Monday 2nd October,200612422العددالأثنين 10 ,رمضان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

أرض الأحلام المفقودة! أرض الأحلام المفقودة!
سلوى أبو مدين

* ما من أحدٍ إلا ويتذكر مقولة طارق بن زياد التقليدية الشهيرة (البحر من أمامكم والعدو من ورائكم)، تلك الخطبة التي تثير في جلودنا الحماس والحنين أيضا.
* وإذا عدونا حيث تستلقي أرض الأحلام لنتذكر تاريخنا ومجدنا، وهي المرة الأولى التي خطت فيها أقدام العرب فوق تلك الأرض، حين أرسل موسى بن نصير قائده طارق بن زياد، وربما رأى المسلمون أن الأندلس حلماً، إذ كانت تتميز بأرض خصبة وخضرة نادرة فوقها تلال كثة، رغم مرور سبعة قرون فقد كان إحساسهم بأن إقامتهم فيها مؤقتة، تحت هاجس الحلم والوهم!.
* جبل طارق يمثل نقطة محورية نادرة في تاريخ الفتح الإسلامي، تلك الصخرة الهائلة المتجهمة المنظر، تحيط بها المياه من جهة والجهة الأخرى متجهة نحو الأرض الإسبانية.
ولعل منظرها كان حافزاً لأن يفتحها موسى بن نصير، ويعد جبل طارق موقعاً استراتيجياً حتى اليوم.
* هناك من يعتقد أن الأندلس سقطت مع استسلام غرناطة، ولكنها سقطت مع قرطبة في أيدي القشتاليين سنة 1236 قبل قرن ونصف القرن.
وبقيت هذه المدينة على مدى 300 عام هي قلب الأندلس النابض، ومنها خرج أبرز المفكرين: ابن رشد، وابن طفيل.. وأعلم الفقهاء، وأروع الشعراء، كما كانت أولى محاولات عباس بن فرناس للطيران من فوق أسوارها، تلك هي معالم قرطبة النادرة؛ لذا ظلت الأندلس جسدا بلا قلب.
* ويوجد فيها أعظم وأفخم مسجد يمكن أن تراه العين، تكمن فيه فن العمارة الإسلامية، ذات عقود من الأعمدة والأبهاء الفاخرة، فهو يعد درة فريدة أنجزتها مهارة المسلمين في تلك الفترة.
ومع الألم والأسف كيف تحول إلى كنيسة؟ التي حاولت طمس معالم الفن الإسلامي من آيات قرآنية صُفت في أركانه، والنقوش القديمة وأبيات الشعر المكتوبة فوق جدرانه.
* وقد شوهت معالم ذاك المسجد قسراً، وتم هدم قبته الضخمة، ومحو النقوش والآيات وعبثوا بتناسق الأروقة والأعمدة، أما المخطوطات الإسلامية ذاك الكنز الفريد فلم يبق منها سوى القليل حين قام الملك فيليب الثالث بالاستيلاء على مكتبة السلطان زيدان وما فيها من مخطوطات وظلت راقدة بسلام حتى التهمتها النار حين شب حريق هائل ولم يترك من ذاك الكنز الفريد سوى مخطوطات قليلة.
* يقول احد المؤرخين (إن الأندلس القديمة تبدو اليوم بلادا نصرانية محضة، لا تكاد تشعر وأنت تتجول فيها أن هذه البلاد كانت يوماً منزل أمة عربية إسلامية، اللهم ما يصادفك من آثار قليلة في غرناطة واشبيلية وقرطبة).
* هذه حضارة المسلمين التي اضمحلت وغرق في ظلامه نتاجنا الثقافي، وحتى الآن لا يزال يكتب عنها، فقد كتب ليفي بروفنسال كتابا بعنوان (تاريخ إسبانيا الإسلامية)، ليضيء جوانب عدة أهملها التاريخ، ولتكون قبساً لمجد المسلمين العرب الذي ضاع ومازلنا نعيش كابوسه المؤرق حتى يومنا هذا.
مرفأ
نحيا لنحلم حتى يتحقق أو لا يتحقق مجدنا الضائع!.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved