مدير عام (مؤسسة ابن باز الخيرية) لـ (الجزيرة ):
إنشاء المؤسسة يأتي امتداداً لمسيرة عطاءات الشيخ العلمية والدعوية

* لقاء - عبدالرحمن الرميح:
منذ تأسيس (مؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز الخيرية) وهي تقوم بجهد كبير ومتواصل بهدف استكمال واستمرارية مسيرة الشيخ رحمه الله العلمية والدعوية والاجتماعية.. ووضعت لذلك العديد من البرامج والمشاريع الخيرية المتنوعة..
وللتعرف على مشاريع وبرامج المؤسسة وما ستقوم به خلال شهر رمضان المبارك كان لنا هذا الحوار مع الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن عثمان بن باز مدير عام (مؤسسة ابن باز الخيرية) حيث أوضح في البداية أن نواة إنشاء المؤسسة كانت قبل وفاة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بخمسة أشهر تقريباً، حين وافق سماحته على ما اقترحه ابنه فضيلة الشيخ أحمد من ضرورة انشاء موقع لسماحته على شبكة الانترنت، وقام سماحته بتكليف الشيخ أحمد (أمين عام المؤسسة) بالبدء في المشروع حيث بدأ العمل في الموقع منذ ذلك الحين، وبعد وفاة الشيخ في مطلع عام 1420هـ رغب الكثير من فئات المجتمع وشرائحه - المحسنون وطلبة العلم وكذلك المحتاجون - في إيجاد جهة تتولى استمرار عطاءات الشيخ لئلا تتوقف تلك الجهود المباركة، ومن هنا نشأت فكرة إنشاء المؤسسة حيث قام الشيخ أحمد بن باز وبقية أبناء الشيخ رحمه الله بالإعداد لذلك بدعم وتوجيه متواصل من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس أمناء المؤسسة الذي كان لسموه اليد الطولى في قيام المؤسسة ونهوضها بمهامها المناطة بها لتتولى استمرار عطاءات الشيخ العلمية والدعوية والاجتماعية.
المحاور الأساسية لأعمال المؤسسة..
واشار الشيخ عبدالمحسن بن باز إلى أن العمل في المؤسسة يرتكز على عدة محاور أساسية منها (الشؤون العلمية): وتعنى بالميراث العلمي للشيخ، من خلال لجنة علمية تضم سبعة من العلماء وطلبة العلم من طلاب سماحة الشيخ رحمه الله، حيث تقوم على جمع التراث العلمي للشيخ وإعادة خدمته علمياً وفنياً ونشره بوسائل النشر التقنية المختلفة والعناية بالكتب وتحويلها إلى برامج حاسوبية، وقد طبعت المؤسسة مئات الآلاف من النسخ لأكثر من 33 عنوانا كما تستعد لإخراج عدد من المؤلفات والشروحات الجديدة لسماحة الشيخ رحمه الله بعد عرضها على سماحة مفتي عام المملكة حفظه الله، والمؤسسة تنتهز هذه الفرصة لتدعو طلبة العلم والناشرين وكل المهتمين بعلم الشيخ إلى التواصل معها وتمكينها من خدمتهم وتذليل العقبات التي تحول دون إخراج ونشر ما لديهم من علم الشيخ.
مركز ابن باز للتدريب والتأهيل..
يرتكز المحور الرابع من محاور عمل المؤسسة على السعي الى استمرار عطاءات الشيخ الاجتماعية، حيث كان سماحته يرعى بعض الأسر في الرياض ومكة والمدينة المنورة وغيرها، وقد سعت المؤسسة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية ومع جمعيات البر إلى دعم تلك الأسر، كما حرصت المؤسسة على الارتقاء بالمستوى النوعي لهذا الدعم من خلال تدريب وتأهيل تلك الأسر بشرائحها المختلفة من خلال (مركز ابن باز للتدريب والتأهيل) لتصبح أسراً منتجة ولكي تستغني بالله سبحانه وتعالى أولا ثم بكسب يدها عن الناس، إذ يعني المركز بثلاثة جوانب من التأهيل، هي: جانب التأهيل الفني من خلال دورات في الحاسب والتجميل وفنون الطبخ وغيرها من الأعمال التي تشكل مصدر دخل للأسرة ويتم عرض منتجات الأسر وبيعها أثناء إقامة الملتقيات والمعارض، وجانب التأهيل المهاري وتنمية المهارات الذاتية من خلال دورات في تربية الأبناء وفي التغلب على الضغوط النفسية وفي إدارة ميزانية المنزل ونحو ذلك.
بناء المساجد.. وهدية الحاج..
وفي سياق حديثه ذكر الشيخ عبدالمحسن بن باز بأن المؤسسة أولت بيوت الله جانبا مهما من عملها، حيث قامت بالتنسيق مع الجهات المختصة ببناء 17 مسجدا على مستوى المملكة، كما أنها اهتمت بالمواسم فتوزع الكتب والأشرطة والسلال الغذائية في رمضان بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية في المناطق الأكثر حاجة، وفي موسم الحج تقوم المؤسسة بتوزيع (هدية الحاج) وهي كتب للشيخ في العقيدة وفي توضيح الأحكام الشرعية بعدد من اللغات. وعن فروع المؤسسة أكد الدكتور الباز أن المؤسسة بحمد الله تواصل عطاءاتها الدعوية والاجتماعية إلى جميع مناطق المملكة عبر دعم جمعيات البر وبالتنسيق مع مكاتب الدعوة، ولا حاجة لها حالياً إلى افتتاح فروع.
أنشطة رمضانية
وأكد المدير العام أن المؤسسة قد أتمت استعداداتها لموسم رمضان المبارك، حيث أعدت بعض الكتب والمطويات والأشرطة العلمية الجديدة لسماحة الشيخ لنشرها، كما تدشن المؤسسة في هذا الشهر المبارك (مسابقة ابن باز الرمضانية الرابعة) بثوبها الجديد وهي مسابقة علمية ثقافية وهذه السنة الرابعة لها وهي تتمحور هذا العام حول كتاب جديد لسماحة الشيخ بعنوان (المفيد في مجالس رمضان) وقد رصدت لهذه المسابقة جوائز قيمة وثمينة، وسيتم إن شاء الله توزيع كتاب المسابقة (مجانا) على أكبر قدر ممكن من الجوامع والمساجد على الانترنت وهو www.binbaz.org.sa وكذلك موقع المؤسسة الخيرية على الانترنت www.binbazfoudation.org ليتمكن المسلمون في أنحاء العالم من المشاركة والاستفادة.
ومن البرامج أيضا في رمضان قيام المؤسسة بدعم ورعاية بعض الدورات العلمية الشرعية في عدد من الجوامع والمساجد، وإقامة بعض الملتقيات النسائية التوعوية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وفيما يتعلق بالجانب الاجتماعي: أتمت المؤسسة الاستعداد لتقديم أكثر من 600 سلة غذائية للأسر التي كان يرعاها الشيخ ولبعض الجمعيات الخيرية في المناطق الأشد حاجة في المملكة، كما تتولى المؤسسة تفطير الصائمين في بعض المساجد مع توزيع بعض الكتيبات والمطويات.
كما تقومل على موقع الشيخ على الانترنت www.binbaz.org.sa الذي يحظى بفضل الله بدخول عدد كبير من الزوار من شتى أقطار العالم، اذ يبلغ معدل اجمالي النقرات على الموقع نحو مليوني نقرة في السنة من خلال تسعين ألف زيارة شهرياً منها 32% تأتي من الولايات المتحدة، و22% من الدول الاوروبية، و21% من الشرق الأوسط و17% من أفريقيا، كما تحرص على دعم الباحثين وطلاب العلم الشرعي، فمنذ وفاة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز تسابق الباحثون وطلبة الجامعات ومراكز البحث العلمي على إعداد الدراسات العلمية حول سيرة سماحة الشيخ واختياراته العلمية ومنهجه في الدعوة ودراسة كتبه، وكان طلبة العلم بحاجة الى قاعدة معلومات علمية تضم التراث العلمي للشيخ وتعليقاته وبعض مواقفه من الأحداث، فكانت المؤسسة من خلال الشؤون العلمية هي الصدر الرحب التي مدتهم بما يطلبونه.
كما عملت المؤسسة على نشر وتوزيع أشرطة الشيخ الصوتية وكتبه في مواسم رمضان والحج بهدف تبصير المسلمين بأحكام الدين وتخليصهم من البدع والشبهات.
أما المحور الثاني للعمل في المؤسسة فهو (مركز البحوث والدراسات) ويعني بالجانب العالمي لشخصية سماحة الشيخ حيث انه - رحمه الله - لم يكن شخصية محلية فقط بل شخصية عالمية تهتم بأحوال المسلمين وتعنى بنشر الإسلام وبيان محاسنه ووسطيته لجميع الأمم، وقد أنشئ المركز ليعنى بهذا الجانب من بيان محاسن الإسلام ومخاطبة الآخر بلغته ودعوته بالطريقة التي تناسبه.
فيلم (الإسلام الحق)..
وبين الدكتور الباز أن المركز صدر عنه عدد من المشاريع منها: فيلم (الإسلام الحق - باللغة الإنجليزية) وهو فيلم علمي وثائقي صدر في عام 1422هـ ليعالج أهم ثلاث شبهات تثار في الغرب عن الإسلام وهي قضايا (المرأة - الجهاد - الحدود) وتمت صياغة الفيلم ومراجعة مواده من عدة علماء مسلمين من أنحاء العالم، وأخرج بطريقة احترافية حيث فاز بالعديد من الجوائز منها جائزة (الأوسكار العالمية) للإخراج، وهو من فكرة المؤسسة وإنتاجها بالتعاون مع عدة جهات متخصصة ومدته30 دقيقة وتم نشره في العديد من القنوات الفضائية العالمية مثل قناة CNN الإخبارية الأمريكية وأهديت منه نسخ كثيرة لبعض المسؤولين في الغرب، والمؤسسة حالياً تشارك بهذا الفيلم في مسابقة عالمية تقام في قرقيزيا - روسيا حول الأفلام الوثائقية الإسلامية، وتطمح المؤسسة الى توفير الدعم لترجمة الفيلم لعدة لغات أخرى كالفرنسية والألمانية والدنمركية ولإنتاج الجزء الثاني منه.
كما أصدر مركز الدراسات والأبحاث (موسوعة أحداث 11 سبتمبر - باللغة الإنجليزية).. وهي موسوعة علمية ترصد أقوال العديد من المفكرين المنصفين في الغرب من المسلمين وغيرهم عن هذه الأحداث وأنها لاتمثل الإسلام وأهله، وتم إهداء نسخ منها على أعضاء الكونجرس الأمريكي وعلى الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة السيد كوفي عنان، ووردتنا خطابات شكر حول هذا الإهداء.
كما تفاعل مركز الدراسات مع ظاهرة الإرهاب وشارك بفاعلية في الحملة الوطنية لمواجهة الإرهاب، وأقام معرضاً بهذه المناسبة بالإضافة إلى طباعة بعض كتب الشيخ ومؤلفاته التي تبين حكم الإفساد في الأرض والموقف الشرعي من الساعين في ذلك وجوب الالتفاف حول ولاة الأمر من العلماء والأمراء حال الفتن.
كما يصدر المركز مجلة (الخيرية) وهي مجلة تعنى برصد وتأصيل العمل الخيري في الوطن العربي والخليج خاصة وإبراز نماذجه ورموزه وتبادل الخبرات بينهم ونقل المفيد من خبرات الغرب في هذا المجال.
والمحور الثالث من محاور عمل المؤسسة (الشؤون الثقافية والدعوية) وتعنى باستمرار العطاءات الدعوية والثقافية والتربوية التي كان يعتني بها سماحة الشيخ - رحمه الله - من خلال إقامة ودعم ورعاية الملتقيات والدورات والندوات العلمية والثقافية والتربوية بالتنسيق مع شتى الجهات الدعوية والتربوية، وإقامة المسابقات العلمية والتثقيفية حول كتب الشيخ لزيادة مقروئيتها وحث المسلمين على الاستفادة منها، وقد نفذت المؤسسة في الأعوام الماضية ثلاث مسابقات سنوية على كتب الشيخ رصدت لها جوائز قيمة.