| |
وزارة الصحة دشنت الحملة للوقاية من المرض هشاشة العظام لص صامت وشبح يخيم على ملايين النساء في العالم
|
|
هناك إحصائيات تشير إلى وجود 28 مليون سيدة مصابة بمرض هشاشة العظام على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 41 مليوناً بحلول عام 2015م، كما يخيم على ثلث سكان العالم خطر الإصابة بوهن المفاصل مع حلول عام 2010م ويعاني 3% فقط ممن هم أقل من 45 عاماً من وهن العظام مقابل 65% ممن تزيد أعمارهم على 65عاماً و80% ممن هم فوق 80 سنة. وللتعرف بشكلٍ أوضح حول هذا المرض وأسبابه وعلاقته بالوراثة والتحاليل الواجب إجراؤها للكشف عنه التقينا كل من الدكتور واصف السباعي استشاري أمراض وجراحة العظام والعمود الفقري والدكتور عماد الحكواتي استشاري تحاليل طبية ومدير المختبر بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي. د. واصف.. كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن هشاشة العظام فهل لك أن توضح لنا ما المقصود به؟ - مرض هشاشة العظام هو مرض يصيب العظام وينتج عن فقدان غير محسوس لكتلة العظام فيصبح العظم ضعيفاً مما يؤدي إلى كسور دون إنذار. فهو يعتبر مرضاً خفياً ويلقب باللص الصامت نظراً لدخوله وبخفية داخل الأعضاء العظمية بالجسم، ويستمر في تخلل العظام دون أن يشعر الإنسان بذلك مما يسهل الإصابة به. وهشاشة العظام تعبير يطلق على نقص غير طبيعي واضح في كثافة العظام (كمية العظم العضوية وغير العضوية) وتغير نوعيته مع تقدم العمر، فالعظام في الحالة الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج المليء بالمسامات الصغيرة. وفي حالة الإصابة بهشاشة العظام يقل عدد المسامات ويكبر وتصبح العظام أكثر هشاشةً وتفقد صلابتها، وبالتالي فإنها يمكن أن تتكسر بمنتهى السهولة. برأيك ما السبب الكامن وراء انتشار هذا المرض بين فئات عمرية مختلفة في حين إنه كان يصنف من ضمن الأمراض المتصلة بالشيخوخة؟ ولماذا تُصاب به النساء أكثر من الرجال؟ - إن بعض فقدان العظام يعتبر جزءاً من تقدم العمر خاصة عند النساء بعد انقطاع الدورة (الطمث) ولكن لوجود عوامل أخرى مساعدة بدأت تظهر حالات مبكرة، وذلك مما يصيب الرجال والنساء خاصة عدم التعرض للشمس وعدم ممارسة التمارين والرياضة وبعض العادات مثل التدخين وشرب المواد الغازية والكحولية. ماذا عن الفحوصات الخاصة لتشخيص مرض هشاشة العظام؟ - يعتبر جهاز تحديد كثافة العظام (Dexa Scan) من أهم وأفضل الأجهزة الطبية في عمل الفحوصات وأكثرها دقة في تحديد هذا المرض وشدته. والفحص بهذا الجهاز بسيط وغير مؤلم ومقدار التعرض للأشعة الصادرة من هذا الجهاز أقل بكثير من أشعة واحدة للصدر وهو ولله الحمد موجود لدى المركز, ولا ننسى أهمية التاريخ المرضي والفحص السريري للمريض. بالإضافة إلى إجراء التحاليل الطبية للبول والدم ويطلب عادة فحص الأشعة المعروف لقياس كثافة العظام (BMD) بطريقة أل (DEXA) ويمكن أن نقول إن عمل التحاليل المخبرية التي ذكرتها سابقاً إضافة إلى فحص الأشعة يمكن أن تعطي الطبيب فكرة أوسع عن مدى إصابة المريض بهشاشة العظام. * هل هناك عوامل تؤدي لزيادة نسبة الإصابة بهذا المرض؟ هل لسن اليأس بالنسبة للمرأة انعكاس مباشر لذلك؟ - هناك عدة أسباب تزيد نسبة الإصابة بالمرض منها: الوراثة، نقص هرمون الأستروجين بسبب سن اليأس بعد انقطاع دم الحيض، أسباب مرضية أخرى تؤدي لنقص هرمون الأستروجين (وهذا يمثل السبب الرئيسي لزيادة نسبة الإصابة عند النساء عن الرجال)، زيادة هرمون الغدة الدرقية، نمط الحياة البعيد عن الحركة، التدخين، الاستخدام الزائد لمادة الكورتيزون كمادة علاجية للكثير من الأمراض كالروماتيزم والحساسية بما فيها حساسية الصدر (الربو)، يحدث كمضاعفات جانبية لبعض الأدوية كمضادات الصرع والمسيلة للدم. وما زال هناك بعض الأسباب غير المعروفة بتطور هذا المرض عند البعض من المصابين به. ومن هذه العوامل الجنس، فالنساء أكثر إصابة به من الرجال، كذلك العرق، فالبيض أكثر إصابة من الإفريقيين، العمر فتزداد نسبة الإصابة بالمرض لدى الكبار بعد الخمسين عاماً، الانقطاع المبكر للطمث نتيجة خمول الغدة النخامية أو قصور المبايض الأولي أو جراحياً، وجود تاريخ مرضي للمرض لدى أقارب من الدرجة الأولى مثل الأم، التدخين والكحوليات، النحافة الشديدة، تناول بعض الأدوية مثل الكورتيزون أو هرمون الغدة الدرقية (بجرعة زائدة)، عدم الحركة كالأشخاص المقعدين على الأسرة، بعض الأمراض مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية والسكري. وبالنسبة لسن اليأس فعادة عند تعدي سن معينة وخصوصاً عند وصول النساء إلى سن انقطاع الدورة الشهرية مما قد يؤدي إلى الشعور بآلام عظمية يحدث نقص في كتلة العظام وقد يؤدي أيضاً التعرض للكسور وخصوصاً في عظم الفخذ والفقرات. ما العلاقة بين الاكتئاب الحاد والإصابة بهشاشة العظام؟ - ربما لا يكون هناك علاقة مباشرة بين الاكتئاب والإصابة بالهشاشة ولكن مايصحب الاكتئاب من نقص الوزن أو ضعف البنية يكون من عوامل الخطر لدى الرجال والنساء. هل هناك سبب جيني للإصابة بهذا المرض؟ على الرغم من أن مرض وهن العظام ليس مرضاً وراثياً إلا أنه إذا كانت الأم أو الأخت قد عانت من هشاشة العظام، فالمريض مرشح للإصابة بهذا المرض، وتكون فرصة أو خطورة التعرض لكسر الورك تعادل ضعفي تعرض شخص آخر لم ينكسر ورك والدته. هل يعتبر مرض هشاشة العظام ذا مشكلة خطيرة؟ بالحقيقة يزداد اكتشاف حالات هشاشة العظام وترققها وذلك نتيجة الوعي بهذه المشكلة وكذلك انتشار العوامل المساعدة، وقد أشار الخبراء إلى أن حوالي 25 % من النساء فوق سن الخمسين قد يكن بدأن يعانين من وهن العظام وأن نصف النساء فوق هذا العمر معرضات لخطر الإصابة بهشاشة العظام، وهذا يشكل أعداداً ضخمة، ففي تقرير وجد أن إصابة وهن العظام تصيب أكثر من 25 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. وكيف يكون علاج هشاشة العظام؟ أولاً يجب الحرص على تناول أغذية غنية بالكالسيوم وفيتامين د خاصة منذ الصغر بالكميات المطلوبة، ومزاولة النشاط الرياضي بصورة منتظمة مثل المشي، والامتناع عن التدخين والكحوليات، والامتناع عن سوء استخدام الأدوية. ثانياً على الأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض الكشف بقياس كثافة العظم. ثالثاً يكون العلاج بالأدوية التي يجب أن توصف بمعرفة الطبيب وهي فيتامين د والكالسيوم للمصابين بنقص الفيتامين، والبيسفوسفونات مثل الأليندروتين والرزيدروتين، وبدائل هرمون الاستروجين مثل الرالوكسيفين، والكالسيتوتين. ولكن ما سبب حدوث تشوه في العمود الفقري أو آلام شديدة في الظهر وغيرها في حال الإصابة بهشاشة العظام؟ من أعراض مرض هشاشة العظام نقص وضعف المادة العظمية في الجسم وغالباً ما تتأثر الفقرات الصدرية والقطنية مما يؤدي أحياناً إلى تشوه في العمود الفقري ليكون على شكل (الحدبة) أو ضغط على جذور الأعصاب مما يؤدي إلى آلام شديدة في الظهر والأطراف بصورة أساسية، وأشد الأعراض حدوثاً كسور العظام ويأتي أكثرها شيوعاً عظام الحوض والفخذ والفقرات التي قد تحصل بدون أعراض سابقة. فعندما تصاب العظام بالضعف والهشاشة وتكون قابلة للكسر في أي وقتٍ وبأي سببٍ فإنها تكون مصابة بهشاشة العظام. إضافة لكسور العمود الفقري ومنطقة الرسغ في اليدين. وبموجب الدراسات العلمية فإن إصابة النساء بهذا المرض تمثل أربعة أضعاف الإصابة عند الرجال. ما الجديد في علاج الكسور بالفقرات الناتجة عن هشاشة العظام؟ إذا لم يتحسن المريض مع العلاج التحفظي واستمرت الآلام الشديدة نتيجة كسور الفقرات المصاحبة لهشاشة العظام فهنالك إمكانية حقن الفقرات بمواد تعيد صلابة الفقرات وتزيل الألم. وكذلك هنالك إمكانية إعادة الحجم الطبيعي للفقرات من خلال جهاز خاص كبالون ومن ثم يتم حقن الفقرات بمواد تعيد الصلابة للفقرات وتزيل الآلام. وللحديث عن دور المختبر وأهميته في الكشف عن مرض هشاشة العظام التقينا الدكتور عماد الذي قال إن دوره يأتي أصلاً من مبدأ أن التقييم السريري لهذا المرض ينصب على نقطتين مهمتين: النقطة الأولى: يسعى فيها الطبيب لتحديد درجة إصابة هشاشة العظام ويعتمد كثيراً على مقياس كثافة العظامBMD) (وعلى التحاليل المخبرية المساعدة على هذا الكشف. النقطة الثانية: البحث عن أسباب ثانوية لمرض هشاشة العظام مثل الأمراض الوراثية، اضطرابات في التغذية، اضطرابات هرمونية، وهنا للمختبر أيضاً دور مهم يلعبه. * ما أهم التحاليل التي يمكن طلبها للمساعدة على كشف هشاشة العظام؟ - من أوائل التحاليل فحص الكالسيوم بالدم، ونسبة فيتامين د، إضافة لخميرة الفوسفاتاز القلوية. وهناك تحليل نسبة الكالسيوم في البول (24) ساعة ويمكن عمل نسبة الفوسفور والمغنيزيوم. * وماذا عن التحاليل الأخرى الخاصة في هذا المجال؟ - طبعاً هناك التحاليل الخاصة بمكونات تخرب النخاع العظمي، وبالمركبات التي تدخل في عملية بناء العظام. فمن المعلوم أن النخاع العظمي هو نسيج حي يمر بصورة مستمرة بطورين: طور البناء لدعم بنيته وتكوين خلايا جديدة، وطور التخزين وذلك للتخلص من الخلايا القديمة غير الفعالة. والتخلص من النسج القديمة، والتوازن الموجود بين هذين الطورين يؤدي لتكوين العظم السليم وأي خللٍ في هذا التوازن يؤدي إلى تخريب في تكوين العظام. ولكل دور مشعراته المخبرية تساعد على تقييم عملية البناء والتخريب هذه (Bone Turnover) من التحاليل المهمة في تقييم عملية إعادة تركيب النخاع العظمي(Formation or Remodeling). فحص الأستيوكالسينOsteocalcin وفحص خميرة الفوسفاتاز الكلوية الخاصة بنخاع العظم Bone Specific Alkaline Phosphatase. أما بالنسبة لتحاليل الطور الآخر وهو طور التفكك أو الامتصاص (Resorption) فهي تعتمد بشكلٍ أساسي على معايرة المركبات الناتجة عن تفكك النخاع العظمي وخصوصاً الناتجة عن مادته الأساسية وهي الكولاجين Collagen Degradation Products) ) ومن أهمها هدروكسي برولاين(Hydroxy proline) و مركبات الأربطة degradation products) (Cross-link حيث أظهرت الدراسات العديدة أهميتها كمؤشر لتخرب المادة العظمية، وبذلك نسبتها ترتفع مع زيادة هذه العملية. وخصوصاً مركبات نهايات الأربطة NTx وCTx. وتتم معايرة هذه المواد في الدم (سابقاً فقط في البول) وبشكلٍ دقيق, مما يميز هذه المعايرة كونها لاتتأثر بالتغيرات الفيزيولوجية للمريض مقارنة بطرق المعايرة في البول حيث يمكن أن تتأثر بعوامل كثيرة منها وظائف الكلية والنظام الغذائي وهناك من يقول إنها تتأثر حسب وقت تجميع البول صباحاً أم مساءً. وما الذي يميز هذه التحاليل عن الفحوصات الأخرى لتقييم هشاشة العظام؟ - ما لا شك فيه أن مقياس كثافة العظام BMD هو الأهم بداية، ويجب عمله في عدة أماكن من الجسم. والتحاليل المخبرية الأساسية تكون متممة ومؤكدة له (كالسيوم وفيتامين د). ولمتابعة تطور المرض تحت العلاج فإن المراجع العلمية تنصح الآن بعمل المتابعة عن طريق تحاليل مثل NTx وCTx. وهل هناك تحاليل متممة مهمة؟ - إذا قدر الطبيب المعالج أنه قد يكون مرض هشاشة العظام نتيجة أمراض ثانوية أخرى فعندها يتم طلب التحاليل المتعلقة بها مثل: تحاليل الغدة الدرقية، الاضطرابات الهرمونية وخصوصاً الإستروجين عند النساء، نسبة الكورتيزون بالدم، اضطرابات الغدة نظيرة الدرقية (Parathyroid Hormone) وغيرها. بشكلٍ عام ما مدى مصداقية هذه التحاليل؟ - لعمل هذه التحاليل كما هو الحال في كل العمل المخبري فهو يحتاج لجودة وأمانة لإمكانية لصق طابع المصداقية عليها. عملياً بالنسبة للتحاليل الروتينية كالكالسيوم والفوسفور وخميرة الفوسفاتاز القلوية فهي تتم بطرق عادية ولاتحتاج لطرق معقدة لعملها أما معايرة فيتامين D فللآن تظل طريقة استعمال المواد المشعة الطريقة المعتمدة للحصول على نتائج صحيحةٍ، وبالنسبة لمركبات CTx NTx، فالطرق المطروحة عديدة والكثير منها طرق يدوية وبالنسبة لنا فإننا نقوم بعملها على أجهزة معتمدة ومن شركات معترف بها حيث يكون تدخل العامل البشري قليل مما يرفع من مستوى الدقة وذلك ضماناً لصحة النتائج وأهمية هذه النقطة تتماشى مع أهمية التحاليل ونتائجها في تشخيص مرض هشاشة العظام مبكراً.
|
|
|
| |
|