| |
حكاية كل عام : غياب الثقافة في رمضان الشقحاء: الركود الثقافي حالة عامة اتضحت بعد تعيينات مجالس الأندية الأدبية
|
|
* جدة - صالح الخزمري: تعيش الساحة الثقافية في المملكة ركوداً خلال شهر رمضان المبارك. وتلك سمة في كل عام، مع أنه ليس هناك ما ينافي قدسية الشهر الكريم، ومع ذلك نجدها تقل وبل وتكاد تختفي، إلا بعض الجهات النشطة كنادي جدة الأدبي والذي أشرنا له في عدد سابق من المجلة الثقافية، حيث حطم هذا الركود المعتاد. ربما يوجه الاتهام إلى الجهات المشرفة على الأنشطة الثقافية ويعفى عنها الأدباء والمثقفون كأفراد. ولكن التهمة مشتركة، فهناك من المثقفين من يعتزل الثقافة خلال هذا الشهر، حتى أن أحد الشعراء المعروفين اعتذر عن المشاركة في مناقشة هذه القضية بحجة أنه لا يناقش ولا يشارك في أي قضية ثقافية في رمضان. القضية عند طرحها للنقاش وجدت تشخيصاً ونفياً وإثباتاً في نفس الوقت، مع إشارة إلى بعض المقترحات والتوصيات للخروج من هذا الركود لا سيما ونحن نعيش عصر وزارة الثقافة والإعلام، عصر ازدهار الثقافة في المملكة بدعم وزيرها أ. إياد مدني المثقف قبل الوزير ومتابعة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية د. عبدالعزيز السبيل الذي عايش الأنشطة الثقافية عن قرب لا سيما أنشطة نادي جدة الأدبي. * بداية يعدُّ الأديب والقاص محمد المنصور الشقحاء أن الركود الثقافي حالة عامة، واتضح أكثر بعد تعيينات مجالس إدارات الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون بشكل يعيدنا إلى الوراء نصف قرن لحراك حكومي ومدني لبناء إستراتيجية ثقافية ذات ذائقة ملفتة برونقها وبهاء تضاريس المملكة العربية السعودية الجغرافية والإنسانية. ويضيف الشقحاء أن الركود والدعة سمة من سماتنا العامة ومكنوناتنا الشخصية، ننفر ممن يناقشنا ونبحث عمن يثني على تجرئنا على الأنظمة لرهاب الخوف من المجهول والضحية هنا هم أدباء ومفكرو الوطن. ويؤكد الشقحاء على خصوصية شهر رمضان التي نعرفها جميعاً، الخصوصية الروحانية، وماذا يفعل بنا جميعاً كمجتمع له تقاليد اجتماعية، ودينية منفصلة عن السياق العام تقديساً لخصوصية الشهر، وبحثاً عن فضائله التي لم يعرف القائمون على المنابر الأدبية والثقافية كيفية التعامل معها، بينما على مر العصور من الخلافة الراشدة وحتى اليوم تجد في كتب التاريخ وغيرها أدب وثقافة رمضان كما نجد أدب وثقافة الحج. ويضيف الشقحاء: إن هذا الجهل يمتد إلى نوعية المناشط المنفذة على خجل، وفي الإمكان إذا وعينا أهمية الدور الثقافي في السياق العام تحويل قاعات النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون إلى مجلس سمر يكون فيه متحدثون يتناولون كل ليلة موضوعاً من المواضيع الثقافية والاجتماعية وحتى السياسية، كتعليق على نص في صحيفة أو حوار قضية في التلفزيون. ويضيف: ومن هنا نكتشف أن الركود نظرياً قائم ونتحدث فيه، بينما نحن على المستوى العام نتحرك ونحن نشعر أن ذلك واجب وليس عن رغبة. * الأستاذ عبدالله الشريف الكاتب المعروف يقول: إن النشاط في شهر رمضان يجب أن يكون أكثر مما يكون في غيره، فتخفف الناس من ما يترتب على ملء البطون من ثقل الأجساد وخمول الأذهان، يجعلهم في فترة الصيام أكثر نشاطاً وقدرة ذهنية. يثبت هذا أن أحداثاً كثيرة مهمة وقعت في رمضان، والمسلمون عبر تاريخهم لم يكونوا يغيرون نمط حياتهم في رمضان إلا ما كان من الإقبال على الله بالطاعات، فلم يكونوا معتبرين شهر رمضان شهر كسل ونوم، كما يعتبره كثير من الناس اليوم. ورمضان رغم كونه موسم عبادة إلا أن العبادة فيه وفي غيره من الشهور لم تكن قط سبباً في ترك مزاولة أنشطة الحياة العادية. والنشاط الثقافي هو أحد أنشطة الحياة التي يجب أن تزاول في رمضان كما في غيره من الشهور. ولكنا في بلادنا ومنذ عقدين أو أكثر سيطرت على أذهان الكثيرين منا فكرة أن شهر رمضان لا يصلح إلا لأداء الشعائر التعبدية من صوم وصلاة وتلاوة وذكر، وإنه يجب صرف الجهد كله فيه لها، حتى وجدنا من يدعو إلى أن يكون الشهر كله إجازة رسمية ليتفرغ فيه الناس للعبادة. وفئة أخرى منا اعتبرت مثل هذه الدعوة في صالحها لأنها تخفف عنها وطأة الصوم والسهر الذي اعتادته، والذي بسببه جعلت نهار رمضان ليلاً، وليله نهاراً لا يعمل فيه، وتتفرغ للراحة فقط، ولعل الراحة تعقب الملاحة. وأما الأنشطة الثقافية التي تعاني أصلاً في بلادنا من ركود دائم، فإنها في رمضان تختفي، فلا نسمع بإقامتها إلا نادراً، ولو وجدت هذه الأنشطة الثقافية فإن حضورها سيكون ضئيلاً، فنحن قوم قد أقنعنا أنفسنا أن شهر رمضان لا علاقة له بنشاط أصلاً. ومن يعترض على قولي هذا فليبادر بزيارة أماكن العمل في الإدارات الحكومية والأهلية بل وفي الأسواق، ففترة النهار تكاد أن تكون فترة لا يعمل الناس فيها إلا أقل القليل. وأما في المساء فإنهم بعد أن تمتلئ البطون يحتاجون إلى الراحة، ومن يؤدي منهم صلاة التراويح لا يجد من المناسب بعدها أن يقوم بأي نشاط، حتى ولو كان هذا النشاط المشاركة في أمسية ثقافية. هكذا قولبنا رمضان، ولا أظننا قادرين على الخروج على هذا العرف السائد إلا بجهود توعية كثيرة وفاعلة، مع سن نظم تجعل من رمضان شهراً كبقية الشهور لا تتعطل فيه الأعمال، ولا يركن فيه الناس إلى الراحة، يستغلونه للعبادة ولكنهم يحيون حياتهم العادية. * فيما يقول الكاتب والصحفي فاروق باسلامة: نظراً لهذا الموسم الروحاني ينكفئ بعض المثقفين على الاطلاع والقراءة والإنتاج الثقافي. وهذا موقف خاطئ في نظري، لأن الثقافة لا تعرف الوقوف أو الانكفاء، بل متابعتها من قبل المثقفين. ولكن الناس معادن فلا نستطيع أن نحكم جميع المثقفين بأنهم قد توقفوا في هذا الشهر عن الكتابة أو القراءة أو النقد. بل صحافتنا السعودية والعربية لا تتوقف صفحاتها الثقافية، ولكننا هنا في رحاب الحرمين الشريفين لنا وقفة لابد منها حيث تضطرنا ظروف الصيام والقيام للركون إلى هذه العبادة السعيدة. ومع ذلك فإني ألوم كثيراً من رجال الثقافة المحلية بصفة عامة لتوقفهم عن إبداعهم. ولو أنهم أرادوا المواصلة لاتخذوا من مكتباتهم المنزلية على سبيل المثال مرتعاً للتفقه والقراءة ومن ثم الإنتاج، لهذا فنحن ملومون في الإنتاج الثقافي فلا بد من المواصلة في مثل هذه الأيام السعيدة بالمشاركة الصحفية نقداً وإعلامياً، فرمضان شهر عمل وليس شهر كسل وركود، بل إنه ليوصى إلى المثقف دون سواه بالقريحة والتفكر والتذكر وفي ذلك من النعمة ومن السعادة ما فيها. وتحت عنوان (ليس ركوداً.. ولكنها الأولويات) يرى الكاتب محمد صلاح الدين أنه لا خلاف على أن شهر رمضان هو شهر العبادة والعكوف على القرآن والصلاة وغير ذلك من أعمال البر، ومن ثم يصعب وصف الشهر بالركود الثقافي، لأن ما يحدث هو ترتيب طبيعي لأولويات الناس والمجتمع ككل، تماماً كما ينصرف الناس في أشهر الحج إلى التركيز على كل شؤونه والاستعداد لمتطلباته. وفي تقديري أن المشهد الثقافي في مختلف أرجاء المملكة، سيشهد بإذن الله حراكاً وأنشطة ثقافية شتى، بعد أن أنهت وزارة الإعلام إعادة تشكيل النوادي الأدبية والجمعيات الثقافية، ووفرت لها بكل تأكيد كل متطلبات برامجها، واطلقت يدها في رسم خريطة نشاطاتها. كذلك يتوجب القول أن تعيين معالي وزير الإعلام الأستاذ إياد أمين مدني وكيلي وزارة للشؤون الثقافية الداخلية والخارجية وهما سعادة الدكتور عبدالعزيز السبيل وسعادة الدكتور أبوبكر باقادر، وهما استاذان جامعيان مرموقان فضلاً عن كونهما من أبرز الوجوه الثقافية في البلاد، لا يدل على اهتمام بالغ بالشأن الثقافي فحسب، بل يؤذن ببدء حراك ثقافي سعودي غير مسبوق في الداخل والخارج، بدأت طلائعه منذ شهور عديدة. تبقى ملاحظة أساسية ينبغي إبرازها، وهي أن على نوادينا الأدبية وجمعياتنا الثقافية ألا تحصر نشاطاتها في نطاق التخصصات الضيقة أو الدقيقة، كقراءات النص واتجاهات الحداثة ومقولات البنيوية وما شابهها، مما يجذب بطبيعته جمهوراً محدوداً للغاية من أهل الاختصاص، بل تهتم في الدرجة الأولى باهتمامات جمهور المثقفين، وما يمكن أن يجذب السواد الأعظم من المتعلمين، وينمي اهتمام عموم الناس بالشأن الثقافي، المتفاعل مع الشأن العام وليس العزوف عنه - أو ربما - المتعالي عليه. المسألة ليست مقيسة بأن تكون لدى الأمة كتب وجرائد ومجلات وأجهزة تلفاز ومذياع وشبكة إنترنت، لكنها مقيسة بالاستخدام الأمثل لكل وسيلة من هذه الوسائل المختلفة في درجة اتصالها بنا من وسيلة لأخرى، فهناك قارئ كتب وقارئ جرائد ومجلات، ومشاهد تلفاز، وسامع إذاعة، ومتصل بالإنترنت. ويختلف هؤلاء الأشخاص في ميولهم ورغباتهم من وسيلة لأخرى، وقلّما يوجد شخص يميل إلى جميع هذه الوسائل بدرجة واحة، ثم إن هذه الوسائل تتفاوت أيضاً في توصيل المعرفة لجميع شرائح المثقفين بدرجة واحدة. فالكتاب الجادّ في البحث العلمي موجه في الدرجة الأولى للباحثين، والصحافة من جرائد ومجلات توجه رسالتها إلى قراء مختلفين (موظفين، طلبة، رجال أعمال، المرأة.. الخ)، أما التلفاز فتتنوع برامجه، وكذلك المذياع فتكون موجهة إلى جميع الشرائح دون استثناء. لكن الهيمنة أصبحت للتلفاز في العقود الخمس الأخيرة من دون شك. ويجذب الإنترنت الشباب الذي يفتقد بنسبة تزيد على 90% ميله إلى القراءة في الكتب والمجلات والجرائد، لكنه يميل إلى مشاهدة التلفاز بنسبة 70% على وجه التقريب. وبالنسبة لشهر رمضان من كل عام ماذا يعني وجود ركود ثقافي أو عدم وجوده؟ في اعتقادي أن هذا الشهر الكريم ليس بحاجة إلى أي زخم ثقافي من نوع المسلسلات التلفازية والأفلام، لكنه بحاجة من الفرد المسلم العكوف على قراءة القرآن الكريم وتدبره. ففي هذا الشهر يشعر المسلم ببركة الوقت ومضاعفته. ففي الوقت الذي قد لا يستطيع تالي كتاب الله في شهور السنة الأخرى من ختم القرآن إلا مرة كل شهر، يجد أنه يستطيع ختمه أكثر من ثلاث وأربع مرات في رمضان، فهو بذلك يقرأ حزب الصحابة رضوان الله عليهم (خمسة أجزاء يومياً) إذا ما ختم القرآن أربع مرات.. وإذا كانت قراءة بتدبر جاء النتيجة بثمرة ثقافية رائعة، فيكتشف معاني للألفاظ جديدة كأنه يقرأها لأول مرة، وبالتالي يستطيع أن يغوص في كتب اللغة ومعاجمها وكتب التفسير ليطلع على أسرار هذا الكتاب الكريم. وهذا الأمر يشكل - لعمري - نشاطاً ثقافياً إذا ما التفتت إليه الأندية الأدبية والثقافية في بلادنا. فعلى سبيل المثال يمكن لهذه الأندية تخصيص حلقة حوار حول القصة في القرآن الكريم بدلاً من مناقشة رواية عصرية يمكن تأجيل الحوار حولها، أو أثر القرآن الكريم في الآداب العربية واللغة العربية. كما أن هناك مواضيع حيوية في هذه المعجزة الخالدة مثل الأمثال في القرآن وأسلوب السخرية وصلاة الخوف، وغير ذلك من مواضيع يحتاج الإنسان المسلم الإلمام بها ليبني ثقافته على أسسها ومبادئها الربّانية. إن الخطاب الثقافي عبر وسائل الإعلام بصفة عامة وفي شهر رمضان بصفة خاصة، لابد وأن يرتكز على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وهذا الخطاب قادر - بإذن الله - على مواجهة التحديات الثقافية المحيطة بالأمة الإسلامية لإثبات حق هذه الأمة في السبق في كثير من المجالات الحضارية التي يجهلها - بقصد أو من دون قصد - المغرضون الحاقدون ولا تلقى بالاً من المنصفين إلا ما ندر. ولهذا على كل من استفاد من ثقافة وعلوم الأمم الأخرى من المسلمين أن يراجع نفسه وينظر إلى ما خلفه التراث الإسلامي، لا لإلغاء وتهميش ما تعلّمه في بيئات أخرى، فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها، ولكن لينصف نفسه من الآخرين وينصف الآخرين من نفسه. لا شك أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى في العالم، ولكن يجب أن لا نتساهل في إهمال اللغة العربية بقواعدها نحواً وصرفاً، فلا نستجيب للدعوات المشبوهة التي تنادي بإلغاء الإعراب ونون النسوة والمثنى - على سبيل المثال - ويكفي للرد على هذه الحملات المشبوهة الدليل على أن الفاظ القرآن الكريم مستخدمة الآن حتى في الطب، مثل كلمة (نطفة) و(علقة) و(مضغة) بالنسبة لعلم الأجنة. كما أن على العربي المسلم أن يدرك أن ألفاظ القرآن التي أضيفت إلى المعجم الجاهلي هي ألفاظ نظمت حياته مثل: الحج، الصوم، الزكاة.. الخ، ولهذا يجب التأكيد على أن القرآن هو الحضارة، وهو الرسالة العالمية التي أخرجت الإنسان الجاهلي القديم من الظلمة إلى النور، ولأنه المعجزة الخالدة للنبي صلى الله عليه وسلم، فهو أيضاً الكتاب السماوي القادر على إخراج الإنسان الجاهلي الجديد من الظلمة إلى النور، فهو الكتاب الذي لم يحرف أبداً، وحفظه ويحفظه الله من كل زيادة أو نقصان، فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر (9)، وقال سبحانه: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ}.. ومن هنا ندرك تمام الإدراك أن من يبحث في القرآن الكريم عن أي شيء سيجد ضالته، لاسيما في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. إن المثقف الحق لا يغلق على نفسه الأبواب والنوافذ ليتقوقع داخل بوتقة خاصة به، ولكن عليه أن يكون كيِّساً فطِناً، ينظر دائماً إلى الأمور نظرة تفاؤل بناء على ما وعد الله به نبيه صلى الله عليه وسلم، فلا تهتز القيم - في عين هذا المثقف - مهما زلت به أقدام العبث ذات مرة، فتخيل أن الثقافة لا تنبع إلا من مجتمع غريب عن مجتمعه.. ولننظر إلى نعوم تشوميسكو عالم اللغة اليهودي الذي يقال أنه لو قرأ القرآن لأسلم. وليتعظ المثقف المسلم بهذا المثال فيلوم نفسه ويثوب إلى رشده لا ليقفل الأبواب ويوصدها، ولكن ليكن صاحب نظرة وسطية منصفة قد يتمتع بها غيره من الغرباء، ومن باب أولى أن تكون هي نظرته. والله ولي التوفيق. * علي بن حسين الزهراني القاص والشاعر المعروف يرى أن ظاهرة ركود الأنشطة الثقافية في شهر رمضان المبارك تكاد تكون السمة الطاغية والملفتة للانتباه لجميع شرائح المجتمع ناهيك عن مثقفي وأدباء كل منطقة. وأعتقد أن هذا آكد صحيح أن بعض الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون لها دور ضئيل لا يسمن ولا يغني من جوع!! وأصبحت على مر كل عام تزداد تلك الظاهرة وبدأت تتفاقم مما ينبئ عن وجود مشكلة لعل ظواهرها يتقاسمها عدة جهات أولها: المسؤولون عن تلك الأنشطة الثقافية والأدبية من وضع الخطط والاقتراحات ومحاولة بلورتها وآلية تنفيذها في وقت كافٍ ثم العمل على الاختيار والمزج بين ما هو ثقافي وأدبي متماشٍ مع روحانية الشهر الفضيل. وعلى ما أعتقد أن ميزانية تلك الأنشطة تكفي تلك البرامج طوال العام. وربما البعض يتجاوز في عدد البرامج بمعنى أن هناك فائضاً في تلك الميزانيات وتلك الأنشطة، أقول ربما!! ثانيها: قصور إيصال فعاليات تلك الأنشطة إلى وسائل الإعلام المختلفة، ولعل الجهة المعنية بذلك (العلاقات العامة). فأسلوب الدعاية بدائي ولا يفي بالغرض مطلقاً! ثالثها: قد تكون بعض الأنشطة غير منسجمة مع توجهات أرباب الفكر والثقافة والأدب وإن كانت معنية بها جهات أخرى. ومع ذلك لا بأس محاضرة دينية أو درس حديث ولكن ألا تكون السمة البارزة لباقي الأنشطة ولا تجد نشاطاً ثقافياً ولا أدبياً على منابرها طوال الشهر الفضيل؟! ولعل السبب الرابع من وجهة نظري: أن بعض وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة ينالها نصيب في ركود الأنشطة الثقافية والاكتفاء بخبر مبتور غير مكتمل أو تغطية تلفزيونية تعرض مختصرة وفي وقت غير مناسب أولا تعرض أصلاً!! فالحل من وجهة نظري تكاتف الجميع وتنوع البرامج والفعاليات والمزج بينها، وما الذي يمنع تكثيف تلك البرامج في هذا الشهر الفضيل وهذا الضيف الزائر العزيز؟!
|
|
|
| |
|