كل عام وأمتي الإسلامية بخير .. وكل عام وهذا الوطن الغالي يكتسي بالأمن والأمان .. ورمضان بعد رمضان والحب لهذا الوطن وولاة أمرنا يكبر في قلوبنا ونفديه بأرواحنا وأموالنا .. قصة الحب لهذا الوطن نرسمها في لوحة بحجم تراب وطننا من شماله لجنوبه .. ومن شرقه لغربه .. وبعد يأتي شهر رمضان هذا العام ونستقبله بالحب والدعوات الصادقة بأن يعيده الله علينا وأمتنا الإسلامية ترفل بثياب العز والتمكين.
يأتي شهر رمضان وهو يختلف عن بقية شهور العام .. عبقه .. إيمانيته .. روحانيته .. خصوصيته، هذه الخصوصية أضفت عليه طابعاً آخر، أوجبت علينا التعامل معه بخصوصية أيضاً. في شهر رمضان تختلف المخاطر، فنحن نتعامل في مع مخاطر شتى، إن لم نتعامل معها كما ينبغي فقد تتحّول النعمة إلى نقمة، لهذا أضع أمامك - عزيزي القارئ - بعضاً من هذه المخاطر وكيفية التصرف معها حتى ننعم بشهرٍ كريمٍ خالٍ من المخاطر بإذن الله تعالى.
* الغاز : يعتبر الغاز مصدراً أساسياً للطاقة يصعب الاستغناء عنه ففي كل منزل نجد مجموعة من اسطوانات الغاز وخزاناً للغاز بحجم أكبر، ورغم أنّ الغاز من نعم الله سبحانه وتعالى عندما هيأ لنا استخراجه وسخّره لنا لتصريف شؤون حياتنا، إلاّ أنّه قد يتحوّل لمصدر خطر إن لم نحسن التعامل معه بحرص ودقة!! فمن واجب رب الأسرة أن يختار الموقع المناسب لاسطوانة الغاز لتكون خارج المطبخ وبعيدة عن عبث الأطفال مع أهمية فحص تمديدات الغاز بطريقة صحيحة وآمنة ومستمرة للتأكد من عدم وجود بعض التسربات أو تلف تلك التمديدات، وأن يختار من تلك التمديدات ذات الصناعة الأصلية وتركيب كاشف أو مانع التسربات بطريقة علمية من قِبل فني مختص.
* الكهرباء : تظل حاجتنا للكهرباء كحاجتنا لبقية ضرورات الحياة لا سيما في شهر رمضان المبارك، وذلك لاعتمادنا على بعض الأجهزة الكهربائية عند إعداد الأكلات الرمضانية مما يستدعي الأمر استخدام أكثر من جهاز خلال وقت ضيق ومحدد، لذا يجب علينا عدم استخدام أكثر من جهاز عبر قابس كهربائي واحد وعدم تحميل التيار الكهربائي أكثر من طاقته المسموح بها وعدم توصيل الأجهزة الكهربائية بالتيار الكهربائي عبر توصيلة واحدة مع أهمية استخدام توصيلات ذات كفاءة عالية وصناعة جيدة .. ومن الأخطاء الشائعة لدى بعض ربات البيوت رمي التوصيلات الكهربائية على الأرض دون مراعاة لخطورة ذلك على مستخدم الأجهزة أو الأسرة بشكل عام.
* زيوت الطهي: نعلم جيداً بأن لشهر رمضان خصوصية في إعداد ونوعية وجباته مما يستلزم الأمر استخدام الزيوت لأغراض الطبخ أو قلي بعض الأطعمة .. ولا شك أن لهذه الزيوت خاصية الاشتعال وذات خصوصية في التعامل معها عند احتراقها أو انسكابها، لذا يجب على ربة المنزل التعامل معها بحذر بالغ وأن تضعها في مكان آمن بعيداً عن متناول الأطفال عند الانتهاء منها.
* الإهمال : تعمد بعض ربات البيوت في شهر رمضان إلى إعداد أكثر من وجبة في وقت واحد وإشعال الموقد والذهاب بعيداً عنه لإعداد وجبة أخرى أو متابعة التلفزيون أو الانشغال عنه لأمرٍ آخر مما يتسبب في احتراقه وامتداد النار إلى بقية المطبخ - لا قدّر الله - أو دخول الأطفال إلى المطبخ دون وجود ربة المنزل مما يتعرض للمخاطر والإصابة أو الوفاة!! فالدراسات أكدت اتصاف الطفل بميول فطرية نحو استكشاف ما حوله دون معرفة خطورته .. فينبغي لربة المنزل منع الأطفال من دخول المطبخ لحظة إعداد الوجبات.
* الألعاب النارية: كما نعلم جميعاً بأنّ الأنظمة الرسمية تمنع بيع أو تداول الألعاب النارية بمختلف أنواعها لما تسببه من خطورة على الأفراد أو المجتمع في أي وقت فكيف بشهر رمضان!! فعلى الأب أن يمنع أطفاله من استخدامها وأن يتعاون مع الأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن مراكز بيعها أو تداولها فكم من نفس بريئة راحت ضحية حريق كان سببه الألعاب النارية، فرسم الفرحة على محيا الأبناء لا يجب أن تكون بمنحهم المخاطر فهناك الكثير من البدائل المتاحة من الألعاب البريئة التي تنمي إدراك الطفل ولا تتسم بالخطورة، ولقد صدرت بعض الفتاوى من مشايخنا الأفاضل التي تحرم بيع وتداول هذه الألعاب، لهذا أهيب بإخواني أصحاب المحلات التجارية بالبعد عن الكسب المادي (المحرم) على حساب المجتمع وسلامته وأن نتعاون جميعاً لبناء مجتمع آمن يتفرغ أبناؤه للصيام والقيام.
* وقبل الختام تأكد أخي العزيز من وجود طفايات الحريف وكواشف الدخان في منزلك .. ختاماً أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لنا ولاة أمرنا وأن يحفظ هذا الوطن الغالي وأبناءه، متمنياً للجميع صياماً مقبولاً .. وسلامة دائمة.
(*) مدير إدارة العلاقات والإعلام بمديرية الدفاع المدني بمنطقة القصيم |