| |
المُعَلَّقة المَكِّيَّة
|
إذا ارتعشتَ بانةٌ خِلتَها |
تُهامسُ أفياءَ أُمِّ القُرى |
مُجنَّحةَ الرِّيشِ ريَّانةً |
فيا لكَ صادٍ بهذا الوَرَى |
أمِسْكاً فيا رُكنها ما بُكاً |
فؤادي في (حِجرِها) استَعْبَرا |
سَفَرتَ على مرمرٍ قَلَّما |
فَبَرَّحَ بي (المئزمُ) المَرمَرا |
ويَا رِيحُ ما هَاجَ صَفْصَافَةً |
بِقَلبيَ رِئْمٌ وما مَرمَرا |
تعلَّق رقَراقَةً بالصَّفاَ |
وبالحِجرِ والرُّكنِ (والمِنبرَا) |
أُمسِّحُ خَدِّي بأنوائِها |
تُؤِّرقُ بَطحَاؤُها الأحْوَرا |
مُؤرَّق جَفنٍ.. ضُحًى نُفِّرا |
تَخِفُّ (بذي سَلَمٍ) فالدُّجى |
تَناهبهُ فِكرٌ في الذُّرى |
فما أنت مُستمطرٌ غَيمَهَا |
وما غَيمُها - مُبرِداً - أَمطَرا |
أَمكَّةُ هذي الحُجُونُ بهاً |
تُرنِّقُهُ الذَّهبَ الأصفرا |
فهاتِ الطيُّوبَ وذا المِجمرا |
هُنَاكَ الصَّفيُّ تجلَّى له |
أجِبرِيلُ.. للهِ ما أبهرا |
أرِيجُ الطُّيوبِ بها كَبّرا |
تُجرِّحُ لوعتيَ الأنهُرَا |
بدمعِكَ هيَّا أبِنْ كَيفَما |
تُكتِّبُ في مائِهِ الأسطُرا |
فيشمِتُ بي كُلُّ ذي صبوةٍ |
وقد كُنتُ تيَّاهَها الأمكرا |
أيا مَكَّ.. إذخِرُها يا لهُ |
يُذَكِّرُ مُصعبها الأندرا |
تناهى إلى النّجمِ إيجافُهُ |
وما كان بَعد الغِنى أعسرا |
ألا ليتَ لي في الحُجُونِ ضُحى |
أغارِيدَ أرثي بها المِزهرا |
بِلالُ.. أرمضاؤُها أم ثرًى |
مِنَ المِسكِ مِنْ (أَحَدٌ) نوَّرا |
يمانيةً عزَّ مَن ذا جَرَى |
بِلالُ.. ويحطمُ مني الصَّدى |
فيا شِعبَ (عامرَ) كَيفَ بنا |
يَطِيفُ ادِّكاريَ أن أَسَهرا |
وما شِعبُ مَن كان ضيفاً لكمْ |
سقى اللهُ أنجُمَك السُّهَّرا |
كواكبُ تغشَى ترابَكَ.. قُلْ |
مُحمَّدٌ الفردُ.. ما أَكبرا |
أيا شِعبُ.. نقشاً فإنَّ الضُّحى |
فديتُ خُطًى ليسَ مِثلَ خُطًى |
وإنِّي تعلّةُ هذا السحابِ |
يُضمِّخُ إيوانَ هذا الثّرى |
غريبٌ تُزخرِفُ شِعراً هُنا |
فمل حدّثِ (الخيفَ) عن والهٍ |
مَنَ السِّدرِ يستعتبُ الأعصُرا |
وخافِتْ (كُدَيَّ وجَرْوَلَ) بالتَّو |
ألا يا ضُحَايَ أفِقْ إنَّ ذي |
تصبّى البُكا نُعَّساً فُتَّرا |
على أنَّ مُزْدلفَ القلبِ في |
بكيتُ لهذا الثَّرى صُوِّرا |
ترَجَّى مُصوَّرة الأكبرَا |
بجانِبِه الحِجرِ.. هاتِ الشَّجَى |
ويا مِن عنِ الرُّكنِ إنْ أسفرا |
وقُلْ سيدي.. ما بُكًا آدَنِي |
ذَلِيلٌ ببابِكَ - رَبِّ - (اغفِرا) |
هامش: (الحجون.. كدي.. جرول.. الخيف): أسماء أماكن في مكة المكرمة |
|
|
| |
|