مستعجل
أسئلة الفتاوى
عبد الرحمن سعد السماري

** هناك أمور سهلة وبسيطة ومعلومة عند أبسط الناس.. ومع ذلك نسمع ونقرأ أسئلة عنها في الفتاوى المنشورة أو المسموعة..
** أناس يسألون عن أمور معلومة لأبسط الناس.. بل التلميذ في الصف الابتدائي يعرفها بكل بساطة ومع ذلك نسمع أسئلة عنها.
** كلنا.. أو ربما أكثر من 99% من مجتمعنا.. درسوا في المدارس النظامية وغير النظامية.. كالمساجد أو الدروس وكلّهم عرفوا الفقه والتفسير والحديث والتوحيد.. عرفوا أحكام الشرع في أمور الصيام والصلاة والزكاة والحج..
** إن المتابع لأسئلة الفتاوى.. يسمع ويقرأ أسئلة في منتهى البساطة.. سهلة للغاية.. أو ربما أسئلة يمكن أن تُصنَّف على أنها أسئلة غبية.. كما أن بعض الأسئلة مكرّر مليون مرة.. وقرأناه وسمعناه ألف مرة.. وحفظنا إجابته عن ظهر قلب.
** في رمضان.. الأسئلة عمّن يأكل وقت أذان الفجر.. أو من يفطر على غير رطب.. أو حكم القطرة أو الإبرة.. أو حكم السواك في نهار رمضان.. أو حكم الاحتلام.. أو حكم من نام طوال النهار.. أو حكم من شرب وهو ناسٍ.. هل يُكمل اليوم أو يكمل الفطر.. وعن المسافر ومتى يفطر.. يعني أسئلة تعرفها (جدِّتي) كما يقول العوام.
** أما أسئلة النساء.. فكلّكم تعرفونها.. حكم إذا طهرت قبل الفجر.. أو طهرت قبل المغرب وماذا في هذا الحكم؟
** أما أسئلة الحج.. فهي الأخرى مكرورة.. عن حكم الإحرام من جدة.. أو حكم من تطيَّب وهو ناسٍ.. أو طاح ظفره أو شيء من شعره غصباً عنه.
** هذه الأسئلة السهلة البسيطة.. يمكن أن يسألها إنسان يدخل الإسلام لأول مرة.. إنسان يتعلَّم الإسلام ولا يعرف من قبل عن الإسلام أي شيء.
** إنسان لا يدري متى يفطر.. ولا متى يصوم.. ولا كيف يصوم.. ولا معنى الصيام.. أما أن تُساق هذه الأسئلة السهلة البسيطة في مجتمع مسلم نصيبه من العلم الشرعي جيد.. فهذا.. غير مقبول.
** نعم.. للسؤال عن أمور تجهلنا..
** ونعم للتثقّف الشرعي..
**ونعم لسؤال أهل العلم.. ومن لا يسأل عن أمور دينه.. فسيقع في خطأ.. والذي لا يسأل عمّا يخفاه من أمور دينه.. يعتبر مخطئاً ومتجاوزاً.
** نعم.. السؤال ضروري.. بل يصبح واجباً فيما يخفانا من أمور ديننا.. والله تعالى يقول:{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}.. ولكن.. لنسأل عن أمور تستحق السؤال.. لكن أن نطرح أسئلة أجوبتها معروفة.. وقد نُشرت وقيلت أمام مسامعنا ملايين المرات.. ابتداءً من المدارس.. وانتهاءً بوسائل الإعلام المتعدِّدة.. فهذا شيء غير مناسب.
** لا يوجد في مجتمعنا.. من يجهل.. متى يصوم.. ولا متى يفطر.. ولا كيف يصوم وكيف يفطر؟
** لا يوجد في مجتمعنا.. من يجهل أحكام الصيام المعلومة للكل..
** نعرف متى نصوم.. ومتى نفطر..
** ونعرف خوارم أو مفسدات الصيام..
** ونعرف ما لا يفسد الصوم..
** ونعرف ضوابط الرخص في السفر..
** ونعرف أحكام الصلاة وأحكام الوضوء وأحكام الطهارة وأحكام الحج.. ونعرف أركان الحج.
** في الزكاة.. الأسئلة السنوية.. هي عن المجوهرات الخاصة بالنساء.. وهل تزكَّى؟ أو الأراضي هل تُزكَّى أو الدَّين هل يُزكَّى عليه؟
** هذه الأسئلة الثلاثة.. تكرَّرت على مسامعنا ملايين المرات.. ومع ذلك تكرر.. وتكرر.. وكأن الناس لا تعرف عن الزكاة أي شيء.. بينما هي مذكورة في كتب الفقه للمرحلة الابتدائية.
** إن سؤال أهل العلم مطلوب.. ومن لا يسأل عمَّا يخفاه.. سيقع في المحظور والخطأ.. وسيرتكب معصية.. بل إن السؤال أحياناً.. واجب شرعي.. لا تبرأ ذمتك.. إلا بالسؤال.. والسؤال ليس عيباً.. والناس على مرور القرون والعقود.. يسألون أهل العلم.. ولكن أن يخرج عالم في وسيلة إعلامية لمدة ساعة.. وتكون كل الأسئلة المطروحة عليه.. أسئلة بسيطة بدائية يعرفها ذو السبع السنوات.. فهذا.. غير مقبول.