤخراً استحداث مركز المعلومات في الوزارة للقيام بهذا الدور). وأضاف سموه: (كما ان من اهم خصائص هذا التنظيم اعتماده على مبدأ التكامل والتجانس في الاعمال الاساسية للوزارة وتجنب الازدواجية وذلك بضم كل جوانب العلاقة مع اية دولة أو منظمة كل في ملف واحد ومن خصائصه ايضاً انه يهدف إلى بناء خبرة متعددة الجوانب والابعاد لدى الموظفين علاوة على انه يعطي اهمية كبرى للمعلومات وتخطيط الموارد البشرية والمالية والدراسات والبحوث. وسوف يتاح للسفراء امكانية الالمام بتفاصيل هذا التنظيم والتعرف على خصائصه وميزاته وسيكون من المفيد ان نطلع على مالديكم من ملاحظات وافكار حول التنظيم الجديد لتأخذ بعين الاعتبار عند إعداد التوصيات النهائية لهذا المؤتمر). وأوضح سمو الأمير سعود الفيصل أن هذا الجهد التطويري في أداء الوزارة لا يتعدى كونه جزءاً من التوجه العام للدولة نحو تطوير ادائها بما في ذلك التخلص من سلبيات الاسلوب التقليدي في العمل الحكومي وخاصة الحقل الدبلوماسي وتعامله مع القضايا الدولية والانتقال إلى نهج أكثر حداثة واستجابة لمتطلبات الدولة العصرية ومستجدات الساحة الدولية واللحاق بركب من سبقنا في هذا المجال. ولبلوغ هذه الغاية أشار سموه الى أن وزارة الخارجية شرعت بالفعل في تطوير انظمتها الادارية وتطبيق الاساليب التقنية الحديثة بما في ذلك وضع إستراتيجية تنفيذية للتعاملات الالكترونية في مجال المعلومات والخدمات التي تقدمها الوزارة لمنسوبيها ولعموم المستفيدين في الداخل والخارج من اجل زيادة الكفاءة والفاعلية ورفع إنتاجية العمل وتحسين مستوى تقديم الخدمات والاسهام في دعم الاقتصاد عن طريق توفير البيئة المواتية للاستثمار في المملكة بما في ذلك تمكين جميع المتعاملين مع الوزارة من مواطنين ومقيمين وشركات في الداخل والخارج من الحصول على خدمات راقية ومتكاملة وسهلة وآمنة بوسائل الكترونية من أي مكان في العالم وفي أي وقت وسوف تكتمل تلك الاستراتيجية مابين عام 2008م وعام 2010 م وفقاً للامكانات المتاحة. وأكد سموه أن هذا التوجه لا تفرضه اهتمامات شخصية وانما يعكس توجها واعيا للقيادة في المملكة من خلال أوامر سامية كان آخرها قرار مجلس الوزراء رقم 40 القاضي بضرورة السعي للارتقاء بأنشطة المعلومات والتقنية لتطوير التعاملات الحكومية التقليدية وصولاً إلى تعاملات حكومية الكترونية تكاملية فيما بين القطاعات لرفع الأداء الحكومي بشكل عام. وقال سمو وزير الخارجية: (إننا وقد عملنا على بناء قاعدة صلبة لمرحلة جديدة من الأداء الأمثل الذي نتطلع إليه نتوقع ان يسهم كل منكم في تحقيق الغاية من هذا التوجه فمسئولية السفير لاتقف عند حد الشكوى من المشكلات والعقبات وإنما المساهمة الفعلية في إيجاد الحلول وخاصة الحلول الوقائية قبل ظهور المشكلات. فما لدينا من إمكانات بشرية هو ما نملكه وبالتالي إذا كان هناك نقص في الكفاءة المتوفرة فيجب علينا العمل لسد هذا النقص لتأهيل الموظف سواء أكان في اللغة أو الحاسب الآلي أو غير ذلك من المهارات ويتحمل السفير أو رئيس البعثة وادارة الموظفين مسئولية كبيرة فيما يتعلق بتهيئة السبل الكفيلة بالنهوض بمستوى الموظف وكفاءته عن طريق برامج التدريب والتطوير الوظيفي ولا بد ان أذكر بأن هذا لا يتم بإلقاء اللوم فقط بل بالتشجيع والمتابعة لذلك يجب ان يكون لإدارة الموظفين وجود في معظم السفارات لمتابعة خطة تدريب الموظف وتأهيله). وأضاف سموه: (وإذا أدركنا ان قيادتنا الرشيدة تعمل ليلاً ونهاراً من أجل رفع مستوى الانسان السعودي والارتقاء به عبر المراجعة المستمرة للانظمة والإجراءات والدعم السخي لميزانيات الوزارات بما في ذلك وزارة الخارجية فقد أصبح من الواجب علينا اعتماد وسائل التطوير للأداء بل والارتقاء به إلى مستويات اعلى فلم يعد هناك مجال للتوقف عند حد التبرير للتقصير والتماس الاعذار سواء كان بدواعي عدم توفر الامكانات أو نقص الموظفين أو خلافه). وفيما يتعلق بفتح المجال للعنصر النسائي في وزارة الخارجية أوضح سمو الأمير سعود الفيصل أن الوزارة قطعت بالفعل شوطاً في هذا الاتجاه منطلقة في ذلك من مبدأ أهمية الاستفادة من الكفاءات التي اكتسبتها المرأة السعودية من خلال ماوفرته لها حكومة خادم الحرمين الشريفين من فرص التعليم والتدريب والمكملة للتنشئة الدينية والاخلاقية التي تربت عليها المرأة السعودية مما يجعلها أكثر ملاءمة للانخراط في العمل لما تتميز به ليس فقط من العلوم بل ايضاً من الاخلاق الاسلامية السامية والتي ستكون بحول الله المظهر المميز لسفارات المملكة العربية السعودية، وشدد سموه على ضرورة أن يعكس مظهر السفارة امام الآخرين أو في نظر المواطنين الطبيعة المميزة لهذا البلد الذي حباه الله بأن يكون مهبط الوحي وقبلة المسلمين ويجب ان تكون بيوتاً للمواطنين السعوديين في الخارج يحظى فيها المواطن بكل عناية ورعاية واهتمام وعدم ادخار أي جهد في سبيل الدفاع عن مصالحه وحمايتها. وأكد سموه أن المسؤولية في ذلك تقع بشكل اساسي على السفير أو رئيس البعثة مشددا على ضرورة أن يتيح مثل هذا الاجتماع فرصة للوقوف على ما تم بالنسبة لبرنامج تملك السفارات والخطط التي جرى اعتمادها لتنفيذ ذلك. ولفت سموه النظر الى أن الشأن الإعلامي سيحتل مساحة كبيرة من اعمال الاجتماع عبر اللجنة المخصصة لهذا البعد المهم من العمل الدبلوماسي. وتمنى سموه من المجتمعين بألا يحذو حذوه في الاطالة في الحديث لأن التركيز والاقتصار في السرد سيسمح بتغطية المواضيع المدرجة في جدول أعمالهم في حدود الوقت المتاح. وقال سموه: (إنني لا أرى مسوغاً لتذكيركم بمرتكزات ومحددات السياسة الخارجية للمملكة وانتم اصحاب الشأن المعنيين به غير ان من المجدي مع ذلك ان يتناول هذا الاجتماع تلك المرتكزات والمحددات وأن تجري مراجعة شاملة لنوعية الأداء الدبلوماسي السعودي الراهن وكيفية الارتقاء به وانتم المختصون في هذا الشأن ولافتيا ومالك في المدينة). واضاف: (غني عن القول انكم تمثلون بلداً يتمتع بمنزلة رفيعة ومكانة عالية على كل المستويات العربية والإسلامية والدولية وله تاريخ عريق ومشرف في الاسهام في صياغة النظم الدولية والاقليمية وتأسيسها والعضوية الفاعلة والمؤثرة في عشرات الهيئات والمنظمات والتجمعات الدولية والاقليمية وبلادكم كما تعلمون جميعاً تتمتع بحضور إقليمي ودولي ومكانة مرموقة لامجال لانكارها أو تجاهلها وللمملكة في هذا الصدد مواقف مشرفة ومشهودة عبرت خلالها بوضوح عن دعمها للقضايا العربية والإسلامية والدولية العادلة واخذت في احيان كثيرة زمام المبادرة في طرح الحلول المنصفة المعتدلة الرامية إلى تحقيق الامن والسلم وتجنب الصراع والحيلولة دون نشوء الحروب ولبلادنا اياد بيضاء وسخية دونما منة في مواجهة الازمات والكوارث ومساعدة المتضررين بها والتخفيف من اثارها). وتابع سموه قائلاً: (ويأتي اضطلاع المملكة بكل هذه الامور في إطار محكم تحترم فيه بلادكم عهودها ومواثيقها وتلتزم بها التزاماً كاملاً واكيداً وقد حرمت على نفسها المساس بسيادة الدول واستقلالها وتمسكت بعدم التدخل في شئون الآخرين، كما رفضت تدخل الاخرين بشؤونها الداخلية مما عزز مكانتها الاصيلة المرموقة وهي تحتضن مقدسات المسلمين ويتجه إليها مئات الملايين منهم من كل اصقاع الارض ومما يزيد في اهميتها ثقلها السياسي المتسم بالحكمة والاعتدال ووزنها الاقتصادي الناجم عما حباها الله به من خيرات وعمقها الثقافي المستمد من طبيعة المكان وعراقة التاريخ وفقه علمائها). وقال: (إن ما أشرت إليه حول مكانة المملكة ودور قياداتها يضعنا جميعاً على المحك الصعب ويطوق اعناقنا بأمانة ثقيلة ومسئولية جسيمة تحفزنا إلى ان نكون على مستواها). وعبر سمو وزير الخارجية عن تطلعه الى أن يحقق الاجتماع النتائج المرجوة منه ولخصها سموه فيما يلي.. 1- تحقيق الرسالة السامية للمملكة العربية السعودية من خلال ترجمة سياساتها الخارجية المعتدلة والمتزنة بأداء دبلوماسي مهني فاعل وراق. 2- الخروج بمنهج واضح وخطة عمل دقيقة لانفاذ اهتمام خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة بمصالح المملكة في الخارج وايلاء الاولوية لرعاية مواطنيها بكل المسئولية والامانة. 3- العمل على تحقيق مصالح المملكة الاقتصادية وتفعيل شراكتها على الصعيد الثنائي والمتعدد الأطراف بما يعود بالخير والازدهار على مواطنيها وتيسير السبل المؤدية إلى ذلك. 4- إبراز الوجه الحضاري المشرف للمملكة في جوانبه الثقافية والاجتماعية. 5- تفعيل وتطوير الجهد الإعلامي المتزن المواكب للمستجدات. 6- تطوير أساليب العمل الادارية والمالية والتقنية وتحديثها وتسخيرها لخدمة الاداء. 7- العمل على تطوير قواعد المعلومات والدراسات وتقويتها وبناء شبكة متكاملة لها وتفعيل دور الدراسات. 8- العمل بكل الاهتمام والعناية على ان يترجم الأداء المهني والسلوك الشخصي لمنسوبي وزارة الخارجية وبعثاتها في الخارج مبادئ المملمكة ومنهجها وتوجهاتها. وأكد سموه اهتمامه بالاستماع إلى السفراء والاطلاع على مرئياتهم في مناقشة أولية مفتوحة قبل ان ينشغلوا في التفاصيل في جلسات الاجتماعات المتخصصة. وقال سموه: (إذا كانت قضية رفع الأداء تشكل محور وموضوع اجتماعكم الراهن فقد يكون من الملائم تخصيص موضوع أو محور أو شعار لكل اجتماع من الاجتماعات القادمة بإذن الله وقد تتفقون معي حول ملاءمة عقد اجتماع عام لكل السفراء كل خمسة أعوام ويتخللها اجتماعات اقليمية محدودة كل عامين). وتمنى سموه في ختام كلمته التوفيق والسداد للجميع في القول والعمل متضرعا الى الله العلي القدير ان يحفظ بلادنا ويديم عليها الأمن ويسبغ النعم في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وليس للإنسان إلا ماسعى. ثم ألقى سفير المملكة لدى المملكة الأردنية الهاشمية عبدالرحمن العوهلي كلمة السفراء أكدوا فيها أن المبادرة لعقد هذا الاجتماع تأتي في ظل ظروف اقليمية ودولية مهمة ودقيقة ومتغيرات وتطورات عالمية متسارعة تحمل في طياتها فيضا من الرؤى والافكار والسياسات والتوجهات على ساحاتنا الدولية وأوجدت بدورها واقعا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا واعلاميا جديدا يتطلب الوقوف أمامه لفهم افرازاته والتعامل معها. ولفتوا النظر الى مايشهده الوطن العزيز من حراك سياسي واقتصادي واجتماعي ايجابي يحمل في طياته تطورا في الرؤى والفكر والمنهج والسياسات والنماء والبناء تقود دفته قيادة الوطن العزيز بكل مهارة واقتدار في مشروع اصلاحي متكامل محوره الوطن والمواطن وركيزته شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وقالوا: (ان جميع تلك المعطيات تكسب اجتماعهم أهمية خاصة في دراسة الاوضاع الاقليمية والدولية ومستجداتها وما تقوم به المملكة من جهد دولي وتحرك دبلوماسي واسع للدفاع عن القضايا العربية والاسلامية المشروعة وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدولي القائم على أسس العدل والمساواة بين الشعوب ومبادىء الشرعية الدولية وتعميق مفاهيم الحوار والارتقاء بمستوى التفاهم والتواصل بين شعوب العالم والمشاركة الفعالة في صياغة الواقع الجديد الذي نعيشه بما يعكس ثقافتنا الاسلامية وقيمنا العربية الأصيلة ويحفظ لنا مصالحنا ومصالح أمتنا العربية والاسلامية الاستراتيجية والحيوية). وأضاف السفراء: (اننا كبعثات للمملكة في الخارج وإحدى أدوات سياستها الخارجية نعيش آفاق هذا التحرك ونستشعر انعكاساته ونلمس ما يحظى به من تقدير واحترام لدى حكومات وشعوب الدول الممثلين لديها مما يجعلنا نشعر بالزهو والفخر كمواطنين ننتمي الى هذا الكيان الكبير وممثلين له سفراء لخادم الحرمين الشريفين لدى دول العالم حاملين معنا رسالة الهدى المحمدية التي تدعو الى المحبة والسلام والوئام والتعارف بين الشعوب والحفاظ على كرامة الانسان وصيانة حقوقه المشروعة). وعبروا عن مشاركتهم سمو وزير الخارجية في الطموحات والتطلعات الكبيرة التي يحملها سموه لتطوير العمل الدبلوماسي. وقالوا: (إننا نتطلع باهتمام كبير الى هذا الاجتماع لتبادل الرؤى والأفكار حول الخطط والبرامج التي وضعها الديوان العام للوزارة وخاصة المتعلقة بتوظيف أحدث وسائل التقنية واساليب الادارة العصرية التي تستوجب بدورها تطوير القدرات وتنمية المهارات وفق أسس التدريب الحديثة وتغيير المفاهيم التقليدية الى المفاهيم العصرية). أكدوا ثقتهم في أن تلك الخطط والبرامج سوف تؤتي ثمارها بمشيئة الله تعالى بناء على ما لمسوه من نتائج ايجابية على ارض الواقع لما تم انجازه حتى الآن من برامج استهدفت تعزيز عمل البعثات في الخارج وتطوير وسائل الاتصال والتواصل بينها وبين الديوان العام للوزارة وجهات الاختصاص الأخرى. بعد ذلك بدأت الجلسة الأولى للاجتماع. ويبحث رؤساء البعثات الدبلوماسية على مدى خمسة أيام القضايا الدولية والإقليمية ومستجداتها ومواقف المملكة وجهودها في هذا الشأن. ويشتمل برنامج اجتماع سفراء المملكة على اجراء لقاءات لأصحاب السمو والمعالي سفراء خادم الحرمين الشريفين مع أصحاب المعالي الوزراء في أجهزة الدولة المعنية بالعمل الخارجي وذلك بهدف تطوير التنسيق بين سفارات المملكة وتلك الأجهزة وتبادل وجهات النظر حيال الموضوعات المتعلقة بمهامها على الساحة الخارجية بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن.
|
|
|
| |
|