| |
لما هو آتً نوافذ النجاة.......!. د. خيرية إبراهيم السقاف
|
|
من حكم الصوم أن الإنسان يستسلم فيه كل نابض إلا قلبه.... فهو برد وسلام على نفسه وغيره في لحظات هذا الشهر ما دام صائماً في ليله ونهاره عن التفكير في أي أمر إلا مرضاة الرب.... وأول صومه عن الانفعال لأي أمر... وأقصى مدى لهذا الصوم أن يمسك عن الغضب فيه لتوافه الأمور أو كبائرها... ولئن أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عدم الغضب ونبّه إلى أن القوة ليست بالصرعة وإنما بالحلم ورباطة الجأش والهدوء عند الغضب وترطيب الجسد بالماء عند غليان الأعصاب إمعاناً في إطفاء نار الانفعال عند بلوغ شدته... فإن الحكمة في ذلك المحافظة على قدرة التفكير تلك التي تتحكم في بوصلة التوجه لانفعالات الأعصاب وتوجهاتها لتبقى راسية هادئة مستقرة ويكون بها الإنسان برداً وسلاماً على نفسه وعلى الآخرين ويفرغ فكره وحسه للعبادة والطاعة فلا يصوم عنهما، بل يسرف في الاستسلام بهما لله وحده... فالغضب أوله كما يقول الحكماء أيضاً جنون وآخره ندم........... ما بالنا ونحن نعبر في الطرقات أو نمر بردهات المكاتب في المؤسسات التي تلم الناس إلى نبض عمل أو نقابل عند مداخل المحال أو البيوت من يرفع صوته غاضباً في حوار محتجاً على مرؤوس رافضاً لموقف غاضباً في غير صوم؟... ألا يُدرك أنه إن لم يندم في الفسحة المبسوطة له الآن من الدنيا فلسوف يندم يوم تضيق عليه عند الحشر؟.... اللهم ارزقنا القدرة على الصوم إلا ما كان ينبض فينا بطاعتك وعبادتك............... صوماً صوماً تلك نوافذ النجاة...............
|
|
|
| |
|