Friday 29th September,200612419العددالجمعة 7 ,رمضان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"أفاق اسلامية"

الشيخ فيصل الشدي في خطبته (قبل أن تحل اللعنة) مؤكداً: الشيخ فيصل الشدي في خطبته (قبل أن تحل اللعنة) مؤكداً:
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للجهل واختفاء معالم الدين

* إعداد - محمد بن إبراهيم السبر(*):
أسئلة تحتاج إلى إجابة، واستفهامات تستدعي أولي الفهم والنجابة: متى يُشد الوثاق المتين الذي تتماسك به عرى الدين وتحفظ به حرمات المسلمين؟! متى تظهر أعلام الشريعة وتفشوا أحكام الدين؟! متى يعلو أهل الحق والإيمان ويندحر أهل الباطل والطغيان؟! متى تكشف الشبهات وتمنع الشهوات؟! متى تفيق الأمة كلها رجالها ونساؤها صغارها وكبارها؟! متى تفيق من غفلتها وتصحو من سكرتها؟! متى يستعلن صاحب الحق بحقه ولا يبالي، ويستخفي صاحب الباطل بباطله ويداري؟! نعم، متى؟! إيه يا قومي متى؟! لا جواب لأن ذا العزة والملكوت والكبرياء والجبروت أجاب، بماذا أجاب؟! أجاب بأن هذا لن يتحقق إلا عندما تعود الأمة إلى مكمن خيريتها وسرِّ عزها وقوتها، ما هو؟! قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ((110)(سورة آل عمران.)
بهذه الأسئلة وإجابتها الشافية ابتدأ الشيخ فيصل بن عبدالرحمن الشدي إمام وخطيب جامع العز بن عبد السلام بمدينة الخرج خطبته التي خصصها للحديث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن أهميته وفضله وفضل أهله، وعن اللعنات القاسية والعقوبات القاضية التي تلحق الأمة إذا تركته وتخلفت عنه.
الحصن الحصين
وبين فضيلته أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حصن الإسلام الحصين، صدت به نزوات الشياطين، وردت به دعوات الأفاكين والفاجرين بشهادة التأريخ، وكيف كان درعاً واقياً من الفتن، وسياجاً دافعاً من المعاصي والمحن. جعله الله فيصل التفرقة بين المنافقين والمؤمنين، قال تعالى: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )(67) سورة التوبة.
وقال: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (71) سورة التوبة.
فبه عز المؤمن وذل المنافق فيه، يقول سفيان رحمه الله: (إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر أخيك، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق).
صفة الأنبياء
وقال الشيخ الشدي ممتدحاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كفاك أنه صفة بل مهمة أفضل خلق الله ألا وهم الأنبياء والمرسلون، قال الله في وصف إمامهم محمد صلى الله عليه وسلم: (يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ (157)) سورة الأعراف.)
وقال الله في شأن نبيه إسماعيل عليه السلام: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) (55)سورة مريم.
وما من نبي إلا قال لقومه: (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) (23) سورة المؤمنون.
وهو ركن ركين للتمكين في الأرض، قال تعالى: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ(41)) سورة الحج.)
وأضاف فضيلته: وأما أهله فأكرم بهم، فقد رتب الله لهم الفلاح بأمرهم ونهيهم، قال تعالى:
(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (104)) سورة آل عمران.
وبُشروا برحمة الله في آخر الآية التي وصفت المؤمنين بالأمر والنهي اختتمت بقوله تعالى: (أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(71) سورة التوبة.
يعطون مثل أجور من سبق من هذه الأمة، فقد روى الإمام أحمد وحسنه الألباني أن رسول - الله صلى الله عليه وسلم - قال: (إن من أمتي قوماً يعطون مثل أجور أولهم، ينكرون المنكر) وما أعظم وأعلى منزلتهم، وهذا ما استنبطه الحسن - رحمه الله - من قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَق وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (21) سورة آل عمران.)
إذ قال الحسن رحمه الله: (إن في هذه الآية دليلاً على أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر تلي منزلته عند الله منزلة الأنبياء، فلهذا ذكر عُقيبهم). ولقد كان السلف يرون من لا يأمر ولا ينهى في عداد أموات الأحياء، قيل لابن مسعود: من ميت الأحياء؟ فقال: (الذي لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً).
سنن الله في خلقه
أوضح الشدي أن سنن الله تعالى في خلقه ثابتة لا تتغير، ولا تحابي أحداً، ولا تتخلف عند وجود أسبابها، وإن الله جل في علاه يغضب ويلعن. وقال فهذه صرخة نذير، وصيحة تحذير من المشفقين على الأمة، ينادون بها الأفواج الهائلة السائرة في غيها التاركة لأمر ربها، المتنكبة لطريقها، الساكتة عن خطئها، غضيضة الطرف عن سوءاتها وإجرامها.
وشدد على أهمية التنبه واليقظة قبل أن تحل اللعنة وحاثاً على إقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال قبل أن تحل اللعنات تلو اللعنات. وتساءل ممن؟
وأجاب من الله الذي إذا غضب لم تقم لغضبه الأرض والسماوات، ممن يغار على حرمه، ويبتلى بالمصائب والبليات.. ألا أين المعتبرون؟! قال تعالى: ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (78ـ 79) سورة المائدة.
كثرة الخبث
وبين فضيلته أن أولى لعنات ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثرة الخبث، إذ روى البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استيقظ يوماً من نومه فزعاً وهو يقول: (لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا) وحلق بين أصبعيه السبابة والإبهام، فقالت له زينب رضي الله عنها: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: (نعم، إذا كثر الخبث). والخبث يكثر إذا أعلن المنكر في المجتمع ولا يوجد من ينكره، فإن سوقه تقوم وعوده يشتد ورواقه يمتد، عندها يقصر المعروف ويحد، فيعم الفساد ويستوحش الأخيار ويهلك العباد.
الهلاك الشامل
وتناول فضيلته بيان اللعنة الثانية لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقوله: إنها إيذان الله بالعذاب الإلهي العام والهلاك الشامل، وقد قال الله سبحانه عن أصحاب القرية: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ )(165 166) سورة الأعراف.
وأخرج أبو داود من حديث جرير بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون أن يغيروا عليه فلم يغيروا إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا).
ظهور الفرقة
وأما اللعنة الثالثة لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبين فضيلته أنها الاختلاف والتناحر، وقال: وإذا أردت أن تعرف الارتباط الوثيق بينهما انظر ماذا قال الله بعد قوله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (104(سورة آل عمران.قال بعدها مباشرة: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ (105) سورة آل عمران.وروى أبو داود والترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كلا والله، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعنكم كما لعنهم) يعني بني إسرائيل. وانظر لحال كثير من مجتمعات المسلمين، فهي خير شاهد على ذلك، وما في القلوب من الغل والحقد والحسد والتناحر.
فلا يستجاب لكم
وعن اللعنة الرابعة لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الشيخ الشدي أنها تتمثل في عدم إجابة الدعاء، إذ روى الترمذي عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم).
مبيناً أنها لعنة العظيم إذا غضب، وتساءل وماذا يبقى للناس إذاً؟! ماذا يبقى للناس إذا أوصدت دونهم رحمة الله؟! لمن يلجؤون في هذا الكون العريض كله وقد أوصد الباب الأكبر الذي توصد بعده جميع الأبواب؟! حاثاً على المسارعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل أن تحل اللعنة.
انتشار الجهل
وأما اللعنة الخامسة لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي ظهور الجهل واندراس العلم واختفاء معالم الدين. وحول هذا الجانب بين فضيلته أن ذلك حين يكون الدين غريباً بأن يظهر المنكر ويرافق ذلك ألا ينكر، فيؤدي ذلك إلى أن ينشأ عليه الصغير ويألفه الكبير، ويظنوه مع مرور الزمن من الحق، عندها ينكر على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ويعظم الساكت، قال الإمام أحمد:
(يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه بينهم مثل الجيفة، ويكون المنافق يشار إليه بالأصابع، قيل: يا أبا عبدالله، وكيف يشار إلى المنافق بالأصابع؟!
فقال: صيروا أمر الله فضولاً)، وقال: (المؤمن إذا رأى أمراً بالمعروف أو نهياً عن المنكر لم يصبر حتى يأمر وينهى، يعني قالوا: في هذا فضول، والمنافق كل شيء يراه قال بيده على فمه، فقالوا: نِعْمَ الرجل، ليس بينه وبين الفضول عمل)، وها هو اليوم يقال في كثير من المجتمعات لمن يأمر وينهي: أنت تتدخل فيما لا يعنيك، ليس لك شأن، حتى أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً.
تسليط الأعداء
وعن اللعنة السادسة لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أردف الشدي أنها تتمثل في تسليط الأعداء؛ لأن الله - عز وجل - قد يبتلي المجتمع التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأن يسلط عليهم عدواً خارجياً، فيؤذيهم ويستبيح بيضتهم، ويتحكم في رقابهم وأموالهم، والتاريخ حافل بشواهد على ذلك، انظر للمسلمين في الأندلس كيف تحولت عزتهم وقوتهم ومنعتهم لما شاعت بينهم المنكرات بلا نكير إلى ذل وهوان.
الأزمات الاقتصادية
اللعنة السابعة لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأزمات الاقتصادية، فقال فضيلته: إن المجتمع الذي يفرط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد تتلاطم به أمواج الفقر والضوائق ويذوق ويلات الحرمان، فالربا يعلن فيه ويستعلن به، والرشوة يجاهر بها، والغش يضرب بأطنابه في بيوع المجتمع، وأكل أموال الضعفاء، والشفاعات التي يؤخذ بها حقوق الغير، كل هذه وغيرها إذا سكت عنها ولم تنكر، عندها تحل بالمجتمع ضائقات المال، وما ظلمهم ربك ولكن بما كسبت أيديهم: (فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ) (102) سورة يونس.
سواد القلب
وعن اللعنة الثامنة لترك الأمر بالمعروف والنهي خصها الشيخ الشدي بالنسبة إلى الفرد وتتمثل باسوداد قلبه وتنكيسه، حيث جاء الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأي قلب أُشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين: على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباد كالكوز مُجَخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أُشرب من هواه) وعلق فضيلته: ألا إنها حقاً لعنات قاسية وعقوبات قاضية، لكنها سنة الله الماضية.
وختم الشيخ الشدي خطبته بكلام الغزالي - رحمه الله - الذي يلخص شيئاً مما مضى يقول فيه: فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم لهذا الدين، وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين، ولو طوي بساطه وأُهمل علمه وعمله لتعطلت النبوة واضمحلت الديانة وعمت الفترة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة واستشرى الفساد واتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد).

* الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved