* الخرطوم - نيويورك - وكالات:
اتهم مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى السودان الحكومة والمتمردين بالتراجع عن جهود السلام في دارفور ومحاولة حل الصراع عسكرياً، جاءت تصريحات مبعوث الاتحاد الأوروبي بيكا هافيستو في الوقت الذي وصل فيه رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ومفوض المساعدات في الاتحاد الأوروبي لوي ميشيل إلى الخرطوم في محاولة لإقناع السودان بالموافقة على نشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في دارفور.
وأبرم اتفاق سلام في مايو - آيار بين الحكومة وأحد فصائل التمرد إلا أن الفصائل الأخرى رفضته، وقال هافيستو: كلا الجانبين يحاولان في الوقت الراهن حل الصراع عسكريا.
وأضاف أن هذا بالطبع بعيد كل البعد عن اتفاق السلام، نقدم لكلا الجانبين رسالة مفادها أنه يتعين عليكم أن تعملا بطريقة منضبطة وإعطاء السلام فرصة.
وقال هافيستو إن الاتحاد الأوروبي سيحاول أن يفهم خلال الزيارة للسودان ما السبب وراء رفض الخرطوم المتكرر قبول قرار مجلس الأمن الدولي الذي يسمح للأمم المتحدة بتولي المسؤولية من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في دارفور.
وتقول حكومة السودان إن مهمة تابعة للأمم المتحدة ستشكل انتهاكاً لسيادته وسينظر إليها على أنها محاولة لاستعادة الحكم الاستعماري.
إلى ذلك أعلنت الأمم المتحدة أنها على استعداد لمساعدة قوات الاتحاد الإفريقي في إقليم دارفور (غرب السودان) لفرض احترام اتفاق السلام الموقع في أبوجا موضحة مع ذلك ان أمر قبول أو رفض هذا العرض يعود للخرطوم.
وقال يان برونك، الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى السودان، إن الأمم المتحدة مستعدة لتقديم المساعدة الضرورية لبعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في دارفور بالاتفاق مع الحكومة السودانية.
وأضاف بعد محادثات مع وزير الخارجية السوداني لام اكول ان المسألة برمتها تركت لتقدير الرئاسة السودانية.
ويشهد إقليم دارفور منذ أكثر من ثلاث سنوات حرباً أهلية أوقعت حوالي 200 ألف قتيل وتسببت في نزوح 2.5 مليون نسمة.
وأوضح برونك انه ينتظر (رداً قريباً) من الحكومة السودانية على رسالة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان التي أرسلت إلى الخرطوم وإلى الاتحاد الإفريقي حول المساعدة التي يمكن ان تقدمها الأمم المتحدة لبعثة الاتحاد الإفريقي في دارفور.
ووافق مجلس الأمن الدولي الشهر الفائت على إرسال 17 ألف جندي وثلاثة آلاف شرطي إلى دارفور للحلول محل قوة الاتحاد الإفريقي التي مددت مهمتها حتى 31 كانون الأول - ديسمبر المقبل.
لكن الحكومة السودانية رفضت هذا العرض بحجة ان انتشار قوة مماثلة يشكل انتهاكاً لسيادتها ويهدد بتفاقم الوضع في الإقليم المنكوب.
ولا تتوافر لقوة الاتحاد الإفريقي التي يناهز عدد أفرادها 7200 رجل يعانون من ضعف التجهيز والتمويل، الوسائل لفرض احترام اتفاق أبوجا للسلام الذي تعتبره الأمم المتحدة مع ذلك منتهياً بسبب استئناف المعارك، ولحماية السكان.
من جانب آخر التقى مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي الرئيس السوداني عمر حسن البشير السبت في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة بشأن سبل إنهاء الأزمة العسكرية في إقليم دارفور وتخفيف واحدة من أسوأ الأزمات الانسانية في العالم.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أثناء مغادرته قصر الرئاسة في العاصمة السودانية الخرطوم نحتاج للعمل معاً حتى نستطيع تحقيق سلام حقيقي في دارفور، كان من المهم جدا فهم وجهة النظر التي طرحها الرئيس السوداني، ونقلت أيضا له بصراحة جدا وبوضوح تام قلقنا بشأن الوضع.
من جهة أخرى قال مسؤول سوداني أمس الأحد إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير أكد لرئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو رفضه التام لقرار مجلس الأمن رقم 1706 القاضي بنشر قوات دولية في إقليم دارفور غرب السودان وأكد على ضرورة دعم مهمة القوات الإفريقية لإعادة الاستقرار للمنطقة.
|