| |
تركي الفيصل: الرجل النموذج والقدوة مي عبدالعزيز السديري
|
|
حقاً للأصالة دورها في الحياة وللعراقة منهاجها في سلوك الفرد وللعدالة قانونها في التعامل مع البشر وللبصيرة أداؤها الصائب في توجيه قرارات الإنسان وللإدارة فنونها في تسيير العمل. لن أستطيع إنصاف تركي إذا قلت إن سموه يمثل الأصالة والعراقة والبصيرة والعدل ولا غرابة في ذلك لأن سموه ذو خلق ورثه عن آبائه وأجداده الأماجد خلق يتجاوز حدود المألوف في الأخلاق الحميدة التي تزين الرجل حتى يصل إلى أن يكوِّن مدرسة مثالية ينظر إليها على أنها صرح علمي يتخرج منه كل من ينتسب إلى عائلة الأخلاق السامية والمثل العليا. لم أكتب عن سموه لمدحه وإذا كان لابد من المدح فإن سموه يستحق المديح والاحترام والتقدير ولكني كتبت عن سموه لكي أضع أمام القارئ نموذجاً مشرقاً في تعامل الرئيس مع مرؤوسيه علنا نتخذ من سموه قدوة نسير على خطاها ورمزا نعتز به في سبيل تحقيق الهدف الأسمى في خدمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله وأبقاهما لنا وللإسلام سندا وذخراً مدى الدهر.لقد تنامى إليّ أنه عندما كان سموه في بريطانيا كان يزور جميع الطلبة وفي كل المقاطعات ومنها مقاطعة اسكتلندا حيث قام بزيارة الطلبة السعوديين المتواجدين هناك وقد ذُكر أن أحد الطلبة السعوديين لا يزال يتذكره بل ويضع صورته أمامه لأنه رأى في سموه كيف يكون الدبلوماسي راعياً لمواطنيه رؤوفاً بهم. لقد ورد في صحيفة (الجزيرة) أن سموه الملكي قد شكل لجنة في سفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن لتلقي ترشيحات الموظف المثالي من داخل السفارة ذاتها ومن القنصليات ومن الوفد الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك ومهمة هذه اللجنة اختيار ذلك الموظف المثالي وفق معايير ومزايا ومتطلبات بالغة الدقة في أدائه عمله، تلك المواصفات التي تؤهله لجائزة سموه السنوية تمنح إليه بمناسبة العيد الوطني. وقد سارت اللجنة في مهمتها بسرية تامة توخيا للأمانة والدقة وذلك بمتابعة مستمرة من سمو الأمير تركي الفيصل الحريص على أن يكون الموظف المثالي واقعا وليس تخمينا وانتهت مداولات لجنة اختيار الموظف المثالي إلى اختيار الموظف المستشار عبدالله بن سعود العنزي عضو وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة. وقد أعلن صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل فوز الأستاذ عبدالله بن سعود العنزي بجائزة سموه للموظف المثالي خلال احتفال سفارة خادم الحرمين الشريفين باليوم الوطني في أول شهر رمضان المبارك. وقد صرح الفائز بالجائزة الأستاذ عبدالله بن سعود العنزي بأن اليوم الذي تسلم فيه الجائزة يعتبر من أسعد أيام حياته وقد أكد صاحب السمو على حقيقة أن من يعمل بأمانة وإخلاص يستحق التكريم الأمر الذي شجع جميع منسوبي السفارة على العمل الدؤوب والتفاني في تأدية واجبهم وتحمل مسؤولياتهم وحفزهم على التنافس الشريف للعمل بلا كلل أو ملل لنيل هذا الشرف. هكذا تورد الإبل! أسأل الله - عز وجل - أن يحذو كل من يشغل موقعا قياديا حذو صاحب السمو الملكي حتى تتحقق مصلحة البلد ويشعر الموظف بأنه أخذ حقه إن أحسن عملا. ماذا نقول؟ يكفي أن سموه ابن الفيصل إنه تركي الفيصل.
|
|
|
| |
|