|
انت في |
* الرياض - شيخة القحيز:
وتتميز القصيدة ببساطتها وقربها من اللغة المحكية كما أشار الناقد د. وليد قصاب، لكنها بحاجة إلى المزيد من الإيحاء الذي يفتق أزهار الشعر. أما قصيدة الأستاذ محمود حسن (أيها الشعر) فتدلُّ على أنه يقبض على جمرة الشعر، ويذكر أن هذه المشاركة هي الأولى له في ملتقى الشباب، كما نجد في القصيدة جماليات فنية واضحة في أسلوبها وتراكيبها على رغم غرابة بعض الألفاظ؛ مثل (مستهش، المساقم، فاصطهوتك)، إلا نقف أمام جماليات النداء وكم الخبرية وأساليب إنشائية؛ مثل قوله:
بيرق المجد وتأتي قصيدة (بيرق المجد) للشاعر سامي البكر لتشع مفارقاتها من الماضي؛ الماضي المجيد الذي حققه أجدادنا بعزائمهم الإيمانية، وأضعناه اليوم.. أجل إنه بيرق العز أمام عصر الدمى، إنه الجواد الأدهم الأصيل لكن أين الفارس الذي يعتليه؟!
ولم يغادر الشاعر شيخموس العلي هذا الحزن المتنامي وهذه العزلة والأسى والمرارة أمام ضنك الحياة وظلم العالم من حوله، فنقرأ في قصديته (يا خسارة):
أما الشاعر هيثم السيد فينحو منحى الغزل العذري بعبارات وتراكيب عذبة، وإيقاع شعري موفَّق، ومطلع يزهو برقة وشاعرية، ولعل عفوية العبارة لديه أوقعته - أحياناً - في النثرية؛ مثل قوله: (كانت وسيلة تبرير الوصال لها..)، وعلى أية حال فالقصيدة تعد من أفضل ما قُدِّم في تشكيلها الفني:
كما شارك ثلاثة من الشعراء أنشدوا قصائدهم من الذاكرة بإلقاء عذب، وقد حلقت جميعها في فضاء الغزل العفيف، وشدت مواجع ذاتية مغتربة، منهم معاذ الهزاني. ومضات مع النثر احتفى الملتقى بثلاثة نصوص نثرية؛ قصتين للأطفال، هما: (المهر العطشان) للقاص أحمد صوان، و(يحبانني أكثر من نفسهما) للقاص منذر سليم، وقصة (درس الحال) للأديب د. وليد قصاب. وفي قصة (المهر العطشان) استطاع المهر الصغير بمساعدة أمه أن يصل إلى الماء العذب ليشرب منه، وعبّر أحمد صوان عن ذلك بأسلوب بسيط منحازاً إلى قيم الجد والصبر والطاعة والصفاء. وأما قصة منذر سليم فتأوي إلى قيم بر الوالدين والتضحية، وهي لا تخلو من حوار أكسبها حركة، كما أن لغتها بسيطة قريبة من أذهان الأطفال باستثناء بعض الألفاظ؛ مثل (النجعة، زم، قيظ..). وتأتي قصة الأديب د. وليد قصاب لتحكي مواجع معلم مع تلاميذه المشاغبين بأسلوب ساخر ولغة حية وأحداث متوترة وفنية عالية، معبرة عن قدرات هذا الأديب الكبير في نثره وشعره. محطات في الملتقى تميز هذا اللقاء برؤى وحوارات مع جمهور الأدباء والمثقفين، منها: 1- إن أدباءنا الشباب بحاجة إلى العناية بالشكل الشعري والإيحاء بعيداً عن المباشرة في قصائدهم. 2- بعض شعرائنا يقعون في إشكالات القافية؛ مما ينبغي أن يحرصوا على التدرب والمران في هذا المجال. 3- ينبغي أن ننمي عند الكتابة لأطفالنا الحس اللغوي والجمالي. 4- تساءل الشاعر محمود حسن: هل نتعامل مع أطفالنا بفنية عالية في قصصنا الخاصة بهم؟ وهل نشارك القارئ في القصة؟ وما الذي يصلح للطفل: النهايات المفتوحة أم المحدودة في القصص؟ وكانت إجابة الإخوة النقاد أن النهايات المحددة هي التي تناسب أعمارهم. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |