| |
البداية الحقيقية للسياحة الناجحة فيصل بن عبد الله المطلق*
|
|
لا شك أن الخطط المسبقة والإستراتيجية الناجحة التي اتبعتها أمانة منطقة الرياض ثم الاستعدادات التي أشرفت عليها، وشارك فيها العديد من الجهات المختصة والمتخصصة لإنجاح احتفالات عيد الفطر المبارك لهذا العام 1427هـ لهي أكبر دليل على الخبرة المكتسبة لهذا الفريق والمشرفين عليه، وهي اللجنة الجيدة لانطلاق سياحة داخلية ناجحة تحظى بجذب واستقطاب سكان المدن العربية المجاورة بعيداً عن سوء التنظيم والاستغلال والارتفاع الجنوني في الأسعار فضلاً عن الخصوصية التي تتمتع بها دولنا ومنطقتنا العربية والإسلامية. وبالنظر إلى مهرجانات واحتفالات الدول المجاورة التي اكتسبت شهرة وصيتاً نجد أن احتفالات الرياض لم تختلف كثيراً إلا في الحفلات الغنائية وبهرجة المطربات، وهو ما قد امتلأت به معظم القنوات الفضائية.. ومن منطلق الهدف الذي أُقيمت من أجله احتفالات أمانة منطقة الرياض، فإن إرضاء كافة الأذواق أمر مستحيل على الإطلاق، لكن الغالبية من سكان مدينة الرياض من المواطنين والمقيمين وحتى من الزائرين قد تفاعلت مع الاحتفالات السابقة التي لم تغب عنها وسائل الإعلام المرئي والمسموع (التلفزيون السعودي بقنواته الأربع وإذاعتيه)، التي يجب أن تساهم وبقوة في الإعلان المتكرر عن هذه الاحتفالات وفعالياتها وبرامجها ومميزاتها للزوار كما نراه في مهرجانات الدول الشقيقة المجاورة. ولعل مهمة اللجنة المنظمة للاحتفالات التي حاول القائمون عليها هي إضافة الجديد من البرامج والفعاليات وحسن التنظيم والمتابعة في كل مكان تقام فيه إحدى هذه الفعاليات. ويعد التجاوب الذي حظيت به دعوة أمانة منطقة الرياض من قبل المراكز التجارية الكبرى والفنادق والمطاعم وشركات تأجير السيارات ومن أصحاب المؤسسات السياحية والترفيهية، وتبنيها لبرامج وفعاليات حقيقية وملموسة من قبل الأسواق الكبرى قد فتح آفاقاً بيعية متميزة أمام أصحاب هذه الأسواق، كما وضعت الاحتفالات الدائرة الصحيحة نحو أماني جديدة لتحقيق نجاحات تتطلب مزيداً من الدراسة والتخطيط في معادلة صعبة وهي كيف نجذب المزيد من سكان وزوار مدينة الرياض خلال الاحتفالات بدلاً من الهجرة للسياحة الخارجية خلال إجازة عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى والإجازة الصيفية. ولعلنا نسترجع مهرجان الرياض الأول في هذا العام حيث غاب عنه الدعم والمساندة الحقيقية من كبار شركات القطاع الخاص التي تُعتبر (عالمياً) من أصحاب الترتيب الأولى في قوة رأس مالها ونشاطها الاقتصادي، حيث رأيناها تتقاعس أمام طلبات العاصمة السعودية في تزيينها ودعمها في هذا المهرجان الرائد الذي تفتخر به الرياض، في نفس الوقت الذي نرى فيه بعض شركاتنا الكبرى تتسابق للمشاركة في فعاليات خارجية غير سعودية أو الدعم الكبير الذي نشاهده لبعض البرامج لقنوات تجارية. إن احتفالات الرياض هي البداية الصحيحة والحقيقية والرائدة لإيجاد مناخ سياحي وترفيهي متميز عن بقية المهرجانات نظراً لتميُّز الرياض العاصمة السعودية عن غيرها. ولنا كبير الأمل في أمانة منطقة الرياض التي بادرت منذ سنوات وسعت لتقديم هدية متواضعة للرياض مشكورة، أن تواصل إقامة هذه الاحتفالات كماً وكيفاً وتضع المزيد من الفعاليات المطلوبة والمتنوعة للزوار والمقيمين، وأن تكثف الإعلان عن هذه الاحتفالات من خلال وسائل الإعلام الخليجية والعربية وتفتح المجال للراغبين في الدعم من قِبل كبرى الشركات والمؤسسات الوطنية من أجل نجاح متميز ومستمر ينسجم مع الرياض العاصمة. آملين للقائمين على هذا المهرجان وعلى رأسهم سمو أمين منطقة الرياض الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن ولجميع زملائه التوفيق والنجاح.
* عضو اللجنة السياحية بالغرفة التجارية - رجل أعمال
|
|
|
| |
|