السؤال : قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) نريد الجمع بين هذه الآية وبين قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الأمر بالمعروف: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده) (رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه).
الاجابة: السائل يطلب الجواب عن الجمع بين الآية والحديث فنقول: ليس بين الآية والحديث تعارض، لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نأخذ بأنفسنا إلى طريق الحق وأن نلتزمه وألا ننظر إلى فعل الآخرين وانحراف الآخرين ولا نكون مع الناس إن أساؤوا أسأنا وإن أحسنوا أحسنا، بل نلزم طريق الاحسان دائماً وأبداً، مع أننا نقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب استطاعتنا كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) (رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه) وهذا تشير إليه الآية الكريمة حيث قال تعالى: (لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) (المائدة: 105) قيد سبحانه انتفاء الضرر بالاهتداء، ومن الاهتداء أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر حسب استطاعتنا بعد اصلاح أنفسنا بأن نكون أول من يتمثل الخير ويتجنب الشر، وصدِّيق هذه الأمة وأفضلها بعد نبيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه تنبه لهذا وقال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) (المائدة: 105) وإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر) (رواه أبو داود في سننه وهو جزء من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه)، فهو يبين بهذا أنه لا تعارض بين الآية والحديث وأن من ظن أن معنى الآية ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قد أخطأ في فهمه للآية.
الشيخ صالح الفوزان |